الكثير من المتغيرات التي حدثت في الكرة الآسيوية خلال السنوات الأخيرة جعلت الفوارق الفنية بين المنتخبات تتضاءل وتتلاشى بصورة واضحة، على رغم الأفضلية التي رسمتها منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا المتوجة بلقب القارة «الصفراء» في النسخة الأخيرة التي استضافتها على أراضيها قبل نحو 6 شهور.

الجولتان الأولى والثانية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم 2018 وآسيا 2019 كشفتا عن الكثير من الجوانب المتطورة في مستويات بعض المنتخبات بدليل تعادل سنغافورة مع اليابان في عقر دار الأخيرة بالعاصمة طوكيو، كذلك تفوق المنتخب العماني الشقيق على الهند بشق الأنفس، في حين خرج المنتخب السعودي بطل آسيا 3 مرات من عنق الزجاجة بفوز «قيصري» على المنتخب الفلسطيني وفي الوقت القاتل.

تلك النتائج التي سجلت في الجولتين الافتتاحيتين جاءت على إثر العمل الكبير الذي قامت به الاتحادات في تلك الدول ولا ننسى أيضاً منتخب كوريا الشمالية مثلاً الذي ضرب بقوة وحصد 6 نقاط ثمينة نصفها من منتخب يعتبر من المرشحين للعب الأدوار الأولى في التصفيات العالمية وهو المنتخب الأوزبكي.

أما على صعيد منتخبنا الوطني الأول فإنه واصل مرحلة الانحدار والتراجع إلى مستوى فني أقل ما يقال عنه إنه باهت، وهو ما كان متوقعاً في ظل الإعداد المتأخر نتيجة الخطأ المتكرر من اتحاد الكرة بالتعاقد مع مدرب مع نهاية الموسم.

وربما يكون للتغيير الذي طرأ على الصفوف «الحمراء» تأثيرات في الفترة الحالية، إلا أنه لن يستمر في حال أخذت الوجوه الشابة فرصتها، واكتسبت الخبرة نتيجة الاحتكاك الدولي والخارجي، وعلى رغم آلام وأوجاع السقوط المتكرر لمنتخبنا، فإن ذلك لا يجعلنا نضع له دائرة سوداوية ونظرة متشائمة في المستقبل، وخصوصاً في حال نجح الأرجنتيني باتيستا في وضع إطار زمني وخطة طموحة للنهوض بمستوى منتخبنا بلاعبيه الشباب.