العدد 4704 - الجمعة 24 يوليو 2015م الموافق 08 شوال 1436هـ

البيان الأخير... لآخر توزيع عادل للبعثات

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في 22 يوليو/ تموز 2010 صدر البيان الأخير لوزارة التربية والتعليم بشأن نتائج الترشيحات للبعثات والمنح المالية للعام 2010-2011 والتي كانت تعتمد فقط على معيار التحصيل العلمي الذي كان مطبقاً منذ 32 عاماً، والتوزيع الآلي (الالكتروني) دون أي تدخل بشري، مع شفافية نشر الأسماء والأرقام الشخصية والنسب، على الرأي العام في البحرين.

يعد بيان 22 يوليو 2010 الأخير في مسار توزيع البعثات بشكل عادل على جميع طلبة البحرين، إذ أعقبه في العام 2011 بيان «سياسة التمييز» في توزيع البعثات وذلك بعد أحداث فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من فرض حالة السلامة الوطنية، واعتقال أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين، وعدد كبير من الطلبة، وسحب بعثات طلابية، وتضييق الخناق على جميع التخصصات التي شغل أكثرها متعلمون مؤهلون علمياً من أبناء طائفة معينة، كان من المفروض أيضاً خلق استراتيجية جديدة لتوزيع البعثات، مع ضمان السرية، لا الشفافية والعلنية.

في البيان الأخير الذي اعتمده وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ركّز على نقاط مهمة ومفصلية في نزاهة نظام توزيع البعثات قبل العام 2011، إذ أكّد على أن خطة ذلك العام «لم تميّز بين البنين والبنات في أغلب التخصصات استمراراً للنهج الذي بدأته الوزارة في الأعوام السابقة»، وأن «التنافس على البعثات مفتوح بين الطلبة بحسب المعدلات، باستثناء تخصّص الطب الذي راعى التوازن بين البنين والبنات، وكذلك بعض التخصصات التعليمية الأخرى التي حددت للبنين بوجه خاص نتيجة لوجود نقص في تلك الفئات».

في البيان الأخير أكّد الوزير أيضاً أن الوزارة في ذلك العام استمرت في منح أوائل الطلبة في كل مسار من مسارات المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية والخاصة، بما يمنحهم أفضل الفرص لاختيار الدراسة التي تتناسب مع ميولهم، وفي إطار المعايير والشروط المعتمدة بالوزارة»، مشيراً إلى أن الاستمرار في هذا التوجّه يأتي باعتباره مكافأةً لأوائل الطلبة وفتح المجال أمامهم للتحصيل العلمي، بحيث يستفيد الطلبة الثلاثة الأوائل عن كل مسار باختيار التخصصات التي ينوون مواصلة الدراسة فيها، تقديراً لتفوقهم من ناحية، وتشجيعاً لهم على مواصلة التفوّق في مراحل الدراسة الجامعية من ناحية أخرى.

الوزارة أعلنت في البيان الأخير أن كشف النتائج الذي أعلنته يتضمن كل التفاصيل الخاصة بتوزيع البعثات على الطلبة، بما في ذلك اسم الطالب ورقمه الشخصي ومعدله التراكمي والبعثة التي حصل عليها والجامعة التي وجه إليها، بالإضافة إلى نشر هذه القوائم متضمنةً جميع البيانات بموقع الوزارة على الإنترنت.

ذلك البيان كان توثيقاً لمرحلة التوزيع العادل للبعثات (دون التطرق للبعثات غير المعلنة التي كانت تخصصها جهات رسمية وغيرها)، فعلى أقل تقدير كان التنافس على البعثات الدراسية بين الطلبة المتفوقين «شريفاً» واضحاً وشفافاً يمكن الطعن فيه في حال وجد طالب أنه ظُلم.

في التوزيع الحالي و«السياسي»، لا يمكن لأي طالب أن يطعن في التوزيع، إذ وضع الأمر بين يدي بشر «يمكن التشكيك في نزاهتهم وحياديتهم» إذا ما عرفنا أن تغيير آليات توزيع البعثات في 2011 جاء بخلفيات سياسية أثبتناها من قبل.

ربما طوابير المتظلمين على خطة توزيع البعثات الذين شهدناهم في الأيام الماضية وطوال السنوات الأربع الماضية أيضاً، تعتبر دليلاً صارخاً على عدم نجاح تلك الآليات التي حرمت الكثير من الطلبة من حقهم في المنافسة العادلة والشريفة على البعثات الدراسية.

في العام 2008 أقرت وزارة التربية مكافأة الطلبة المتفوقين وإعطاء الثلاثة الأوائل من كل مسار اختيار التخصص والجامعة، وذلك بحسب قولها حرفياً: «في إطار تنفيذ توجيهات القيادة لتعزيز الاهتمام بالمتفوقين دراسياً، وتشجيعاً لهذه الفئة من الأبناء من خريجي المرحلة الثانوية، قرّرت منح حق اختيار التخصص الذي يرغبون فيه والجامعة كذلك، بما يمنحهم أفضل الفرص لاختيار الدراسة التي تتناسب وميولهم واحتياجاتهم، وفقاً لمعايير وشروط الوزارة».

بعد ثلاث سنوات فقط، وبقرار «سياسي» قرّرت وزارة التربية تغيير سياستها ومنهجيتها التربوية والتعليمية، والابتعاد عن النزاهة والشفافية في توزيع البعثات، وألغت كل تلك القرارات التي وضعتها من أجل تشجيع الطلبة المتفوقين، فأدخلت يدها في توجيه البعثات والتحكم في التخصصات وإبعاد متفوقين وتقريب آخرين، حتى وإن كانوا من الثلاثة الأوائل في أي من التخصصات.

لا يمكن لأي منصف وعاقل أن يصف تلك السياسة بـ «التقدم» الحضاري المبني على الشفافية والعدالة، ولا يمكن وصفه إلا بـ «التراجع» الذي بني على سياسة مقصودة أساسها التمييز بين الطلبة المتفوقين وضع مستقبلهم بيدي من هم مشكوكٌ في أمرهم، حتى وجدنا «منافقين» يطالبون بأكثر من ذلك على أساس مذهبي ولتصفية حسابات «سياسية» استغلالاً لسلطات النفوذ التي أصبحت في يد حزبيين ممن ينتمون لتكويناتهم الدينية والسياسية.

سيبقى ذلك البيان الأخير، شاهداً على مرحلة واضحة من مراحل التمييز في هذا البلد، وشاهداً على سياسة عدم الإنصاف والعدالة، وحقيقةً ناصعةً على ضرورة الإصلاح الحقيقي والشامل الذي يغيّر منظومة التمييز القائمة حالياً.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4704 - الجمعة 24 يوليو 2015م الموافق 08 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 12:56 م

      ا

      من التعليقات يعرف الطائفي من غيره وللقراء ان يحكمو من المحب لوطنه ومن الطائفي ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب ...

    • زائر 43 | 11:43 ص

      مو بس البعثات للهاوية ............ وانما العيشة ف هذا الوطن صعبة والامور للهاوية .

      _________________ الى الله المشتكى . وندعوا الله لنا بالفرج ف حميع الامور .

    • زائر 37 | 5:55 ص

      اقتراح برغبة

      اقترح الاستفادة من تأمين العاطلين 1% اللي تبوقونه تدرسون فيه عيالنا وتبتعثونهم احسن من ينباق عيني عينك

    • زائر 39 زائر 37 | 6:03 ص

      الصحيح

      المفروض تدرس عيالك بروحك .. مو على حسابنا

    • زائر 41 زائر 37 | 11:16 ص

      انا ابغي يرجع لراتبي

      تأمين التعطل
      حرام........

    • زائر 31 | 3:58 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل

      في لوحة الشرف وينحرمون من رغباتهم وفي دولة خليجية عجبي !!!
      شكرًا الى جريدة الوسط والى جميع الجمعيات والصحفيين والمغردين الشرفاء اللذين يتكلمون عن الظلم الذي تعرضنا له

    • زائر 30 | 3:53 ص

      22 يوليو 2010 التوزيع العادل للبعثات فلماذا انعكسة الصورة

      ولماذا المكون الثاني لم يقف حتى محايد هذا ما يجب التطرق إليه بصدق ومراجعة المشكلة من أساسها ولماذا الانزلاق الخطير الذي أصاب الوطن ونعدمة الثقة بين اطرافه

    • زائر 29 | 3:48 ص

      حالة الوطن كسيفة

      وين ما تدق براسك تلقى بلاوي الوطن تدوّر الراس
      وين ما تتجه تلقى المصائب بالوطن
      هو تمييز هي طائفية هو انتهاك للبيوت وحرمات البيوت
      هو تهديد لأمن المواطن
      مو باقي الا يفتحون السجون ويسوقون الناس لها كما يساقوا في المحشر
      أه عليك يا بحرين يا بلد الألاف من المساجين

    • زائر 28 | 3:42 ص

      البعثات ملفّ واحد من ملفّات الوطن التي كلها مصائب

      بلاوي ومصائب شائكة في كل زاوية من زوايا الوطن وقضية البعثات واحدة من مئات الملفات.
      لن يخرج الوطن من هذه المحن وسياسة التمييز الطائفة هي الأساس في كل مفاصل الوطن.
      لن يخلد الوطن الى الراحة وهناك من يعتبر الطائفة الأكبر طائفة مارقة لانها تطالب بحقوقها.
      لن يشعر الوطن بالراحة والخطط قائمة على ضرب المكوّن الشيعي في كل مكان بالوطن.
      لن يهدأ الوطن

    • زائر 22 | 3:02 ص

      سياسة واضحة

      التمييز في البعثات والتوظيف ليس جديدا بل كان معمولا به منذ السبعينيات ولكن مع بعض الخجل. وبعد أحداث2011 بدأ سن القوانين والأنظمة وإصدار القرارات التي تشرعن التمييز الطائفي علنا دون حياء خصوصا مع وجود المتسلقين والوصوليين من جمعيات طائفية استغلت الظروف المواتية لتنفيذ اجنداتها لقظم ما يمكنها من مقدرات الوطن. ولا سحيق المكر السيئ إلابأهله.

    • زائر 21 | 2:53 ص

      صباح الخير

      تفاؤلو بالخير يا أبناء وطني
      الوضع صراحة يؤثر على الجيل الحالي والمستقبلي
      كوني اتابع الامر بالجريدة و حديث بين الاهل عن مجزرة البعثات
      بنتي بالمرحلة الاعدادية تقول بكل براءه
      عجل راحت علينا بعدين وويش بيصير مستقبلنا
      هذا دليل ع شنو؟
      والغاية شنو؟
      دمار للعقول البشرية و إحباط للكوادر المستقبلية
      نطالب بشفافية ونشر البعثات مثل قبل
      والله كريم و يغير الحال

    • زائر 20 | 2:46 ص

      نعم

      من يطعن في الوزاره .. لماذا سكت دهرا عن التزوير في الدرجات الذي ظلم عشرات الالاف من الناس .. فلو كانت الوزاره الان طائفيه لزورة النتائج والدرجات .. واللبيب بالاشارة يفهم

    • زائر 18 | 2:20 ص

      فصل الخطاب

      السلام عليكم
      نتمنا من وزيرالتربية الخروج في بث مباشر
      او ندوه لرد على اسئلة المغردين او المتابعين
      بخصوص البعثات وشكرا

    • زائر 24 زائر 18 | 3:19 ص

      ههه

      لا خلاص
      ما في بنامج مباشر من أمس ورايح
      ما قصر فيهم العرادي
      هههه

    • زائر 16 | 1:13 ص

      لا أحد يتمنى التمييز في أي بلد فكيف في وطنه لم يكن أحد يعرف هذا من قبل

      إلى أن حل وباء الطائفية في المنطقة ونعدمة الثقة بين مكونات الشعب الواحد وحتى السلطة أصابها هذا الوباء فلا تجزئ فرع بالإصابة من حين لآخر بل نبحث الأسباب الحقيقية للطائفية وعلاجه وهو والولاء للوطن والوحدة الوطنية التي تجمع المواطنين ويبقى الخلاف المذهبي الذي لايمكن حله بعيدا عن السياسة

    • زائر 15 | 12:52 ص

      نرجو من الوسط التظرق وبعمق في كيفية التوظيف

      سيبقى ذلك البيان الأخير، شاهداً على مرحلة واضحة من مراحل التمييز في هذا البلد، وشاهداً على سياسة عدم الإنصاف والعدالة، وحقيقةً ناصعةً على ضرورة الإصلاح الحقيقي والشامل الذي يغيّر منظومة التمييز القائمة حالياً 100% صح
      اخ هاني نرجو منكم التطرق وبعمق الى اليات التوظيف في الوزارة وكم اجنبي تم توظيفه هذه السنة مقابل البحريين وماهي قائمة الانتظار للمجتازيين المسابقة امتحان التوظيف؟! هل سيتم توظيفهم ام سيعودون من نقطة الصفر للتوظيف مرة اخرة

    • زائر 14 | 12:44 ص

      مجزرة البعثات

      اشوف بعض الي يسمي روحة ممثل الشعب ب 30 صوب من ... يأيد مجزرة البعثات. انا ولي امر اقترح يتبرع هذا النائب بالراتبه وانشاء االهراح تنحل ازمة البعثات.

    • زائر 12 | 12:33 ص

      لابعثات ولا توظيف ولا ترقيات ولا حوافز

      البحريني مستهدف في وزارتهم من بعثات وتوظيف وترقيات وحوافز ومكافئات
      بعثات تعطى لمن هم من فئة معينه بعيد عن المعدل
      التوظيف يتم جلب الأجانب وتوظيفهم واحلالهم مكان البحرينيين وتوظيف قليل للبحريني لذر الرماد بالعيون
      ترقيات لفئات دون فئات
      حوافز ومكافئات من وراء الكواليس تعطى

    • زائر 11 | 12:30 ص

      نحتاح إلى إعادة هاشتاق البعثات

      تم تضييع هاشتاق البعثات بمواضيع تافهة
      نطالب بإعادة حملة تويتر ضد الطائفيين الذين سرقوا أحلام المتفوقين
      #الطائفية_تسرق_تفوقي

    • زائر 10 | 12:27 ص

      هم يعادون من؟

      هؤلاء يظلمون نخبة المجتمع ..
      يكيدون بعباقرة ومفكرين مستقبليين ..
      ينصبون العداء لأذكياء ومجتهدين ..
      يسلبون حق مجموعة من المجتهدين المثابرين الذين تعودوا إن أرادوا شيء سيحصلون عليه.
      على من مارس هذا الطغيان أن يجهز نفسه جيدا، فهؤلاء سيعودون مثقلين بهم الظلم وحزنه، ولك أن تتصور عبقري غاضب.

    • زائر 23 زائر 10 | 3:17 ص

      صحيح

      يكفي أن ينتفض واحد من هؤلاء المظلومين ليكون جيفارا أو غاندي أو مانديلاأو لوثر كنغ، فمثل هؤلاء الشخصيات الثورية .. خلقها الظلم الذي وقع عليها.

    • زائر 8 | 11:51 م

      كل طلاب الطب غير الشيعة بعثات حتى لو مجموعهم اقل من 95 في الايرلندية

      اتحدى ثم اتحدى ان تجد طالب غير شيعي يدرس على حسابه في الايرلندية او الخليج حتى لو كان معدله اقل من 95 % جميعهم بعثات

    • زائر 7 | 11:11 م

      الطائفيين

      ذبحتهم يا وزير التربية وكشروا عن انيابهم لكن قل موتوا بغيظكم

    • زائر 26 زائر 7 | 3:40 ص

      ذبحنا بشنو؟!!!!!

      بطائفيتكم وحقدكم الذي خرج للعلن!!!
      الا لعنة الله على المنافقين والطائفيين الذين انت منهم

    • زائر 27 زائر 7 | 3:41 ص

      لا لن نموت بالغيظ!!

      بل نشكوكم الى رب رحيم منتقم جبار لا يرضى بالظلم ابدا ولا ينصر ظالما قط
      وان غدا لناظره قريب

    • زائر 32 زائر 7 | 4:01 ص

      الفتنة أشد من القتل كما نرى من الردود ونحنوا لا نختلف عن الجوار وما يحصل فيه

      فهل تراجع الجمعيات الدينية المذهبية ماذا عملة للمواطنين من فرقة وحقد بسبب زجها المذهب في السياسة

    • زائر 44 زائر 7 | 12:48 م

      ا

      فليضحكو قليلا وليبكو كثيراً جزاءً بما كانو يكسبون .

    • زائر 5 | 10:45 م

      شكراً للوسط وكتابها

      واصلوا الحديث عن مجزرة البعثات فالجرح عميق بقدر ما لهذا الملف من تأثير على مستقبل بلدنا وأمنه ونهضته
      الله يحفظ البحرين من الحاقدين اللي يميزون بين أبنائنا رغم تفوقهم

    • زائر 4 | 10:37 م

      احسنت رحم والديك

      يلا يا وزير التعليم ننتظر الرد في اسرع وقت ممكن هي اذا رديت عجل طمبورها

    • زائر 42 زائر 4 | 11:17 ص

      2947ا

      انتم رأيتم الشهادات من منا المتفوق وغير المتفوق ومن يستحق البعثات والمنح الدراسية
      فقط طائفة

    • زائر 3 | 10:28 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      أحسنت استاذ هاني علي المقال

    • زائر 2 | 10:21 م

      صدقت منافقين

      قصدهم قتل الكفاءات من طائفة متميزة في التفوق ومعظمهم من عوائل فقيرة لكن دعوة محروق قلب تحملكم وعوائلكم ياحقودين.

اقرأ ايضاً