العدد 929 - الثلثاء 22 مارس 2005م الموافق 11 صفر 1426هـ

نصرالله الماروني... ونصرالله المقاوم

أحمد البوسطة comments [at] alwasatnews.com

في لبنان اسمان مؤثران على الساحة السياسية، أحدهما يحمل الاسم الأول "نصرالله" والثاني لقبه "نصرالله"، الأول ماروني والآخر مسلم، غير أن كلاهما له مكانته السياسية والدينية، وهما: الزعيم الماروني نصرالله صفير والزعيم الشيعي وأمين عام حزب الله السيدحسن نصرالله، ومنهما نتلمس في المنطقة العربية ثقل وزن رجال الدين ومؤسساتهم الإسلامية والمسيحية.

ومثلهما "نصرالله ونصرالله" مثل المرجع الديني الكبير في العراق السيدعلي السيستاني وتأثيره السياسي والديني الكبير في أوساط العراقيين، وكان تأثيره الأكثر حسما في الانتخابات العراقية التي جرت في الثلاثين من يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ حظت القائمة التي دعمها بالغالبية. وهيئة علماء السنة في العراق على رغم معارضتها للانتخابات فإن موقعها لا يقل تأثيرا في مناطقها، عبر محاولات ربما أصيبت بخيبة لنزع سمة تمثيل هذه الانتخابات للإرادة الفعلية لعموم شعب العراق، لكن الذين فازوا في الاقتراع مازالوا يغازلونهم للمشاركة في إعداد الدستور الدائم لاستكمال ما تبقى من مكونات الشعب العراقي.

مقالا نشر في الصحيفة الإلكترونية اليسارية "الحوار المتمدن" للكاتب باسل ديوب معنون بـ "أنا وموريس وحسن نصرالله والتلوث الإلكتروني... عينات مخبرية" قال في مطلعه: "مع تصاعد الحوادث في لبنان والهجوم الإعلامي العاصف على سورية، هاتفني صديقي موريس قائلا في نهاية الدردشة: هذا كله حكي فاضي لست أخشى على لبنان بوجود شخص اسمه حسن نصرالله!".

وعرف ديوب صديقه موريس الذي رسم خريطة للحوادث عشية اغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري وما تلاها؛ بأنه "ماركسي غير تقليدي، وعروبي علماني لم يمنعه إعجابه ببريتني سبيرز التي يعلق صورتها في غرفته من أن يعلق صورة أخرى للسيدحسن نصرالله، تقابل أيقونة للمسيح على صليبه".

ومن دون إطالة عليكم بالاقتباسات من ديوب، فلتكن هذه الفقرة قبل الأخيرة المقتبسة حتى لا يتحول المقال بقلمه، قال: "لم يكد السيدحسن نصرالله ينتهي من كلمته أمام 600 ألف لبناني "على اعتبار أن الرقم الذي أورده تلفزيون "المنار" نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية هو مليون و600 ألف وقد قمت لوحدي ولتشكيكي بالرقم الضخم بشطب مليون على اعتبار أنهم عمال سوريون!" حتى انقلبت على ظهري ضاحكا لدرجة السخسخة، وشاركني بالسخسخة حاسوبي الشخصي الذي يعج بمئات المقالات الانترنيتية لجهابذة الديمقراطية والثقافة والحرية العرب والغربيين، لدرجة أن أعطاله كثرت وصار يجمد كلما طلبت منه فتح ملف لمقال منشور في "النهار" أو "الحياة" أو "إيلاف" أو "الشرق الأوسط" أو "السياسة" الكويتية أو مترجمة عن "نيويورك تايمز"، وغير ذلك من الأبواق الأميركية".

جزئية أخرى قالت عن العفيف الأخضر: "لا أعرف لماذا لا أستطيع أن أحبك! لا علاقة لأفكارك على ما أعتقد، وربما السبب هو لقبك الاخضر الذي يذكرني بالكتاب الأخضر...".

ولأن العفيف متخصص في رصد متابعة للحركات الاسلامية ويصفها بالتطرف في أكثر محطاتها، تهجم على السيدنصرالله، وربطه بالرئيس السوري بشار الأسد، ثم تطور الأمر إلى الحديث عن الديمقراطية في سورية وتحرير الجولان بدلا من أن يحارب حزب الله نيابة عنه في الجنوب اللبناني، وعادة ما يقع "الأخضر" في حكم مسبق بغشاوة أيديولوجية، فعندما يدين "العنف" العربي ضد "إسرائيل"، ينسى العنف الاسرائيلي ضد العرب، تماما مثل ذلك اللبناني المعارض الذي تحدث كثيرا، وهذا من حقه، في مطالبته سورية بالافراج عن المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية، ولم يقل كلمة واحدة عن المناضل سمير البيطار، أقدم سجين لبناني في السجون الاسرائيلية. وحزب الله عندما تفاوض في قضية الأسرى اللبنانيين لم يفرق بين سجين من حزبه أو من غير حزبه، وتم الافراج عن شيوعيين ومن أمل وغيرهما من الأحزاب الوطنية اللبنانية، على اعتبار انهم مواطنون لبنانيون ومقاومون للمحتل.

الرئيس اللبناني لحود الذي يدور حوله الجدل زار البطريرك نصرالله صفير لينال مباركته على القانون الجديد للانتخابات، وبعد الحوادث الجديدة والمتجددة في لبنان لم يتردد لحود أو غير لحود من زيارة نصرالله الماروني ونصرالله الشيعي لأنهما رقمان صعبان في لبنان. ومن نصرالله الزعيم الماروني إلى نصرالله الزعيم المقاوم، فإن العين لا تخطئ ظاهرة التأثير غير العادي لثقل وزنهما في لبنان، والأصح ثقل مؤسساتهما الدينية ولبنانيتهما في الأساس على رغم وضع أحدهما في صف المعارضة والآخر صنف سذاجة بالموالاة، غير أن كليهما يدعوان إلى الحوار الوطني وكشف الجناة الذين اغتالوا الحريري بطريقة بشعة ومحاكمتهم على فعلهم الآثم

العدد 929 - الثلثاء 22 مارس 2005م الموافق 11 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً