العدد 762 - الأربعاء 06 أكتوبر 2004م الموافق 21 شعبان 1425هـ

العملاق الصيني قادم

محمد الاسباط comments [at] alwasatnews.com

مع التصاعد الجنوني لأسعار النفط العالمية التي بلغت مرحلة تاريخية عندما تخطت أمس حاجز الـ (51)، برز اسم الصين إلى الواجهة مجدداً، وصار الحديث عن نموها الاقتصادي المذهل في سياق أحاديث المحللين عن أسباب ارتفاع أسعار النفط. مشيرين إلى أنها واحد من أهم أسباب ارتفاع النفط مع حزمة من الأسباب الأخرى. غير أن ما يعنينا هنا هو الاقتصاد الصيني الذي بدت قوته أكثر سطوعاً خلال العقد الجاري.

وفي هذا السياق بدا جلياً أن قوة الصين الاقتصادية هي التي ستقود قاطرة النمو الاقتصادي الآسيوي، وربما العالمي، خلال عقد أو أقل. فهذا العملاق الذي أعاد هيكلة بنيته الاقتصادية، وخطا خطوات واسعة للتواؤم مع معطيات واستحقاقات تحرير التجارة واقتصاد السوق، على رغم طبيعة النظام السياسي الأحادي، قفز فجأة ليتبوأ طليعة الاقتصادات العالمية الناهضة بسرعة مذهلة دفعت به في أقل من عقد إلى المركز الثاني بين أكثر الدول استهلاكاً للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية. وغدا لاعباً أساسياً في لعبة أسعار النفط التي تشغل العالم هذه الأيام منتجين ومستهلكين على حد سواء.

وبما أن الصين أضحت لاعباً أساسياً في الاقتصاد العالمي لعدة أسباب: طبيعية وبنيوية وسياسية واقتصادية واجتماعية وما إلى ذلك، فقد صارت في الوقت ذاته قبلة يحج إليها قادة العالم لحجز مقعد في هذا البلد الكبير بشرا وموارد وسوقاً. والذي من المؤمل أن تكون له كلمة بالغة الأثر في المستقبل الاقتصادي المنظور. وفي هذا السياق ستكون الصين المحطة الأخيرة في جولة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الآسيوية التي تشمل سنغافورة وفيتنام وبكين. وقال محللون إن الصين ربما تكون المحطة الأهم في زيارة الرئيس الفرنسي الآسيوية ويدلل المحللون على ذلك بضخامة الوفد المرافق لشيراك والذي يضم أربعة وزراء ونحو خمسين من رؤساء كبريات المصانع والشركات الفرنسية. وعزز ما ذهب إليه المحللون ما أكده بيان الرئاسة الفرنسية «إن زيارة شيراك للصين يمكن إدراجها تحت شعار (الاقتصاد والاستثمار والعمالة)» وما تناقلته وكالات الأنباء عن رغبة فرنسا الأكيدة في إقامة شراكة مع الصين تستند إلى السياسة والاقتصاد.

وقبل الاهتمام الفرنسي بالصين كان هناك الاهتمام الأميركي الذي سبق الكثير من الدول الغربية فضلاً عن اتفاق التعاون الصيني الخليجي الذي أبرم العام الجاري. كل تلك المؤشرات تؤكد أن العملاق الصيني سيكون أحد أهم الأصوات في الاقتصاد العالمي في السنوات القليلة المقبلة

العدد 762 - الأربعاء 06 أكتوبر 2004م الموافق 21 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً