إذا سنحت لك فرصة قراءة ملصق المكونات الداخلة في مستحضرات ترطيب البشرة ستلمح في غالبيتها ذكراً لزبدة الشيا (shea butter)، التي يطلق عليها مجازاً «ذهب المرأة». فعلى رغم كونها أفريقية الهوية إلا أن صيتها دفعها للعالمية.

مسقط رأس هذه الزبدة من شجرة أفريقية تدعى شجرة الشيا أو شجرة الحياة. تنمو أشجارها في غرب قارة أفريقيا وتشيع كذلك في بعض الدول كغينيا ومالي. وهي من الأشجار المعمرة متوسطة الطول، يصل ارتفاعها لنحو 20 متر تقريباً، وتظل تعطي ثماراً ناضجة لمدة 300 سنة، لكنها تبدأ في إنتاج الثمار بعد زراعتها بـ 20 عاماً، وثمارها تصبح تامة النضج بعد 45 عاماً. وهنالك الكثير من الأسر الأفريقية التي تعتمد في كسب قوتها على صناعة زبدة الشيا.

وفي عملية بدائية يدوية يتم استخراج الزبدة من اللب الداخلي للثمار، حيث تُجمع الثمار بعد سقوطها من شجرة الشيا عند تمام النضج، ثم تعرض للكسر والغليان والخلط، ويكون لونها بين الأبيض العاجي والأصفر الرمادي. وتعتبر جاهزة للتطبيق على الجلد مباشرة من دون حاجة لمزيد من المعالجة. حيث يتم بيعها في أفريقيا مباشرة من دون إضافة أية مواد كيميائية أو حتى إزالة رائحتها الطبيعية التي تشبه إلى حد كبير رائحة الجوز النيئ، ومن خلال لونها ورائحتها يمكننا أن نفرق بينها وما بين نسختها المقلدة.

وتعتبر زبدة الشيا في حالتها النقية غير المكررة صالحة للأكل، كما استخدمت لقرون عديدة في أفريقيا الغربية زيتاً للطهي، حيث تعتبر المصدر الرئيسي للدهون النباتية في ذلك الإقليم. كما تم استخدامها هنالك في تصنيع الشمع، وتصفيف الشعر، ومضاداً للالتهابات والتهاب المفاصل، وعلاج جفاف الشعر والبشرة. كما أنها مفيدة لعلاج علامات التمدد والتجاعيد، إضافة إلى علاج التصبغات الجلدية، الإكزيميا، الصدفية، الطفح الجلدي، حروق الشمس، التئام الجروح، ولدغ الحشرات. ولديها أفضلية كبيرة على زبدة الكاكو نظراً لاحتوائها على كميات وفيرة من الأحماض الأمينية والدهنية التي تساعد خلايا الجلد على التجدد بسرعة.

يرجع استخدامها إلى آلاف السنين، حيث اشتهر استخدامها من قبل ملكة مصر الفرعونية كيلوبترا، والملكة نفرتيتي، نظراً لخواصها الاستشفائية والتجميلية الآمنة للبشرة. علماً أنها آمنة على بشرة الأطفال والنساء الحوامل.