العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ

خيارات "الوفاق"

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بعد نحو أسبوعين أو ثلاثة ستجتمع الجمعية العمومية لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية ومن المفترض أن يناقش الاعضاء التقارير المالية والادبية بالاضافة الى التوصيات التي ستنقلها الجمعية العمومية لادارة الوفاق "التي تنتخب كل سنتين، والانتخاب المقبل سيكون العام المقبل".

وهذا يعني أن "الوفاق" ستواجه ثلاثة انتخابات، أحدها داخلي، وانتخابات بلدية واخرى نيابية. الوفاقيون سيشاركون في انتخاباتهم الداخلية وفي الانتخابات البلدية، وسيبقى السؤال بشأن المشاركة في الانتخابات النيابية أو مقاطعتها.

الادارة الحالية لـ "الوفاق" تتكون من 11 شخصا وهي مجموعة متنوعة. ويمكن - بصورة عامة - رصد ثلاثة اتجاهات داخلها. ثلاثة اشخاص يميلون نحو رفض المشاركة، وثلاثة يميلون نحو المشاركة، وثلاثة يتوسطون الاتجاهين، وعضوان آخران ربما يرجحان هذا الاتجاه أو ذاك داخل الادارة.

الداعون الى "التعاطي الايجابي" مع التجربة الحالية يحتاجون الى أجواء مناسبة، ذلك لأن الجهات الرسمية مازالت - كما يبدو لجمهور الوفاق - تبتعد عن الحوار الذي يمكن من خلاله مد الجسور وفسح المجال أمام احتمالات المشاركة ضمن معطيات محددة. وهذه المعطيات ليست من أجل حفظ ماء الوجه - كما يعتقد البعض - ولكن من أجل ألا يلام الداعون الى المشاركة لاحقا من أنهم اسرعوا الى الدعوة الى المشاركة من دون أن يكون بأيديهم شيء يقدمونه لاحقا دليلا على صحة دعوتهم.

الداعون الى الاستمرار في المقاطعة لا يرون ما يرغبهم في التجربة الحالية، ما يستدعي تغيير وجهة نظرهم. فالبرلمان بشكله الحالي لا يقوم بدور تشريعي أو رقابي يتناسب مع ما هو متوقع من أي برلمان، والامر لا يعود الى اللائحة الداخلية فقط، وانما ايضا الى التركيبة وطبيعة العلاقة مع الحكومة.

الذين يتوسطون الاتجاهين لا يرغبون في الدخول اذا كان ذلك سيبدو كأنه انكسار، ولكنهم "قد" يؤيدون الدخول فيما لو أبدت الجهات الرسمية المعنية حماسا تجاه دور المعارضة التي تمثل "الوفاق" عمودها الفقري، وهذا يأتي عبر تهدئة الاوضاع من جانب ومد الجسور بين من يعنيهم الامر، بما في ذلك الرموز المؤثرة في الساحة والقيادة السياسية.

التأخير في اجتماع الجمعية العمومية جاء بسبب تداعيات مسيرة سترة، ولكن ادارة الوفاق كانت ستكون في مأزق لو انعقدت الجمعية العمومية من دون أن تتحرك الاجواء لترجح هذا القرار أو ذاك. وهذا شكل ضغطا على ادارة الوفاق، والارجح أن ذلك كان السبب في اخراج المسيرة للتنفيس عن الضغط الواقع على مسئولي الادارة.

"الوفاق" لديها تجربة أكثر من ثلاث سنوات، وقد مرت بالكثير من الحوادث، وحصلت "احتكاكات" مع السلطات، وكان آخرها مسيرة سترة. وقد تحدث رئيس الجمعية الشيخ علي سلمان في مقابلات صحافية وتلفزيونية بعد المسيرة، وبدا خطابه عقلانيا ويطرح امورا يتفق كثير من الناس عليها. وفي الوقت الذي أعتقد أنه من ضروريات الديمقراطية أن يفسح المجال لجميع الآراء داخل "الوفاق" ومن ثم طرح التوصيات، فإنني اعتقد ايضا بأنه ينبغي على الجهات الرسمية أن "تتعاطى" ايجابيا مع "الوفاق" بهدف الوصول الى حلول، حتى لو كانت إلى "منتصف الطريق"

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً