العدد 747 - الثلثاء 21 سبتمبر 2004م الموافق 06 شعبان 1425هـ

الأجهزة الأمنية العراقية تضع اليد على تشكيل إرهابي عنكبوتي

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

ذكر مسئول أمني عراقي أن الأجهزة الأمنية العراقية استطاعت ان تضع اليد على شبكة ارهابية كبيرة تدير اعمال الارهاب في العراق. وقال المسئول العراقي الذي طلب عدم كشف اسمه لـ «الوسط» ان خطوط هذه الشبكة تمتد إلى بلدان مجاورة للعراق وبلدان أخرى بعيدة. ووصف المسئول هذه الشبكة بأنها الأكبر حجما والأفضل تنظيما ولها رأس واحد يديرها، ولكن الشبكة غير واضحة المعالم حتى لعناصرها فهي تعتمد تنظيماً عنقودياً غير مكشوف حتى لاعضائها فكل مجموعة فيها تضم أربعة أو خمسة أو حتى عشرة غير مكشوفين للمجموعة الاخرى. وتابع: أنها تعتمد التلون في اللباس والمذهب، فهم وهابيون عندما يدخلون إلى سامراء وبعثيون وأصوليون عندما يدخلون إلى الفلوجة، ويتعاملون من خلال الكثير من المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني وينظمون ندوات يشرحون فيها أهدافهم بحسب نوع الجمهور، لكسبه بأبسط الطرق واختيار عناصر جديدة يمكن تجنيدها. وأكبر مجاميع هذه الشبكة تعمل في منطقة باطراف بغداد تضم 90 عنصرا، وتتحرك تشكيلات هذه الشبكة بملابس الشرطة العراقية وقيافة الحرس الوطني ووصل عددهم إلى 725 عنصرا، فيهم عسكريون عراقيون سابقون وبعض ضباط المخابرات العراقية.

وأضاف ان هذا التشكيل العنكوبتي الارهابي تديره مخابرات احدى الدول في المنطقة غير ان ذلك غير مكشوف لعناصر الشبكة، ولهذه الشبكة امتدادات في دول عربية وبعضها يرتبط بعلاقات وثيقة مع العراق، ولكن في اجهزة هذه الدول من ينسق مع هذه الشبكة. وتقوم هذه الشبكة عبر صلاتها مع تنظيمات ومنظمات اسلامية بعضها جهادي واخرى ارهابية بتجنيد الشباب المسلم من دول عربية واخرى اسلامية وتسهيل دخولهم للعراق تحت شعار (مقاومة الاحتلال الأميركي).

وأشار المسئول الأمني إلى ان هذه الشبكة لها صلات وثيقة بتنظيم القاعدة لاسامة بن لادن فضلا عن صلاتها مع جماعة التوحيد والجهاد التابعة للزرقاوي. وأوضح المسئول العراقي ان وضع اليد على هذه الشبكة الارهابية تم بجهود عراقية. واتهم المسئول العراقي القوات الأميركية بأنها لا تبدي اهتماما كافيا بمحاربة الارهاب، وانها لا تطارد هؤلاء وتكتفي بمطاردة من يقوم بالتفجيرات على الطريق او يستهدف القوات الأميركية بالذات، واستدرك قائلا «ولكنهم ايضا لديهم وكلاؤهم ومصادرهم الذين يتابعون عملية تفجير السيارات المفخخة، منها حادثة اغتيال عضو مجلس الحكم المنحل عزالدين سليم».

وكشف المسئول الأمني ان أربعة من عناصر القاعدة لهم علاقة بهذه الشبكة قد تم القاء القبض عليهم وهم سوري وآخر مغربي ومصريين.

واعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اعتقال «16 ارهابيا» خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها بغداد في الايام الماضية، وقال علاوي ان القوات العراقية «اعتقلت 16 من اصل 21 ارهابيا» ملاحقا، موضحا ان «اكثرية المعتقلين من الاجانب» الذين اتهمهم «بالسعي إلى الاساءة للشعب العراقي».

ووجه انتقادات حادة إلى المجموعات المسلحة في العراق ووصفها بأنها «عصابات من المجرمين» تؤدي اعمالهم إلى «ضرب الشعب العراقي والبنى التحتية».

واعتبر علاوي ان خاطفي الأجانب في العراق الذي كثر عددهم، يسعون «بشكل اساسي إلى المال» حتى لو ان «البعض منهم يحاول ان يعطي عمليات الخطف طابعا سياسيا».

من جهة اخرى، وصف علاوي العلاقات بين العراق والدول المجاورة بأنها «ممتازة». وتحدث بشكل خاص عن «تفاهم تام من القيادة السورية» في مجال التعاون الأمني بين البلدين ويقول المسئولون العراقيون والأميركيون ان ناشطين متطرفين يجتازون الحدود السورية او الايرانية للتسلل إلى العراق ومساعدة المجموعات المسلحة. وقال علاوي ان «التعاون مع سورية متقدم اكثر» منه مع ايران.

وكانت موجة من التفجيرات قد شهدتها العاصمة بغداد أمس فقد استهدف هجوم بسيارة مفخخة مركز شرطة الكرخ ببغداد والذي يعتبر أحد مراكز التطوع في الشرطة والأجهزة الأمنية العراقية. وأسفر الهجوم بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة - إثر إجراء اتصالات بمستشفيات بغداد - عن مقتل 47 عراقيا وجرح 114 آخرين إصابات الكثير منهم بليغة.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد عدنان عبدالرحمن ان التحقيقات الأولية تشير إلى أن الهجوم نفذ بسيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق، وتم تفجيرها عن بعد ولم يكن بداخلها أي شخص. كما دوى انفجار ضخم في شارع الجمهورية بالقرب من ساحة الخلاني وسط بغداد من دون معرفة المزيد من التفاصيل عنه.

كما شهدت العاصمة العراقية انفجارين آخرين أسفر الأول الذي وقع قرب مبنى وزارة التخطيط عن إصابة شخصين، ولم يسفر الآخر الذي وقع قرب مطار المثنى عن أية إصابات.

في حين قتل 12 شرطيا ومدني واحد في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقل منتسبين للشرطة العراقية وسط مدينة بعقوبة شمال بغداد.

وقال مصدر في الشرطة المحلية العراقية إن المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارتين لحقوا بالحافلة وبعد أن أوقفوها ترجلوا من السيارتين وفتحوا النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل 12 شرطيا وسائق الحافلة وإصابة اثنين آخرين.

وتحدثت القوات الأميركية عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في هجوم بالقنابل والرشاشات شنه مسلحون عراقيون على دورية أميركية في بغداد أمس. وأوضح بيان للقوات الأميركية أن الجنديين قتلا فور انفجار القنبلة المحلية الصنع. ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر عن الهجوم

العدد 747 - الثلثاء 21 سبتمبر 2004م الموافق 06 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً