العدد 717 - الأحد 22 أغسطس 2004م الموافق 06 رجب 1425هـ

جمعية جديدة (2)

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

ربما تكون تحفظات الكثيرين على تشكيل جمعية سياسية جديدة منسلخة من الوفاق بسبب إضعاف موقف التفاوض بين السلطة والمعارضة في المسألة الدستورية، وتشكيل نواة مشاركة مستقبلية لشخصيات من رحم تيار الوفاق، وهو ما تتكئ عليه السلطة تحديداً لتنصلها من عملية التفاوض ما ينجم عنها، مع استعداد أشخاص لملء فراغ الوفاق في الانتخابات المقبلة. نزار البحارنة، وهو متبني فكرة الجمعية الجديدة، أكد أن الجمعية لن تكون طرفاً في الحوار الدائر بين المعارضة والسلطة، وإنما سيكون تركيزها على المجال التنموي لأبناء التيار، وتشكيل كوادر نوعية في مختلف المجالات، وهذا توجه أقرب إلى التوجه الاقتصادي منه إلى السياسي، إلا أن هذا الخيار في ظل نجاحه سيبقى خياراً ظرفياً، لابد له أن يتقاطع في النهاية مع أحد الخيارين، إما المشاركة أو المقاطعة، إذا ما أرادت الجمعية الجديدة أن تباشر استحقاقاتها السياسية كافة. هناك إشكال أعمق من خيار المشاركة والمقاطعة، ويتعلق تحديداً بكون الجمعية نخبوية، وليست فيها شخصيات رمزية وإنما شخصيات تخصصية، ولا يراد لأعضائها أن يتجاوزوا المئة، ربما للتعبير الضمني عن عدم تجاوز موقعية الوفاق، إضافة إلى تصريح البحارنة الذي يؤكد فيه أن جميع رمزيات التيار هي رمزيات للجمعية، والسؤال مرة أخرى: هل ستتنازل الجمعية عن أحد استحقاقاتها السياسية في خوض الانتخابات أو مقاطعتها، لترهن نفسها للدور التنموي فقط، ما دام الثقل الجماهيري مع الوفاق، وكل رمزيات الوفاق هي رمزياتها؟ ألا يعني هذا خضوعها وفق هذا التعريف لدور الوفاق ورمزياتها في الاستحقاقات السياسية الكبرى مع تبني معظم أعضائها لخيار المشاركة؟و هل الجمعية سياسية، لكن من نوع خاص، أم ظلال كثيفة لخلل التنظيم في الوفاق، وحصر المؤسسة في ملفات سياسية بعينها، وتناسي الملفات الأخرى في ظل تنوّع الكوادر وتعطلها داخل الوفاق، ولهذا كان الانفصال؟

العدد 717 - الأحد 22 أغسطس 2004م الموافق 06 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً