العدد 857 - الأحد 09 يناير 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1425هـ

بين القرية والمدينة

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

الإحصاءات المهمة والنشاط اللافت الذي قامت به لجنة الإحصاء بقرية السنابس طوال عاماً وحتى اليوم، بحاجة إلى اهتمام وطرح عدة أسئلة. فهذه اللجنة تكونت من عدد صغير جداً من الشباب، ولكنها حملت طموحاً وفكراً على مدى عقد ونصف من الزمن، وبذلك استطاعت أن تحقق من الإنجاز الشيء الكثير. فالاستمرار على مدى أكثر من شهراً لجمع المعلومات والبيانات من أجل إعداد تقرير إحصائي فحسب ليس بالأمر الهيّن، وهو ليس مجرد عمل إحصائي فقط، بل هو تدوين لتاريخ قرية السنابس طوال هذه الفترة الزمنية.

وهذا الأمر بلاشك بحاجة إلى تقدير كبير من أهالي القرية وشعب البحرين، فتدوين تاريخ السنابس هو تدوين لتاريخ الوطن. ومع ذلك فإن هذه الجهود وحجم الإنجاز يدفعنا للسؤال، هل أثبت شباب القرى جديتهم وفعاليتهم أكثر من شباب المدن؟

من الصعب الإجابة وإلقاء الأحكام على هذا التساؤل، ولكن هناك الكثير من المؤشرات والدلالات التي تؤكد وجود فوارق وتباين بين شباب القرى وشباب المدن. وأعتقد أن أبرز الدلائل حجم الدافعية لدى شباب القرى من أجل المطالبة والاحتجاج لنيل مكاسب معينة سواءً كانت خدمية أو سياسية أو تعبيراً لمواقف محددة. في حين نجد أن شباب المدن تقل لديه هذه الدافعية بشكل واضح. وعلى مستوى التنظيمات فإن الجمعيات الشبابية تنشط عادة في محيط شباب المدن وليس في محيط شباب القرى، ما يعني وجود خلل ومشكلات في أداء التنظيمات الشبابية حالياً. فكيف يمكن لمجتمع صغير جداً هو مجتمع القرية أن يزيد من فعالية الشباب ونشاطهم في ظل غياب الجمعيات الشبابية ووجود مؤسسات أخرى كالمركز الثقافي والنادي الرياضي والمآتم؟

مثل هذا الواقع يحتم الإسراع بدراسة الفوارق بين شباب القرى وشباب المدن بشكل علمي، ويكون من المفيد جداً لإدارة الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة الشروع في إجرائها خلال الفترة المقبلة حتى يتسنى لها رسم رؤية واضحة المعالم لفعالياتها وأنشطتها مستقبلاً، بحيث تكون هذه الرؤية قائمة على التعامل مع مختلف الفوارق بين شباب القرى وشباب المدن لتظهر المحصلة النهائية في زيادة القدرة على استقطاب فئات الشباب من مختلف مناطق البلاد.

وأيضاً المسألة موجهة كذلك إلى التنظيمات الشبابية التي يطلب منها إعادة النظر في طبيعة جمهورها، وفي أنشطتها وفي قدراتها لإقامة الأنشطة والفعاليات، فمسئولية تفعيل دور شباب المدن ينبغي أن تكون في مقدمة أولوياتها، لا أن يقتصر الاهتمام على دعوتهم للفعاليات فقط

العدد 857 - الأحد 09 يناير 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً