العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

د. مازن: الوقاية والرصد المبكر أهم أدواتي العلاجية

القرنية المخروطية تزور الشباب

الطب إحراز التقدم في تقديم شتى أنواع العلاجات المختلفة، والتي تتسم بارتفاع مستويات الأمان والسهولة وقلة الكلفة المقرونة بالجودة العالية، إلا أن طموح الاستشاري في مركز الخليج للعيون، د.مازن سنجاب، أكبر من التطورات العلاجية، فهو يصبو لنشر ثقافة الوقاية من الأمراض التي وصف مستواها بالجيد.

ويشير الاستشاري الأول في طب وجراحة العيون في المركز إلى أن أول عوامل الوقاية هي المعرفة، والثانية الحرص على الفحوص الدورية.

وفي ظل استمراره في نشر هذه الثقافة أجرينا اللقاء الآتي معه، حول مرض القرنية المخروطية الذي وصفه بالمنتشر.

منتشر ومتنامٍ

استهل د. مازن سنجاب حديثه بالتعريف بالقرنية المخروطية، فقال: «للتعرف على القرنية المخروطية يجب أن نعلم أن القرنية هي الطبقة الشفافة في مقدمة العين، وهي النافذة التي ينفذ منها الضوء للعين، والذي يعمل على تكوين الصور بعد مروره على بقية الأجزاء». وأضاف: «يساعد الشكل المحدب للقرنية وسطحها الأملس الخالي من النتوء على مرور الضوء بسلاسة عبرها للعدسة ثم للشبكية».

وعقّب: «عند اختلال شكل القرنية واتجاهه للتحول للشكل المخروطي، فإن مشكلات الإبصار تبدأ في الظهور وتأخذ في التطور إذا لم يعالج؛ لأن القرنية تواصل نموها بشكل مخروطي».

حضوره قوي في المنطقة

وعن أسباب تحول القرنية إلى الشكل المخروطي، أوضح: «أود أن ألفت إلى أن هذا المرض منتشر في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في الدول العربية، وذلك يعود لأسباب عدة، أبرزها العوامل الجينية، وزواج الأقارب، إضافة إلى الجو الحار الذي يسبب الجفاف»، مشيراً إلى أن «كل هذه العوامل تساهم في بروز القرنية ونموها بشكل مخروطي ويقل سمكها، وتصبح ضعيفة ويصاحب ذلك تشوه بالنظر، ومع تطور الحالة تكون القرنية عرضة للانثقاب».

وقال إن رصد أعراض المرض يكشف في البداية على يد المريض نفسه، فيبدأ بالإحساس بضعف البصر، كما يرى خيالاً (ظلاً) يصاحب الصور التي يراها، مع قلة التركيز ويصاحبه صداع.

ولفت إلى أن المرض يبدأ في الظهور في المرحلة العمرية الواقعة بين البلوغ وسن العشرين عموماً، مؤكداً أنه يمكن أن يظهر في مراحل عمرية أكبر أو أصغر من ذلك.

أرصدُه مبكراً

ودعا د. سنجاب الأفراد الذين لديهم إصابات بالمرض في العائلة إلى المبادرة في الخضوع إلى فحص القرنية لرصد التغيرات غير الطبيعية مبكراً واتخاذ الإجراء العلاجي المناسب في وقت مبكر قبل أي تطورات تؤثر على حاسة البصر بشكل أكبر.

وبيّن أن فحص القرنية يتم عبر جهاز يرسم طوبوغرافية القرنية، تتوضح فيها التفاصيل كالتحدب، وسمكها، وانسيابيتها، مؤكداً أن الفحص لا يستغرق كثيراً من الوقت، وأسعاره معقولة وفي متناول الجميع.

وأوضح أن الجهاز المذكور يتواجد في مراكز علاج العيون كمركز الخليج للعيون التابع لمركز الخليج للسكر، لافتاً إلى أن جهاز طوبوغرافية القرنية لا يتوافر في غالبية عيادات العيون.

وكشف عن نيته في تنظيم فعالية فحص مجانية للقرنية في المركز في الفترة المقبلة. وقال: «ضمن سياسية المركز في مساعدة الناس على الاطمئنان على صحتهم، وكشف الأعراض الصحية - التي قد تصيب البعض - بشكل مبكر، فإننا نفكر جدياً في تنظيم فعالية لفحص القرنية مجاناً». وأضاف: «تأتي هذه الفكرة ضمن سلسلة برامج الفحص المجاني التي يقوم بها المركز شهرياً».

العلاج من نصف ساعة إلى سنة

وعن البرامج العلاجية المتوافرة، قال: «العلاج يقدم بحسب الحالة المرضية التي يمكن أن نقسمها إلى ثلاث فئات؛ الخفيفة، والمتوسطة، والشديدة. كل حالة من هذه الحالات تحتاج لنوع معين من العلاج، وتتراوح مدة البرامج العلاجية بين نصف ساعة و15 شهراً».

وأوضح: «في الحالات الخفيفة فإننا نلجأ لتثبيت تحدب القرنية وإيقاف تحولها للشكل المخروطي بعلاج ضوئي يسمى (Cross Linking) في عملية تبلغ مدتها نحو نصف ساعة، ثم يمكن للمريض ارتداء النظارات أو العدسات لتصحيح نظره». وأكمل: «في الحالات المتوسطة نعمد أيضاً إلى تثبيت شكل القرنية بالعلاج ذاته، إضافة إلى تصحيح النظر إما بعملية ليزر، أو زرع حلقات في القرنية، أو بزراعة عدسة داخل العين، وفي حالة الخيارين الأخيرين فإن البرنامج العلاجي بعد العملية يحتاج لمدة 6 شهور».

وأشار إلى أهمية أن تمنح العين راحة لمدة 10 أيام ريثما تستعيد قدرتها الكاملة على الإبصار، ويستطيع بعدها المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي.

الخيار الثالث في الحالات الشديدة وهو صعب وممكن، ويفضل الأطباء أن لا يلجأوا إليه، ويفصّل د. سنجاب: «في الحالات الشديدة - للأسف - نضطر لزراعة القرنية، وقد ترفض العين القرنية الجديدة، وهو رفض لا يمكن توقعه من قبل الفريق الطبي المعالج، وذلك يعود لطبيعة هذا العضو الحساس». وأضاف: «لذلك فإن مدة العلاج في هذه الحالة تبلغ سنة و3 أشهر يتم فيها متابعة المريض الذي يتعاطى قطرات دوائية بشكل يومي، وملاحظة قبول العين للقرنية الجديدة أو رفضها، وفي حالة الرفض فإننا نقنع العين عن طريق الأدوية بقبول العضو الجديد، وإذا لم تقتنع فإننا نضطر لإزالتها وزراعة أخرى جديدة».

وشدد على أهمية الكشف الدوري المستمر لمن قام بإجراءات علاجية للقرنية؛ لأنها من الممكن أن ترجع لتأخذ الشكل المخروطي مدعومة بعوامل البيئة الجافة، وطبيعة النسيج في القرنية، وكذلك الحكة المستمرة في العين.

ولفت إلى أن نسبة معاودة القرنية لاتخاذ الشكل المخروطي قليلة لا تتجاوز 5 % من الذين تعالجوا عنها، مستدركاً «لا يعني هذا أن نغفل عن الفحوص الدورية».

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً