العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ

التسامح والحل السياسي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

استمعتُ إلى المقابلة التي تمّت بين الشريف إبراهيم شريف وبين إحدى القنوات عدّة مرّات، وقد أعجبتني كلمتان قالهما أبو شريف أمام العالم، الأولى بأنّه يُسامح من عذّبه وأهانه وظلمه وظلم أهله، وأنّ التسامح هو أوّل بوادر الحل السياسي، والتجارب الدولية أثبتت أنّه من دون التسامح ستبقى سياسة الانتقام، فتتحوّل الأمور إلى انتقامية دموية، وهذا ما لا يريده ولا يتمنّاه لأهل البحرين، ولا نتمنّاه جميعاً للبحرين. أمّا الكلمة الثانية فإنّها حول الحل السياسي، إذ نادى أبو شريف بوجوب الحل السياسي الذي لا مفر منه من أجل الاستقرار الأمني والسياسي في البحرين.

نعم، نحن مع سياسة التسامح، فلولا التسامح لضاعت الأمم وتدمّرت، ولولا التسامح لطغت سياسة قانون الغاب والانتقام علينا، وعلى رغم صعوبة التسامح، إلاّ أنّ الأمين العام السابق والأب الروحي لـ«وعد» أعلنها أمام الجميع، وهذه قوّة تُحسب له لا عليه، لأنّ الانتقام سهلٌ جدّاً، ولكن التسامح والعفو عن الآخرين من الأمور الصعبة في الحياة العادية، فما بالنا في الحياة السياسية؟

أيضاً تطرّق إبراهيم شريف إلى قضيّة حبس الشيخ علي سلمان، وذكر أنّ حبسه لا يغيّر شيئاً، فهو لا يغيّر الفكر ولا المبدأ، وإنّما ما يجب على الجميع التوجّه إليه هو الحل السياسي، والتفاوض بين السلطة والمعارضة، وبدء عملية الحوار الوطني الحقيقي. ونركّز هنا على الحوار الحقيقي والجاد، فالحوار «شبع» منه الشعب قبل أن تشبع منه المعارضة أو السلطة، إذ لم يكن الحوار وفق المعايير التي تؤدّي إلى نجاحه، وبالتالي فإنّ الحوار الجاد والحقيقي هو الذي سيخرج لنا بمخرجات تعمل على حل الأزمة والمضي في عهد جديد ديمقراطي.

البعض لا يُسلّم بأنّ البحرين هي بلد الديمقراطية، وعلى رغم ما حدث لمدّة 4 سنوات، بعد أحداث 14 فبراير، والتضييقات والمحاكمات التي شهدناها وكنّا ضمن مجموعاتها، إلاّ أننا نؤمن بأنّنا دولة واعية سياسياً، منذ ثورة الغوص 1907، أي قبل قيام الدولة الحديثة، فالشعب البحريني من أكثر الشعوب الخليجية تحرّكاً واهتماماً بالسياسة، ومن أفضل الشعوب قدرةً على التسامح، وما الحل السياسي إلاّ بداية من أجل استعادة الوحدة الوطنية التي تضررت لمدّة 4 سنوات عجاف.

يظن البعض أنّ الحل السياسي يكاد يكون مستحيلاً في ظل هذه الأجواء، وأنّ السلطة لا تريد حلاً سياسياً، ولكننا نؤمن بأنّ السلطة والمعارضة يحتاجان إلى وضع النقاط على الحروف من دون تدخّل أحد، وخصوصاً حفنة المطأفنين والفاسدين والمتمصلحين، ممّن لا يريدون الصلاح ولا الإصلاح، ولا التوافق الوطني الذي سيحل الأزمة، والنتيجة ستكون إيجابية وعظيمة.

ليس من الصعب الاعتذار ولكن من الصعب التسامح، وليس من الصعب الانتقام ولكن من الصعب البدء بالتنازل من كلا الطرفين، ولن ينجح حوار في ظل الانتقام وعدم التنازل، وتكلّمنا من قبل عن سياسة (win to win )، وهي سياسة أفلحت في كثير من البلدان وأوّلها إيرلندا الشمالية، فهل سنجد للتسامح والحل السياسي أملاً بيننا يا ترى؟

لقد بدأها إبراهيم شريف هذه المرّة، ونتمنّى أن يتلقّاها المخلصون من أبناء الوطن.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 10:05 ص

      الحل

      الحل لهاده البلد اخراج الرمووز من السجن والمعتقلين والجلوس مع الرمووز والجمعيات السياسيه مع السلطة وليس اشخاص تبع السلطة وان يكون الشعب مصدر السلطات وغير هاده الحل البحرين ستسقط فى الوحل ومحد راح اخلصهم من الوحل اله الشعب الطيب الاصيل يعنى سنه وشيعة وليس اجانب ..والله ياخد الحق

    • زائر 34 | 10:00 ص

      التسامح

      لا يمكن لمن تشرب الطائفية ان يفهم معنى التسامح يحب أولاً إغلاق الجمعيات الطائفية الشيعية و السنية و بعد ذلك ممكن ان تعود المياة الى مجاريها

    • زائر 33 | 9:57 ص

      التسامح والمصالحة الوطنية هي بداية الحل الصحيح

      واكيد شعب البحرين الطيب بجميع أطيافه انشاء الله يرجع الى احسن من أول في معايشتة ومشاركته مع بعض في جميع المجالات ولا يمنعه أي شئ كسابق وأكثر ولاكن من يقودون الشارع ومكونات المجتمع هل يستطيعوا أن يقابلوا بعض أو أن يقبلهم المكون الآخر هذا مستحيل هذا بالضبط ما يعرقل حل الازمة

    • زائر 32 | 6:58 ص

      شي طبيعي تلك الأخلاق الساميه في التسامح

      تصدر من ناس ضحوا من اجل وطنهم وشعبهم ليعيش الآخرين في ظروف أحسن مثلما حصل في التسعينات فمن حمل الرايه وضحى بحياته من اجل البرلمان رغبه في حياه أفضل عارضوه قله من الناس هي من استفادت وجلست على الكراسي قبل غيرها وكلنا نعرفهم بالأسماء متنعمين بما طالب به الآخرين عملا بالقول المأثور (ناس تزرع وناس تحصد وناس تاكل الحصرم)

    • زائر 31 | 5:35 ص

      التسامح يجب أن يبدأ بين الشعب ونزيل كل المعوقات

      ويجب أن يكون كل الشعب مصدر السلطات ولا نجزءه بحجج اختلقناها وقبل بعضنا في جمعيات وطنية هذا أساس الحل ونبعد وطننا عن ما يجري من فرقة وتحارب في المنطقة

    • زائر 30 | 5:33 ص

      راحو الطيبن الذين يتلقونها

      راحووووو الطيبين الذين يتلقونها للأسف اكثرهم المطأفنين والفاسدين والمتمصلحين

    • زائر 29 | 5:19 ص

      الوحدة الوطنية هي الأساس الوحيد لأي تغير

      فلماذا نتجاهل هذا البسيط ولا نعمل لاجله أولا فهل أحد يقبل أن يتغير أي شيء من غير أخذ رأيه ولا أحد يتعلل هذا في صالح الجميع عدم الثقة بين مكونات الشعب لا يمكن أن تأتي بأي خير بل هي الأساس الذي يجب أن يبنى عليه لأي تفاوض مع السلطة والتهميش لايوءدي ال إلى الكراهية

    • زائر 26 | 4:32 ص

      العقرب

      باختصار ما يفيد التسامح ويا المعذبين والمنتهكين ولا الترويج بان التسامح قادم في الطريق لكي يتمادوا في ما يفعلون الان
      اذا انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا

    • زائر 25 | 4:30 ص

      العقرب

      باختصار
      اذا انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا

    • زائر 20 | 3:42 ص

      صباح الخير

      هاده صفه الأنبياء والمرسلين التسامح والمغفرة والتضحية بالنفس مقابل راحه وسكينة المستضعفين ولكن في المقابل ترى العكس مند النشئه الأولى عندما قتل قابيل هابيل أخوه لم تكن مجرد قصه قصيره وإنما دروس تدرس على مدائ الأجيال وهاكدا مع جميع الأنبياء والمرسلين لذالك تجد الطرف الآخر الحقد والانتقام والتفتت والتئزم والنيه السوداء وعدم التسامح والجبروت

    • زائر 19 | 3:20 ص

      صباح الخير .

      اول شي يجب على المعارضه ان تستسمح من الشعب وهنا لا اقصد المعارضه التي طالما استخدمت مصطلح الشعب بل الشعب الذي ليس لديه مشاركات في جمعيات او تحزبات .ثانياً طالما كنتوا تعرفون انكم ستخسرون الرهان وتضطرون ان ترجعوا للحوار المزعوم فلماذا مازالت انوفكم عاليه على هذا الشعب وحكومته!اولا الاعتذاز فمن ثم المصالحه السياسيه والحوار.

    • زائر 23 زائر 19 | 4:24 ص

      العقرب

      المعارضة مو جاية من المريخ علشان تتسامح مع الشعب الا اذا قصدك من الشعب الجديد
      من ظلم وتحمل السجون وقدم الشهداء في التسعينات هو نفسه من يقاسي اليوم من الظلم وقدم الشهداء ايضا ومن عارض البرلمان هو اليوم تحت قبته يفخر بما عارضه في التسعينات

    • زائر 17 | 3:15 ص

      صباح الخير.

      هذا انتوا يالعرب تضربون بعضكم ضرب وآخر شي يالله نتصالح .مومن اول كنتوا تقدرون تتصالحون مو عقب ما دممتوا بعض.

    • زائر 16 | 3:04 ص

      مانديلا

      يذكرني بمانديلا.... يبه ماينفع هالكلام اهني .. البحرين غير جنوب افريقيا.

    • زائر 15 | 2:04 ص

      ... إلا لغة إما الرضوخ أو السجون

      حقوق عادلة مشروعة للجميع هل هذا صعب ؟؟

    • زائر 12 | 1:48 ص

      يا مريم وقال ابو شريف ايضا

      ان لن يهدأ له بال الا اذا رأي المظلوم انتصف له من الظالم وهذا ما نريده اولا ، التسامح لا يعني الأفلات من العقاب وان من انتهك الأعراض وقتل شبابنا نقول له ( عفى الله عما سلف ) هيهات يا مريم الجرح عميق ولا بد اولا من الأنتصاف للمعذبين وذوي الشهداء ومن انتهكت حرمات منازلهم في انصاف الليالي والى اليوم ، لن ولن نسامح احدا انتهك عرضا او قتل شهيدا او سجن اهلنا واخواننا ، الكلام السياسي شيء والواقع المر شيء اخر .

    • زائر 10 | 1:39 ص

      الويل ثم الويل

      لمن يتعيَّش من خلال وصم وشتم الآخرين وتجريدهم من صفة المواطنين.

    • زائر 8 | 1:33 ص

      ترويج للإفلات من العقاب

      ترويج لثقافة الإفلات من العقاب

    • زائر 22 زائر 8 | 4:19 ص

      العقرب

      بالضبط، كانت المصالحة في التسعينات وتسامح الشعب رغم الجراحات ماذا جنينا اليوم؟؟!!

    • زائر 7 | 1:32 ص

      يا مر الشرفاء دائما متسامحون ولكن

      ما نراه ان البعض او الطرف الآخر يرى ذلك ضعفا ، القادة دائما مبادرون وكل الرموز مبادرون ومستعدون للحل ولكن الطرف الأخر ليس لديه الأستعداد لذلك ، خاصة من يعلم بأن الديمقراطية ستقصيه عن المشهد لأنهم يعيشون على اوجاع الناس ، والا ما تفسيرك الى الهيجان الذي يعيشه البعض ويظهر على كتاباته ولأنهم ينتمون الى تيارات او جماعات ويعبرون في كتاباتهم عن ذلك ، لماذا هذا الهيجان على الجمعيات المعارضة بالرغم من القمع الحبس والتشريد ويطالبون بالمزيد ؟؟؟ هل هؤلاء مهيأون للمصالحة ام يجب ازالتهم اولا لأنهم غير مؤهلين

    • زائر 6 | 1:22 ص

      الحوار

      الحوار يجب ان يكون ضمن الإطار الدستوري و تحت قبة البرلمان فنحن ندعم دولة المؤسسات و القانون

    • زائر 11 زائر 6 | 1:46 ص

      ترجع الحقوق

      نعم اجمل شي هو التسامح ولكن توجد امور لابد من ارجاع الحقوق الى من يستحقها او الى اصحابها.واصحابها.وليست القضيه في تسامح وككفى .

    • زائر 14 زائر 6 | 1:53 ص

      الله والبرلمان

      مصدق روحك ويا هالبرلمان .. باختصار تعوو تعوو بعوو بعوو وبعبارة صريحه ريموت كونترول وبعبارة اوضح ما يحتاج أقول كلمة الشيخه وانت كملها وسلامتكم

    • زائر 21 زائر 6 | 4:17 ص

      العقرب

      الحوار يجب ان يكون مع الحكم والمعارضة لتفعيل الدستور
      الشعب مصدر السلطات
      الشعب و الشعب فقط لا محاصصة ولا محسوبية كلنا سواسية

    • زائر 27 زائر 6 | 4:32 ص

      قبة البرلمان فقط لزيادة تقاعد النواب

      وليس لحل مشاكل البلد التي من أولها صلاحية وتركيبة هالبرلمان.. فاقد الشيء لا يعطيه..
      ونحن ندعم دولة الغانون والمؤسسات إذا تم محاسبة المفسدين وإرجاع الأموال والأراضي المنهوبة إلى أملاك الدولة، بدلاً من ترديد الكلام كالببغاوات..

    • زائر 28 زائر 6 | 5:05 ص

      زائر 6

      الظاهر انك توك تدرس بالجامعة واتعلمت هالكلمه فا اتحقق من معناها اذا انت كنت تدرس ولا تتكلم بشي اعلى منك وانت ادرى فيه اذا كنت اصلا مواطن هذه البلد
      ورمضان كريم .

    • زائر 5 | 1:08 ص

      التسامح لغه المرسلين

      التسامح لغه المرسلين التسامح لغه لا يفهما كل انسان لايعرف معني التسامح كلمه كبيرة والمعني اكبر بكثير ونتمنا ان نكون مجتمع متسامح

    • زائر 4 | 12:08 ص

      لا يوجد حل

      لا يوجد حل مادام الفاسدين بيننا.

    • زائر 3 | 12:01 ص

      صعب

      صعب النسيان ولكن نحن مع الشريف وهذا طبعنا في التسامح. بس لابارقه امل في ان الحكومه تريد ذلك. العزه بالاثم

    • زائر 2 | 11:40 م

      صح الله لسانج

      مافي في افضل من التسامح لتسير السفينة

    • زائر 1 | 10:52 م

      الشريف إبراهيم شريف .. انت ذخر الوطن وكل المخلصين ( شكرا يا بنت الشروقي )

      أنّه يُسامح من عذّبه وأهانه وظلمه وظلم أهله، وأنّ التسامح هو أوّل بوادر الحل السياسي ، ونؤمن بأنّ السلطة والمعارضة يحتاجان إلى وضع النقاط على الحروف من دون تدخّل أحد، وخصوصاً حفنة المطأفنين والفاسدين والمتمصلحين، ممّن لا يريدون الصلاح ولا الإصلاح ..

    • زائر 18 زائر 1 | 3:18 ص

      سبب التسامح

      قد يكون شريف أطلق هذة المبادرة بحسن نية وهية تكشف عن عقليتة الكبيرة فهو لا يريد شي لشخصة بل لناس اجمعين ولاكن من هو الطرف المستفيد من هذة الازمة وكيف ان فصول القضية متشعبة ونتهاكات متواصلة من قبل اجهزة رسمية واستغلال السلطة من قبل في انتهاك الاعراض والي اليوم نتابع هذة الاستغلال وان تغير قليلآ

اقرأ ايضاً