العدد 929 - الثلثاء 22 مارس 2005م الموافق 11 صفر 1426هـ

فاقد دليل!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

هذه حكاية "شيخ غاضب" جاء ليسطر اعتراضه على "الأدلة" المطلوبة في كل دائرة من دوائرنا الحكومية الفاقدة للبصر والبصيرة - بحسب رأيه - والجارية وراء تقليد أعمى. .. عندك شكوى، اعتراض، تهمة... إذن ما دليلك؟

شيخنا "الغاضب" هذا يوضح دواعي اعتراضاته في نقاط هي كالآتي:

- يقولون إن البلد خال من الوساطات، وأن التعيين فيها يكون وفقا للشهادة التخصصية والخبرة العملية، إذن ما الذي عين ابن عمي الذي لا يحتكم حتى على الإعدادية في منصب...؟

- يقولون إن البلد لا يعاني من البطالة، وإن كل المواطنين يعملون في راحة ونعيم، إذن لما أبنائي وجيراني وأقربائي ومن كد وجد وحصل على الماجستير والدكتوراه حمل رغيفه وسار نحو وزارة العمل مطالبا بفسحة للحصول على لقمة العيش فقط لا غير؟!

- يقولون إن لكل مواطن الحق في الحصول على السكن الملائم! كيف ذلك والطلب "ينقع" في وزارة الإسكان أكثر من 15 عاما، والترميم بحسب الراتب الذي هو في الغالب لا يتجاوز 150 دينارا وكذلك القرض، والأراضي استولى عليها من استولى ومواد البناء في غلاء مستمر!

- يقولون إن مستشفياتنا بخير وأطباءنا أمهر الأطباء! إذن ما أساس الذي نسمعه من أخطاء أطباء لا تحصى قد تفقد جزءا من جسم وقد تذهب بالأرواح هباء منثورا، والشكاوى التي ما بارحت صفحات الصحف، وتذمر فلان وعلان من طوابير المواعيد، وما الذي يجعلنا نفر إلى مستشفيات خارج البلاد ونحن حالنا على "قدر الحال"!

- يقولون إننا في تقدم وتطور والتكنولوجيا أساس نهضتنا، إذن ما الذي يجعلنا نقف بالطوابير لتخليص معاملة هنا أو هناك، هذا إذا لم يفقد ملفنا "الورقي" من الوزارة الفلانية أو العلانية وإذا ما نفد حبر فلان من الموظفين الذي بالكاد يجلس في مكانه أو هو قابع على ذلك الكرسي يختم أوراق بالمئات حتى شاب عمره قبل شعره وهو على تلك الحال؟!

- يقولون إن الحياة الطبيعية والفطرية في البحرين وسواحلها وأراضيها بخير، وإن ما جرى على بعضها إنما لدواعي التطور والتقدم...

- يقولون إن للأموات حرمة وإن صاروا "تراثا" علمونا منذ صغرنا كيف نتفاخر به وأنه من الواجب علينا جميعا أن نحافظ عليه جيلا بعد جيل إلى أن تفنى الأرض بمن عليها...

- يقولون إن "العدل أساس الملك"... كلام الله الذي خطوه بالذهب على لوحات مزركشة بزخارف إسلامية حتى تحولت إلى تحفة يزين بها المكان، وللأسف أنها بقت كذلك في كثير من الوزارات والهيئات والمحافل...

يقولون... ويقولون... ويقولون ولا أحد يطالبهم بالدليل والأوراق الثبوتية... أما كلامي - أنا - فإنني محاسب على كل حرف فيه ومطالب بالأدلة والأوراق الثبوتية، فماذا أقول؟

سأقول: دليلكم أوراق وحبر على الورق، ودليلي مشاهدات واقعية و"حرات" قلب مافتئ يتجرع المرار... دليلي - وأنا الشيخ الكبير - ذاكرة خزنت "أسعد" اللحظات و"أتعسها"، "أغنى" الأزمان و"أفقرها"، "أخضر" الأراضي و"أيبسها"، "أجمل" السواحل و"أخربها"، "أصلح" الإدارات و"أطلحها"... هذا دليلي فإن شئتم الاعتراف به فذلك محسوب لكم، وإن أبيتم فلكم بعد دفني أن تتخلصوا من "الذاكرة" المخزنة في عقلي وروحي... فهذا دليلي وأنا "فاقد الدليل" طبقا لبصركم وبصيرتكم

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 929 - الثلثاء 22 مارس 2005م الموافق 11 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً