العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

العيد: قدرة المريض على الصيام تعتمد على عمره ونوع مرضه وجرعاته ومدى استقرار حالته الصحية

قالت رئيس قسم برامج تعزيز الصحة بوزارة الصحة كوثر العيد إن قدرة المريض على الصيام تختلف من شخص لآخر حسب عمره ونوع مرضه وجرعاته ومدى استقرار حالته الصحية، لافتةً إلى إن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى، بل ينبغي بحث كل مريض على حدة وحسب تعليمات طبيبه المختص، فهو يملك ما يكفيه من المعطيات التي تمكنه من نصح مريضه بإمكانية الصوم أو عدمه وطريقة توزيع جرعات الدواء.

واستعرضت العيد عدد من الأمراض وقدرة أصحابها على الصيام وطريقة استخدام أدويتهم في شهر رمضان، وبدأت بأمراض الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر، موضحة أنه في الحالات المستقرة يستخدم المريض الدواء قبل تناول طعام الافطار وقبل تناول طعام السحور، ويشكو المصاب بالقرحة الحادة من آلام في المعدة عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، ويخف ألم قرحة الإثني عشر بتناول الطعام، ولكن كثيراً ما يعود الألم بعد عدة ساعات ، وينبغي على مريض القرحة الإفطار فى إحدى الحالات التالية مثل القرحة الحادة أو القرحة المزمنة أو عند حدوث مضاعفات القرحة، كالنزيف الهضمي، أو عند عدم التئام القرحة رغم الاستمرار بالعلاج الدوائي.

كما تطرقت إلى عسر الهضم، وهي كلمة شائعة تشمل عدداً من الأعراض التي تعقب تناول الطعام، وتشمل ألم البطن وغازات والتجشؤ والغثيان أحياناً ، والشعور بعدم الارتياح في أعلى البطن، وخاصة بعد تناول وجبة كبيرة، أو بعد تناولها بسرعة، أو بعد تناول طعام غني بالدسم أو البهارات، وكثيراً ما تتحسن أعراض هؤلاء المرضى بصيام رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الأثني عشر، أو التهاب في المريء أو بسبب عضوي آخر، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور، وهنا وجب عليه تناول الأدوية لتخفيف هذه الاعراض.

أما بشأن الإسهال، فنصحت المريض المصاب بالإسهال بالإفطار، وخاصة إذا كان الإسهال شديداً، فلا يستطيع المريض الصيام، لعدم قدرة الجسم على تعويض ما يفقده من سوائل وأملاح بسبب الإسهال، وإذا صام المصاب بالإسهال فقد يصاب بالجفاف وهبوط في ضغط الدم أو يصاب بالفشل الكلوي، وقد يتناول المصاب أدوية تساعده على تخفيف أعراض الجفاف مثل سائل محلول الجفاف وأدوية لألم البطن ولوقف الإسهال إذا ما كان كثيراً، ونصحت المصابون بأمراض الكبد المتقدمة كتشمع الكبد وأورام الكبد وغيرها بالإفطار مع الانتظام في تناول الدواء حسب وصفة الطبيب المختص، بينما الحالات المستقرة من أمراض الكبد يمكنهم الصيام فهو يحسن من وظائف الكبد.

كما استعرضت أمراض القلب وتصلب الشرايين، منها ارتفاع ضغط الدم، لافتةً إلى أن الصيام يفيد في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما أن ممارسة النشاط البدني يفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، وإذا كان ضغط الدم مسيطراً عليه بالدواء أمكن للمريض الصيام شريطة أن يتناول أدويته بانتظام، فهناك حالياً أدوية لارتفاع ضغط الدم تعطى مرة واحدة أو اثنتان في اليوم.

كما أفادت بأن فشل القلب نوعان: فشل القلب الأيسر وفشل القلب الأيمن، ويشكو المريض عادة من ضيق النفس عند القيام بالجهد، وقد يحدث ضيق النفس أثناء الراحة، وينصح المصاب بفشل القلب الحاد بعدم الصيام، حيث يحتاج لتناول مدرَّات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب وكثيراً ما يحتاج إلى علاج في المستشفى، أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام ، وينبغي استشارة طبيب القلب المختص فهو الذي يقرر ما إذا كان المريض قادراً على الصوم أم لا، إذ يعتمد على شدة المرض وكمية المدرات البولية التي يحتاج إليها.

وحول الذبحة الصدرية أشارت العيد إلى أنها تنجم الذبحة الصدرية عادة عن تضييق في الشرايين التاجية المغذّية لعضلة القلب، وإذا كانت أعراض المريض مستقرة بتناول العلاج، ولا يشكو المريض من ألم صدري أمكنه الصيام في شهر رمضان، بعد أن يراجع طبيبه للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد أخذ الدواء، أما مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذين يحتاجون لتناول حبوب تحت اللسان أثناء النهار فلا ينصحون بالصوم، وينبغي عليهم مراجعة الطبيب المختص لتحديد خطة العلاج. أما جلطة القلب (احتشاء العضلة القلبية)، فتنجم عن جلطة القلب عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية، وهذا ما يؤدي إلى أن تموت خلايا المنطقة المصابة من القلب، ولا ينصح مرضى الجلطة الحديثة، وخاصة في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة بالصيام، أما إذا تماثل المريض للشفاء، وعاد إلى حياته الطبيعية، فيمكنه حينئذ الصيام، شريطة تناوله الأدوية بانتظام.

بينما تنشأ أمراض صمامات القلب عادة عن إصابة هذه الصمامات بالحمى الرئوية (الحمى الروماتيزمية) في فترة الطفولة، فيحدث تضيق أو قصور في الصمام نتيجة حدوث تليف في وريقات الصمام، وإذا كانت حالة المريض مستقرة، ولا يشكو من أعراض تذكر أمكنه الصيام، أما إذا كان المريض يشكو من ضيق النفس ويحتاج إلى تناول المدرات البولية فينصح بعدم الصوم ، وهناك مرضى بالقلب ينصحون بعدم الصيام وهم المرضى المصابون بفشل القلب (قصور القلب) غير المستقر، ومرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو غير المستجيبة للعلاج، ومرضى الجلطة القلبية الحديثة، وحالات التضيق الشديد أو القصور الشديد في صمامات القلب، والحمى الرئوية (الروماتيزمية) النشطة، والاضطرابات الخطيرة في نظم القلب، وخلال فترة الأسابيع التي تعقب عمليات جراحة القلب.

كما تطرقت العيد إلى أمراض الكلى وقسمتها إلى الحالات الحادة من أمراض الكلى، وفيها

قد يحتاج المصاب بمرض كلوي حاد دخول المستشفى وتلقِّي العلاج هناك، وفي هذه الحالة ينبغي عدم الصوم، ومن هذه الحالات التهاب الحويضة والكلية الحاد، والتهاب المثانة الحاد وغيرها من الأمراض التي تستدعي تناول الكثير من السوائل وبعض الأدوية المهدئة والمضادات الحيوية الضرورية بالوريد أو بالفم، وكذلك حالة الحصيات الكلوية، فإذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في شهر رمضان، أما الذين لديهم حصيات كلوية، أو قصة تكرر حدوث حصيات في الكلى، فقد تزداد حالتهم سوءاً بالجفاف إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية ، ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة مما يساعد على زيادة حجم الحصيات، ويعود تقدير الحالة إلى الطبيب المختص ، وعموماً ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات وافرة من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، أما حالات الفشل الكلوي المزمن، فأوضحت الدكتورة العيد أن بعض أمراض الكلى تمر بمراحل قد تنتهي بما يسمى الفشل الكلوي المزمن، وذلك حينما يتعطل قسم كبير من أنسجة الكليتين، ويشكو المريض حينئذ من الإعياء وكثرة التبول، والتبول الليلي والعطش، ويرتفع في تلك الحالة مستوى البولة الدموية والكرياتنين، وقد يزداد بوتاسيوم الدم، وينصح مرضى الفشل الكلوي المزمن بعدم الصوم، أما إذا كان المريض يتلقى الغسيل الكلوي فربما يستطيع الصوم في اليوم الذي لا يجري فيه غسيل الكلى، ويفطر في يوم الغسيل الكلوي، ومرة أخرى ينبغي على المريض استشارة طبيبه المختص في ذلك.

كما تناولت العيد أمراض السكري، حيث أوضحت أنه يُقسم مرضى السكر إلى فئتين، فئة تستطيع الصوم وأخرى تُمنع من الصوم، مفيدةً بأن مريض السكري الذي يستطيع الصوم هو مريض السكري النوع الثاني الذي يعالج بالحمية الغذائية فقط. مريض السكري النوع الثاني الذي يعالج بالحمية الغذائية والأقراض الخافضة لسكر الدم ، وهذه الفئة تقسم بدورها إلى قسمين، المريض الذي يتناول حبة واحدة يومياً: يستطيع الصيام عادة، على أن يفطر بعد أذان المغرب مباشرة على تمرتين أو ثلاث تمرات مع كأس من الماء، وبعد صلاة المغرب يتناول وجبة الدواء ثم يبدأ بالوجبة الرئيسية للإفطار، والمريض الذي يتناول حبتين يومياً، يستطيع الصوم عادة، على أن يتناول حبة واحدة قبل الإفطار ونصف حبة قبل السحور بدلاً من الحبة الكاملة التي كان يتناولها قبل شهر رمضان، وهكذا لأكثر من حبتين يومياً، بحيث يكون المبدأ إنقاص جرعة ما قبل السحور إلى النصف بناء على توصية طبيبه المعالج وحسب حالة المريض الصحية.

أما مريض السكري الذي لا يستطيع الصوم فهو مريض السكري النوع الأول الذي يحقن بكمية كبيرة من الإنسولين (أكثر من 40 وحدة دولية يومياً)، أو الذي يتعاطون الإنسولين أكثر من مرتين يومياً، والمريض المصاب بالسكري غير المستقر، والمريضة الحامل المصابة بالسكري والتي حالتها غير مستقرة وتستخدم ابر الانسولين اكثر من مرتين باليوم وحسب توصيات الطبيب المعالج، والمريض المسن المصاب بالسكري لسنين طويلة، وفي الوقت نفسه يعاني من مضاعفات مرض السكر المتقدمة وحالته الصحية غير مستقرة.

وتطرقت إلى أمراض الصدر كالتهاب القصبات الحاد، موضحة إذا كانت حالة التهاب القصبات الحاد بسيطة، فإن المريض يستطيع تناول علاجه ما بين الإفطار والسحور، أما إذا احتاج الأمر لمضادات حيوية تعطى كل 6 – 8 ساعات، أو إذا كانت الحالة شديدة فينصح بالإفطار حتى يشفى من الالتهاب. أما التهاب القصبات المزمن، وفيه يشكو المريض من سعال مترافق ببلغم يومياً ولمدة ثلاثة أشهر متتابعة ولسنتين متتابعتين على الأقل ، وإذا كانت حالة المريض مستقرة استطاع الصيام دون مشقة تذكر، أما في الحالات الحادة التي تحتاج إلى مضادات حيوية أو موسعات القصبات أو البخاخات الحاوية على مواد موسعة للقصبات فيقدّر الطبيب المختص ما إذا كان المريض يستطيع الصوم أم لا. وبشأن الربو القصبي، فأشارت إلى أنه قد تكون نوبات الربو خفيفة لا تحتاج إلى تناول أدوية عن طريق الفم، كما يمكن إعطاء المريض الأقراص المديدة التأثير عند الإفطار والسحور، وكثير من مرضى الربو من يحتاج إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند الإحساس بضيق في الصدر، ويعود بعدها المريض إلى ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ولا ينبغي للمريض عند حدوث الأزمة متابعة الصيام، بل عليه تناول البخاخ فوراً ، ولكن ينبغي الإفطار قطعاً عند حدوث نوبة ربو شديدة حيث كثيراً ما يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المكثف لها ، كما ينبغي الإفطار إذا ما أصيب بنوبة ربو لم تستجب للعلاج المعتاد، ويجب التنبه إلى أن الانقطاع عن الطعام والشراب في تلك الحالات يقلل بشكل واضح من سيولة الإفرازات الصدرية، وبالتالي يصعب إخراجها.

وحول مريض السل (التدرُّن الرئوي)، فأشارت إلى أن المريض المصاب بالسل يستطيع الصيام إذا كانت حالته العامة جيدة وفي غياب أية مضاعفات، شريطة أن يتناول المريض دواءه بانتظام، وتعطى أدوية السل عادة مرة واحدة أو مرتين في اليوم، أما في المرحلة الحادة من المرض فيستحسن عدم الصيام حتى يتحسن وضع المريض العام.

كما تطرقت إلى أمراض الغدد الصماء الأخرى (أمراض الغدة الدرقية)، ومنها فرط نشاط الغدة الدرقية الذي ينجم عن إفراز كميات قليلة من هرمون الثيروكسين أقل من المعدل الطبيعي ، ويشكو المريض عادة من تضخم في الغدة الدرقية (في أسفل الرقبة) ونقص في الوزن ورجفان وخفقان ، وإذا كانت حالة المريض مستقرة أمكنه الصوم، شريطة تناول الأدوية بانتظام، وقصور الغدة الدرقية، حيث يشكو المريض في هذه الحالة من الوهن والإعياء الشديد ونقص في النشاط الفكري والعصبي بسبب زيادة في افراز هرمون الثيروكسين، ويعطى هرمون الثيروكسين مرة واحدة يومياً كعلاج لهذه الحالة، وبذلك يمكن للمريض الصيام دون أي تأثير خاص.

وتناولت الدكتورة العيد بعض الأمراض النفسية مثل الصرع، حيث يستطيع المصاب بالصرع الصيام، شريطة أن يتناول الأدوية المضادة للصرع بانتظام، فهناك حالياً أدوية تعطى مرة واحدة باليوم للسيطرة على نوبات الصرع، والاكتئاب، إذ يستطيع مريض الاكتئاب الصيام شريطة أن يتناول الأدوية المضادة للاكتئاب بانتظام، وتعطى هذه الأدوية عادة مرة أو مرتين في اليوم، بينما لا يجوز لمريض الفصام الصيام، فإن التوقف عن استعمال أدوية الفصام قد يؤدي إلى نوبات من العنف والضلالات الخاطئة والهلاوس، وقد يؤدي ذلك إلى الاعتداء على الآخرين.

وبشأن الحامل والمرضع أفادت الدكتورة العيد بأن الدراسات العلمية الحديثة قد أوضحت أن صيام رمضان يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية عند الحامل، ولكنها لا تؤثر على الحامل السليمة البدن والتي لا تشكو من أية أمراض عضوية ، ومع ذلك لا يمكن إطلاق قول حاسم على كل الحوامل والمرضعات بحيث تقول إن هناك حامل أو مرضع تستطيع الصيام، وأخرى لا تقدر عليه.

وإذا ما شعرت الحامل والمرضع بصداع شديد ، أو هبوط وإجهاد عام، أو عدم القدرة على القيام بأي نشاط فإن ذلك يعني حدوث انخفاض واضح في سكر الدم، أو أن هناك أمراً غير طبيعي، وعليها استشارة الطبيب المعالج ، ويمكن للمرأة المرضع صيام شهر رمضان، شريطة أن يكون هناك تعويض في نوعية الطعام والشراب أثناء شهر رمضان في الفترة المسائية، وشريطة أن لا تتأثر كمية ونوعية الحليب عند الطفل الرضيع ، أما إذا خافت المرضع على نفسها أو رضيعها من جرَّاء الصيام، أو أثَّر ذلك على الرضاعة فتستطيع أن تفطر.

وختمت العيد بأن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى، بل ينبغي بحث كل مريض على حدة وحسب تعليمات طبيبه المختص ، فهو يملك ما يكفيه من المعطيات التي تمكنه من نصح مريضه بإمكانية الصوم أو عدمه وطريقة توزيع جرعات الدواء. 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:34 ص

      معلومات قيمة

      شكرآ

    • زائر 1 | 8:25 ص

      يعطيك العافيه

      يعطيك العافية ويتقبل الله صيامنا وصيامكم ولكن المشرع له راى أيضاً ينضم عملية الصيام والإفطار مع الأخذ بما تفضلتي به يا اختي العزيزة وشكراً

اقرأ ايضاً