العدد 4694 - الثلثاء 14 يوليو 2015م الموافق 27 رمضان 1436هـ

المفتاح: إيمان أهل البحرين بالوسطية يُحصِّنهم من التطرف

في احتفال «الشئون الإسلامية» بليلة القدر

احتفال «الشئون الإسلامية» بليلة القدر في جامع الفاتح
احتفال «الشئون الإسلامية» بليلة القدر في جامع الفاتح

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية 

14 يوليو 2015

أكد وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد المفتاح أن إيمان أهل البحرين بالوسطية والانفتاح وسيرهم على نهجها وتمسكهم بها كمنهاج حياة يجعلهم دوماً محاطين بسد منيع من الإرهاب ويحصنهم من التطرف، إذ لا يجد الإرهابيون والمتطرفون والطائفيون مكاناً بين أهل البحرين بصفائهم ونقائهم ووسطيتهم ووعيهم وتحضرهم وذلك لأن التطرف والنفس الطائفي لا يجد نفسه إلا في بيئة بعيدة عن بركة القرآن بوسطيته ومبادئه وقيمه الإنسانية الأخلاقية السامية المنفتحة، لافتاً إلى أن أهل البحرين الكرام نشأوا على هدي القرآن وتوارثوا أخلاقه السامية جيلاً بعد جيل، وستبقى البحرين بفضل الله ثم بفضل تمسكها بنهج الكتاب العزيز وبفضل ولاة أمرها وقيادتها وشعبها الوفي واحة للأمن وأرضاً خصبة للعيش بسلام في ظل قيادة حريصة على تكريس نهج الوسطية والوحدة الوطنية والحوار الحضاري والتعايش السلمي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل السنوي الذي أقامته وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف أمس الأول (الإثنين)، بمناسبة ليلة القدر المباركة تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي ، إذ حضر الحفل عدد من رجال الدين وعدد من رجال السلك الدبلوماسي وجمع من المواطنين والمقيمين.

وقال وكيل الوزارة للشئون الإسلامية: «تأتي ليلة القدر علينا، وفي عدد من بلدان المسلمين أحداث ومصائب تبعث على القلق، وخلافات تعصف بالود والتواصل والوحدة والتلاحم، ولهيب فتن طائفية يحرق الأخضر واليابس ونداءات عقلاء وحكماء بوأد الفتنة في مهدها، وتحكيم صوت العقل، والحذر من الانجرار خلف مخططات ومؤامرات تهدف إلى أخذ المسلمين إلى دوامةٍ من الفوضى والعنف الناتج عن الجهل والغلو والغرور والتعصب والتشدد، من قبل تنظيمات تكفيرية وجماعات طائفية متطرفة في الفكر منحرفة في السلوك، جانحة بعيدة عن قيم ورونق الإسلام، تجرأت على أصول وثوابت الدين الحنيف، واقتحمت حِمَاهُ بفتاوى باطلة، نسجوها لتحقيق مخططاتهم الدنيئة، لِيُبَرِّرُوْا شناعةَ ما يُقْدِمُوْنَ عليه من قتلٍ وذبح وحرق وتدمير واستباحة لديار المسلمين، ينتسبون إلى الإسلام، والإسلام بشريعته الغراء، ونهجه الوسطي المعتدل، ومبادئه وقيمه السامية من أولئك الموتورين براءٌ».

وشدد المفتاح على أن واقع الأمة اليوم بحاجة إلى تحرك سريع وعاجل، وأن الأمر يتطلب مزيداً من التعاون والتآلف والتكاتف على اختلاف مذاهبنا وطوائفنا ومشاربنا وأفكارنا بل ودياناتنا، لنقف صفاً واحداً في وجه التطرف والإرهاب والنفس الطائفي البغيض، ولنحمي أوطاننا من شر أولئك الأشرار، ونحفظ على مجتمعاتنا أمنها وأمانها ورخاءها واستقرارها، بوحدتنا وبترابطنا وتصالحنا وتآلفنا.

ودعا المفتاح إلى استثمار سلام ليلة القدر المباركة في توثيق علاقات المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وتنوع ما بينهم من أفكار، فالمشتركات التي تجمع بينهم أكثر من المختلف فيه، كما علينا أن نستثمر هذه الليلة المباركة بأمنها وسلامها في التعاون البناء وتحقيق مزيد من التآلف والتواصل والتضرع إلى الله تعالى بأن يحفظ أمتنا وأوطاننا، وأن يؤلف فيما بيننا، وأن يوفق قادتنا وولاة أمورنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.

إلى ذلك أكد رئيس بمحكمة الاستئناف العليا الشرعية السنية إبراهيم المريخي، أن من أبرز ركائز ليلة القدر «السلام»، وهو السلامة من الآفات والأمان، لافتاً إلى أن السلام هو المعنى الحقيقي الذي نحتاج إليه اليوم، وهو أعظم شيء ينعم فيه الإنسان، فإذا اختل السلام والأمان فلا عيش للإنسان إطلاقاً واختل شأن العباد فلا يستطيعون أن يديروا شئونهم.

وأوضح المريخي بأن لفظ «السلام» ورد في القرآن الكريم في صيغ ومواضع كثيرة، فقال بعض العلماء أن السلام جاء في أكثر من 40 آية، فيما ذكر بعضهم أن السلام واشتقاقاته ذُكر فيما يزيد على 100 آية، ما يدل على أهمية وعظم أمر السلام، مشيراً إلى ما نقله السمهودي في كتابه «طيب الكلام في معنى السلام» أن هذه الكلمة تأتي بمعنى الأمان وتأتي كذلك بمعنى التحية، كما أنه اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى.

ومن جملة ركائز ليلة القدر قال المريخي إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن العظيم فيها، وبذلك شرفت الأمة المحمدية بتشريف النبي صلى الله عليه وسلم فيها، كما أن الله سبحانه وتعالى بيّن الجزاء العظيم لمن قام هذه الليلة إيماناً واحتساباً فهي «خير من ألف شهر»، والركيزة الرابعة في هذه الليلة هي الملحمة العظيمة بين أهل السماوات مع أهل الأرض، إذ ينزل الروح والملائكة إلى الأرض فيسلمون على الراكعين والساجدين والمتوجهين إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب طاهرة نقية.

وأضاف المريخي «قال جمهور العلماء إن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، إذ ذكر أهل التفسير فيما نقل عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عندما سئل كيف عرفت أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين؟ قال: ألم تروا أن سورة القدر مكونة من ثلاثين كلمة، وقد جاءت «هي» الكلمة السابعة والعشرون فيها دليل على أن هذه الليلة هي ليلة السابع والعشرين».

من جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ محمد حسن عبدالمهدي: «إن ليلة القدر بداية انطلاقة النفوس المؤمنة نحو التسامح والتعاطف ونبذ الخلاف والشحناء وتصفية القلوب وصفاء السريرة لمن أراد أن يقف أمام الله يدعو ربه في فكاك عنقه من النار وخلاصه من الآثام وأن يرزقه الجنة ونعيمها ويوفقه لعمل الخير وصالح الأعمال، إذ لا يقبل الله دعاء قلب مليء بالبغضاء والشحناء على إخوته وجيرانه وأهل محلته وأقاربه وأصدقائه وبني وطنه، بل لابد أن يطلب الخير لعموم المسلمين فهو حال عباد الله المؤمنين».

وأوضح عبدالمهدي «إن الله تعالى أخفى ليلة القدر عن العباد، لأن في إبهامها وعدم تعيينها مصالح كثيرة، كإخفاء الاسم الأعظم وساعة الاستجابة والصلاة الوسطى وغيرها، ليجد العباد في طلبها والمواظبة على إحيائها والقيام فيها والدعاء وطلب المغفرة في ليالي الشهر تعرضاً لنفحات الله ورحمته، ويكون ذلك باعثاً إلى القلوب المطمئنة إلى عفو الله وغفرانه أن تلحّ في الدعاء والمسألة، وطلب الصفح، وإدرار الرزق، والحفظ في الدين والنفس والمال والولد والأهل والوطن، وقبول الصيام والأعمال والتعود على مثل هذه الليالي والأيام، وقد قيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أخبرنا عن ليلة القدر؟ قال: ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها، ولست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظراً لكم، لأنكم لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها وأرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله».

وقال: «لاشك في خيرية ليلة القدر، فهي خيرٌ من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، وما ذاك إلا لعظمها وعلو شأنها عند الله تبارك وتعالى، فأربع وثمانون سنة تقريباً من عمر الإنسان مع عبادته وصيامه وقيامه إذا لم يوفق لليلة القدر فيها فقد خسر، ومن وفق لليلة القدر مرة واحدة في عمره فقد أدرك خيرية ألف شهر».

وتساءل «هل يجدر بعاقل أن يفوت عليه هذه الليلة من دعوة صالحة وقلب طاهر؟ أو أن يقوم لله في جنح الظلام يركع ركعتين يفلح بهما؟ أو أن يتصدق على فقير يدفع بهذه الصدقة عنه لهب جهنم ونيرانها؟» لافتاً إلى أنه «مهما فعل الإنسان في هذه الليلة فهو لن يخرج من حيز التقصير، فما بال أولئك الذي غفلوا عنها وعن طلبها، فلو كانت عندك حاجة عند أحد من أهل الدنيا لكررت الوقوف عند بابه فربما قضاها لك وربما لم تُقضَ، والله يدعوك ليغفر لك، فيقول تبارك وتعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»، فمن وفق لليلة القدر فقامها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

العدد 4694 - الثلثاء 14 يوليو 2015م الموافق 27 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:51 ص

      صبعه

      اذا كانت الوسطية قوية فسيتم تطبيقها على الدول المتقدمة للتبادل والمعرفة والخبرات

    • زائر 4 | 2:36 ص

      مواطنة

      إذا إقتنعنا إن نكون صادقين مع أنفسنا
      أعتقد بكون بداية الطريق، وللأسف إلى الآن لم نصل حتى خط البداية لأننا نكذب على أنفسنا كثيرا

اقرأ ايضاً