العدد 4683 - الجمعة 03 يوليو 2015م الموافق 16 رمضان 1436هـ

ولتعرفنهم في لحن القول

معاذ المشاري muath.almishari [at] alwasatnews.com

إن أخطر ما يواجه الأمم في تصديها لقضية الإرهاب إرثاً وفكراً وانتشاراً وتطبيقاً، هو ما تخفيه أغلب الأمم في ذلك التصدي والمواجهة العرجاء لصالح هذا الطرف أو ذاك، كمجتمعات تعوّدت على ثقافة التلقي الكلي للمعلومات وترجمتها كعقيدة أو تصرفات حميدة، مع تحريمها للتجرّد المؤقت والناسف لمصالح العصبة والطائفة إذا تسببت في إحداث ضرر مادي للمجتمع أو الدولة أو حتى الإقليم والعالم الآمن.

ولسنا هنا في صدد الاسترسال في هذه الإشكالية الطارئة، ولكن من المهم إرشاد أولياء الأمر من الآباء والأمهات والإلحاح عليهم بضرورة إجراء الفحص العقائدي بين الحين والآخر على أبنائهم في سن المراهقة، وعدم الاطمئنان إلى التزامهم الديني مع تشجيعهم لأداء شعائره وطقوسه. وهنا الكلام موجّه لمعتقدي كافة الأديان والملل والمذاهب الفكرية والعقائدية، بل ينبغي التروي والتأمل في شكل ومكان وأهداف البيت الديني الذي يتردد عليه الشاب يومياً أو أسبوعياً، وهل يقصده الناس ابتغاءً لتحقيق سعادة الإنسان أم سعادة الشيطان، وإن كان البيت الديني مسجداً فلابد من تصنيفه كمسجد تقوى أو مسجد ضرار.

وبإمكان ولي أمر الطالب إن واجه معضلة دينية أو فكرية، الاستعانة بالدعاة الشباب من خريجي الحوزات والجامعات الاسلامية العريقة كالأزهر الشريف والنجف الأشرف، وبإمكانه أيضاً الاستعانة بعلماء وعالمات النفس والاجتماع والتربية في البحرين لكي يحدّدوا لهم الطريقة المثلى للتعامل مع التراكمات النفسية الناتجة عن الالتزام الديني المفاجئ والميَال نحو فكر محدّد وجماعة بعينها.

قد ينبهر الشاب بمبادئ ومثل وأخلاق رفيعة ضمن بيئة محددة ورقعة جغرافية صغيرة، وقد يتحوّل ذلك الانبهار إلى عقيدة روحية توجب مخالفة وعصيان الوالدين لتحقيق مبادئها، ولا يكتشف الشاب الحقيقة المرّة إلا عندما توضع المبادئ والمصالح الخاصة بتلك الجماعة على ميزان واحد ويحكم بنفسه على رجحان إحدى الكفتين أمام عينه، ودون تدخل أحد للتأثير على موازينه العلمية والدينية. عندها قد يميل إلى التوقف والانتباه والتأمل واستشارة العقل، أو يسير في ركاب الجماعة إلى حين تحوّلها إلى عصابة فكتيبة فلواء.

وإن انتابك شك عزيزي القارئ، فتدبّر كتب التفاسير التي بنت عليها العناكب عروشاً من الصمت والعزلة للتعرف على الإرهابيين والمنافقين والجهلة، وتعرف عليهم في لحن القول، وراجع كتاب «الدر المنثور في التفسير المأثور» للسيوطي في الصفحة الرقيمة 504 بالجزء 7، وراجع كتاب «شواهد التنزيل» للحسكاني الحنفي في الصفحة 178 بالجزء 2، وهناك الكثير من بطون الكتب الداعية إلى نبشها وقراءتها جهراً، ولذلك يحاول الملحّنون الكاتمون للحق إبعادها عن طريقك لضياع أبنائك في كهوف الظلام عند أعداء الأنبياء وعترتهم وأصحابهم.

وبعد سكوت القنابل... تأمل أكثر في تعازي الكنيسة المصرية في الكويت وكيف وصفت ضحايا التفجير الأليم بالشهداء، عندما صعدوا ساجدين لله في مسجد الإمام جعفر الصادق، حشرهم الله مع جعفر الصادق عليه السلام، عندها لا تكترث عزيزي الأب بمسلك الصمت وضجيج العبث، وثق حالياً بأن ألحانهم باتت تُعزف على مقامات المفلسين.

إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"

العدد 4683 - الجمعة 03 يوليو 2015م الموافق 16 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:31 ص

      قلم حر

      بارك الله فيك أستاذنا العزيز على هذا الطرح فلقد أصبح لزاماً على الأسرة اختبار ومراقبة تدين أبنائها هل هو تدين في الطريق الصحيح أم هو غسيل دماغ وسلب كلي للإرادة

اقرأ ايضاً