العدد 4682 - الخميس 02 يوليو 2015م الموافق 15 رمضان 1436هـ

بين غينادي بادالكا وفهد القباع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حطّم الروسي غينادي بادالكا الثلثاء الماضي، الرقم القياسي لأطول مدة إقامة إجمالية في الفضاء.

وكالة «روسكوسموس» الفضائية الروسية التي أوردت الخبر، ذكرت أن بادالكا (57 عاماً) هو قائد المهمة الرابعة والأربعين في محطة الفضاء الدولية، وقد بلغ مجموع مدد إقامته في الفضاء 803 أيام وتسع ساعات و41 دقيقة و12 ثانية بالضبط. ومن المقرر عودته إلى الأرض في 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، لتبلغ مدة إقامته الإجمالية 877 يوماً و41 دقيقة و12 ثانية. فالروس مثلهم مثل بقية الشعوب التي دخلت العصر الحضري من أوسع وأرقى أبوابه: العلم. وفي الوقت الذي يهتمون بتسجيل الأرقام والتنافس في تحقيق الإنجازات، نظل نحن العرب ندور حول أنفسنا كما يدور الثور حول الساقية، مغمض العينين، مسلوب الإرادة، نتعثر في مؤخرة الركب البشري، سياسياً واقتصاديا واجتماعياً وفكرياً وأخلاقياً.

شعوب الأمم المتقدمة تتنافس في الإبداع وتسجيل الاختراعات، مما يُغرقنا اليوم بخيراته، ويسهّل حياتنا وأعمالنا ويختصر الكثير من الجهود والأوقات. شعوبٌ تفرّغت للعمل والإنتاج، بينما مازلنا نناقش السماح للمرأة بسياقة السيارة. لذلك لا نجد أسماءً منّا بين من اخترع «الآيباد» والألواح الذكية، أو وفّر للبشر «الفيسبوك» أو «التويتر». وحتى حين وضع الآخرون هذه المنصات بين أيدينا، حوّلناها إلى أدواتٍ خطِرةٍ لإثارة الفتن والتحريض على القتل وارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الآمنين في المساجد.

في تقرير لـ «رويترز» نشرته قبل يومين بعنوان «تنظيم الدولة الإسلامية ينسج شبكة تأييد في دول الخليج العربية»، تحدّث أنجوس ماكدوال ووليام ماكلين، عن تنفيذ «أخطر هجوم للمتشددين» في الكويت، حيث كانت تنتظر منفذه «سترة ناسفة وملابس عربية على النمط الكويتي ومكان للتحضير وسيارة وسائق لنقله إلى هدفه». ونقل الكاتبان عن مصدر أمني أن «السترة الناسفة كانت قد أُحضِرت من السعودية قبل ذلك ببضعة أيام في عملية معقدة تنبئ بأن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح يسيطر الآن على شبكة ذات قدرات واسعة من المتشددين وخبراء الدعاية والمتعاطفين في شبه الجزيرة العربية». وهكذا بدل أن تتّجه جهود هذه «الشبكة الواسعة» من أبناء هذه المنطقة في العلم والتطوير وتحسين سبل الحياة، نراها تتجه للتدمير الذاتي، وإشعال الفتن والاحتراب الطائفي، والانتحار الجماعي والتفنن في القتل بأبشع الصور وأكثرها دمويةً. والأسوأ أن توجد بعض شرائح المجتمع تطرب لهذا الجرم وتهلّل لمنظر الدم.

التقرير يقول إن منفذ الهجوم بعد ساعات من وصوله للكويت، «سجَّلته كاميرات المراقبة وهو يدخل مسجد الإمام الصادق وقد انتفخ جسمه بسبب السترة الناسفة تحت ملابسه. وتوقف قليلاً ليتأمل الرجال الشيعة الألفين وهم سجودٌ في الصلاة ثم فجّر عبوته». وبينما يتكلم التقرير الروسي عن دقة عمل غينادي وإنجازه، لا يفوت تقرير «رويترز» التنويه بدقة عمل القبّاع وإنجازه، حيث «كان توقيت دخوله المسجد علامة أخرى على الاهتمام بالتفاصيل والدقائق من جانب الفريق الداعم للهجوم»، الذي أودى في طرفة عينٍ، بحياة 27 مواطناً كويتياً في أحد بيوت الله، وجرح 202 آخرين، لم يكن لهم ذنب ولا جريرة، غير أن هناك من يعتبرهم بمزاجه كفّاراً. ولو تُرك هذا الفكر ليعبث بحياة البشر لما ظلّ على وجه الأرض غير بضعة ملايين من أتباع هذا الفكر التكفيري المغلق.

يدخل شباب الأمم الأخرى التاريخ بما يسجلونه من إنجازات واختراعات وأرقام... بينما يحقق شبابنا الشهرة بعدد ما يزهقون من الأرواح ويفجعون من الأرامل والأيتام.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4682 - الخميس 02 يوليو 2015م الموافق 15 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 7:39 ص

      دولة عن دولة تفرق في دولة تصدر وتطلع ارهابيين وفي دولة تطلع عباقرة وعلماء

      دولة بس همها تصدير الارهابيين الى الدول الاخرى لكي يقتلون البشر وتدمير الحياة

    • زائر 18 | 7:35 ص

      تفجير أجسامهم جيد لأنهم غير نافعين للمجتمع

      الشهداء في الجنة

    • زائر 17 | 7:29 ص

      ا

      العملان إذا كانا لغير الله فلا فائده منهما فكلا العملين بحد ذاتهما مشروعين وكلاهما يجتمعان في هدف واحد الخاتمه الحسنه العاقبه الجنه دار الخلو النعيم المقيم الحور العين أليست هذه العاقبه اللذي يرجوها المؤمن من صعد الفضاء ومن فجر نفسه في النهايه سيموت وسيفد على ربه للحساب اما نعيم مقيم اوعذاب أليم إذن المشكله ليست في العمل فكلاهما يؤديان وظيفه بحسب تخصصه هدفها واحد كما ذكرنا المشكله تكمن في الفكر لذلك قال الحديث تفكير ساعه خير من عبادة سبعين سنه وقانا الله وايكم من ضلال الفكر.

    • زائر 16 | 6:37 ص

      كما صرح انه لم يغادر بلده من قبل ؟

      لن يستطيع أي كان أن يسيطر علي أعصابه وتفكيره ويتحرك بوجود كم من المتفجرات ملتصقه بجسده خلال ساعات فقط!!
      من الأرجح وجود مواقع معسكرات تدريب لهلفعل الخسيس داخل ...

    • زائر 13 | 5:19 ص

      هذا اللي فالحين فيه

      تفجير المساجد وقتل الابرياء. لم يفعلها قبلهم الا الصهاينة.

    • زائر 11 | 3:45 ص

      السلام عليكم 2947

      نعم في من يشعل الفتن الطائفية ويهلهل ويبشر الفكر الطائفي خطير وهذا مد بركاني مثل المستنقع الحشري الذي يأكل الورود والزهور

    • زائر 10 | 3:44 ص

      وماذا عن من يحقق الشهرة

      في سد الطرق بالاطارات وسكب الزيت وحرق رجال الامن والتخريب

    • زائر 9 | 3:36 ص

      السلام عليكم 2947

      العالم بدأ في تطوير ونهضة أما بعض الدول ......

    • زائر 8 | 3:34 ص

      السلام عليكم 2947

      كلامك في منتهى الروعه

    • زائر 7 | 3:21 ص

      الفكر التكفيري المغلق

      أتباع هذا الفكر التكفيري المغلق سبق أن مروا بأتباع هذا الفكر التكفيري النظري
      المغلق. لذا وجب محاربة كل فكر تكفيري في الكتب؛ عند أيٍ كان.

    • زائر 6 | 10:59 م

      ولا عشرة يظلون منهم اخرتهم بياكلون بعض

      من رعى الذئاب لا ينتج غير السباع
      بهم ومحشومين يا جماعة

    • زائر 4 | 10:42 م

      نحن عندنا يا حبيبي

      عندنا ارفع مبنى في العالم ... أكبر قدر محبوس في العالم ..... أكبر علم / نشر في العالم .... أكبر كيكة في العالم .... لاتغلط و لا تقول ما عندنا .

    • زائر 3 | 10:32 م

      ويش جنسية المفجر الإرهابي

      تفريخ هالنماذج المنحرفة خابت أسر أنجبتهم وبال على الإنسانية

    • زائر 2 | 10:05 م

      الحقيقة المؤلمة..

      من منا يتوقع هذا الذي يحصل...بيوت الله خصها الله للأمان وكشف الهموم والغموم وقضاء الحوائج..تتحول هذه البيوت الي خوف وهلع..

    • زائر 1 | 10:02 م

      المدارس

      العقلية والجهل والفكر المنحرف الذي يدرس في المدارس مختلف جدا فالناس لا تختلف ولكن العقول تختلف ولان هناك القلوب متفتحة هنا عندنا القلوب دمويه حاقده وقلوب مغلقة تاملأها عقول وقلوب الحاقدين وهذا ما حصلوا عليه في مدارسهم فتشوا فيها ستلقون كذلك

اقرأ ايضاً