العدد 4693 - الإثنين 13 يوليو 2015م الموافق 26 رمضان 1436هـ

القوى الرجعية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس من المستغرب أن تشن قوى الظلام والرجعية هذه الحملة الشعواء على صحيفة «الوسط»، فطالما لعبت هذه القوى دور حائط الصد الأول لأي تطور أو إصلاح سياسي، لسبب بسيط وهو أنها تعي تماماً أن أي انفتاح أو تطور ديمقراطي إنّما سيكون على حسابها، وسينتزع شيئاً ولو كان قليلاً من الامتيازات والعطايا التي تحصل عليها... فهناك معادلة عكسية بين مصالح القوى الرجعية ومصالح الشعب، فكلما زادت إحداها نقص الآخر.

القوى الرجعية من أحزاب وجمعيات سياسية ووسائل إعلامية ومنابر دينية لديها مهمة أساسية وهي محاربة أية أفكار جديدة ليبقى المجتمع على ما هو عليه دون تطور. ولذلك فهي تتشبث بالماضي بكل ما لديها من قوة، مستخدمةً الدين والطائفة والسياسة. هي لا تؤمن بأي اختلاف في الفكر، أو العقيدة أو الحرية في اعتناق الإنسان أي دين أو مذهب يرتضيه، فهي تعتبر نفسها الوحيدة ممن تمتلك الحقيقة، وهي الوحيدة التي لا يأتيها الباطل في كل ما تؤمن به.

لا يدخل في قاموسها معاني الحب والتسامح واحترام الآخر وحقه في الاختلاف. تعادي حرية الفكر والتعبير، وتلغي الحرية الشخصية.

لا تعترف بالمنظمات الحقوقية والإنسانية وما وصلت إليه البشرية من مبادئ تعلي من شأن الإنسان وتحترم خصوصيته.

تعيش بعقلية القرون الوسطى، وتركب أحدث طراز من السيارات الفارهة، وتسكن في أجمل الفلل الفاخرة. وتختصر الوطن في جهة واحدة وتلغي الشعب بالكامل.

وقفت ضد المطالب الوطنية في حقبة التسعينيات لإيجاد برلمان يمثل الشعب، واتهمت كل من طالب بالبرلمان بالإرهاب، ولكنها ظفرت بمقاعد البرلمان بعد أن قدّم الطرف الآخر العديد من الشهداء والمعتقلين السياسيين والمنفيين.

ترى في الديمقراطية شركاً وكفراً من صنيعة الدول الغربية لا يتناسب مع قيمنا الإسلامية، وتدخل العمل البرلماني ليس من أجل الحفاظ على حقوق الناس ومراقبة السلطة التنفيذية وتشريع القوانين للمصلحة العامة وإنما لمجرد درء المفاسد.

تبرر الظلم والفساد والسرقات بفتاوى جاهزة تحت الطلب، وتصف كل من يعمل من أجل الإصلاح بالخائن لوطنه وطابور خامس للدولة الصفوية.

تعادي أي طرح للوحدة الوطنية، أو إجراء حوار يخرج البلد من أزمتها التي طال مداها، وتتهم الآخر بالطائفية. وأعز أمانيها أن تطول الأزمة أكثر وأكثر وأكثر، مادامت هي أكبر مستفيد من سقوط الأبرياء وسجن المعارضين وسحب جنسياتهم. أهم أدواتها الكذب وتزوير الحقائق واللعب على الوتر الطائفي، وتخوين وتكفير الآخر، والوشاية وتأليب السلطة على المناضلين. وأهم حلفائها الأجهزة السرية ومؤسسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لكل ذلك لا نستغرب أن تشن هذه القوى من خلال وسائل إعلامها وصحفها ومنابرها الدينية هذه الحملة الشعواء على صحيفة «الوسط»، بسبب أن «الوسط» تمثل خصماً لدوداً لكل ما تؤمن به هذه القوى من مناهضة للإصلاح.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4693 - الإثنين 13 يوليو 2015م الموافق 26 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:48 ص

      من يتكلم ؟؟؟؟؟

      ياريت الواحد يوزن كلامه عدل !! من وين يا اخي أصدرت شهادات الرجعية والتقدمية ؟؟ يعني مثلا ،،على الاقل ،،نصف المجتمع يسمي من تصفهم بالتقدميين : يصفهم بخونة للوطن ،، اللحين تعال وحل لي هذه الاشكالية،، من هو اللى كلامه صح ؟؟

    • زائر 8 | 4:58 ص

      نصف مرتادي مسجده من الجنسية ...

      يعني ذاك الخطيب الذي يرغب بان يزايد على ابو الدجاج اغلب مرتادي مسجده من الجنسية... ونقول هزلت

    • زائر 6 | 2:36 ص

      العاقل

      يجب على العاقل بان لا ينساق بسهوله لاي كلام او منبر الا بما يملي عليه ضميره وهدايه من الايمان الصحيح

    • زائر 1 | 9:58 م

      الطفيليون

      الطفيليون يعتاشون على دماء وتضحيات الآخرين. لم يقم البرلمان إلا بدم شهداء التسعينات ثم جاء المتسلقون واعتلوا منصته. شوية حيا بس

    • زائر 4 زائر 1 | 10:53 م

      استخدام منبر الجمعة

      تضليل المسلمين الذين ياتون للصلاة واستماع الخطبة وتشويه سمعة كل من ينادي بالحقوق

اقرأ ايضاً