العدد 865 - الإثنين 17 يناير 2005م الموافق 06 ذي الحجة 1425هـ

على باب الوزير

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

لم يكن ما حدث يوم الجمعة الماضي تغييرا وزاريا بقدر ما هو تدوير كما هو معلوم، وعمليا لم يستجد على التشكيلة الوزارية إلا وجه واحد هو الوزيرة فاطمة البلوشي، أما وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد، فهو قريب جدا من دائرة الحكومة بوصفه محافظا لمؤسسة نقد البحرين في الفترة الأخيرة.

ليس هذا بيت القصيد، ولكن في مثل هذه الظروف، تصطف طوابير أمام باب الوزير الجديد، أو الوزير المكلف بحقيبة جديدة، بعضهم بقصد النصح، وبعضهم بقصد تقديم ابعاد الشكوك عما دار حولهم في الفترة الماضية. البعض سيحاول أن يتودد، هناك من سيعلن البيعة، وهناك من سيتخذ من تعرفة القريب من المسئول الجديد سلما للانتقام من الذين أساءوا إليه في الفترة الماضية، وبذلك تضيع النوايا الحسنة مع تلك الملتبسة بالأغراض الشخصية، ويدخل الوزير في بلبال "الوشوشة" في الأذن بقصص غريبة قد لا ينفض رأسه منها إلا بعد بضعة شهور، تكون كافية للحكم عليه من قبل الأطقم المخضرمة في أماكنها، والعارفة ببواطن الأمور، فتعرف تماما كيف يمكنها أن تسلك في هذه الحقبة الجديدة، كما سلكت مع حقب أخرى من قبل، وتغير المسئولون إلا هم بقوا كما هم لا تغيرهم إلا عوادي الزمن، أو إذا ما تجاوزوا خطوطا أكثر وضوحا من الاحمرار نفسه.

ربما يبدو الأمر قاسيا نوعا ما، ولكن من حق الوزير الجديد أن يستبدل بما هو موجود "أو ببعضه" أطقما أكثر قدرة على العطاء ولم تتلوث بالشللية ولم يتم توريطها بمصالح من شتى الأنواع، بدلا من أن يظل أسير الأطقم نفسها التي أدت - في النهاية - إلى تغير الوزراء من قبل، وذلك بسبب الصراعات والتوازنات ومراكز القوى التي تديرها. أبواب الوزراء ستظل موصودة هذه الأيام أكثر من أي وقت آخر، وما ان تنفرج الأبواب قليلا حتى تدلف إليها الطوابير، ولا يعود أحد يميز الخبيث من الطيب

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 865 - الإثنين 17 يناير 2005م الموافق 06 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً