العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

الأكل بشهوة الإنتقام

في معركة بلا قضية، لا يتجاوز عدد الجنود فيها خمسة ولا يقل عن ثلاثة، تدور بعنف، والضحية طرف ثالث لا علاقة له بالطرفين، سوى أن طريق المعركة يمر عبره.

هذا ما يحدث فيما يسمى «الأكل العاطفي»، حيث يفجر الفرد جام غضبه على المائدة، وينتقم من الطعام، لكنه في الواقع يضر جهازه الهضمي، وصحته عموماً مع تقدم ومضاعفة المخاطر في الإصابة بالسمنة.

يروي علي حسين قصة زيادة وزنه التي تبدو واضحة مقارنة بمشاهدة صوره التي التقطت له في المرحلة الثانوية، فيقول: «انضممت مبكراً للعمل في إحدى المؤسسات ذات النفع العام، ولأن موقعي يتطلب التعامل مع الناس بشكل مباشر، كنتُ أتعرض لضغوط كثيرة على مستويات عدة». وأضاف: «ولأني أدرك حساسية الموقع، كنت أكتم مشاعر الغضب والقلق في العمل في داخلي، وأفجر هذا الشعور على المائدة بشكل ارتد عليّ بزيادة وزني».

ويستدرك: «لا أعتقد أني وصلت لحد السمنة».

علي ليس الوحيد الذي يمارس الأكل العاطفي، فيمكنك عزيزي القارئ قياس ذلك على نفسك أو على محيطك، وليكن يوم الجمعة - حيث تجتمع العائلات أو الأصدقاء على وجبة الغذاء - محطة للقياس خصوصاً حينما يدور نقاش ساخن حول قضية ما، فيمكن ملاحظة بعض الأشخاص يأكلون بسرعة ويتجاوزن حدود الشبع، وقد تكون أنت أحدهم.

وقبل البدء بطرح ما توصل إليه المختصون لمعالجة هذه الحالة، يجب أن نعرف ما الأكل العاطفي؟

المختصون يعرفونه بأنه الأكل لقمع أو تهدئة مشاعر سلبية مثل الإجهاد والغضب والخوف والملل والحزن والشعور بالوحدة، أو غيرها من دون الحاجة للوجبة التي يتناولها أثناء تفريغ شحناته العاطفية. وتساهم البطالة، والضغوط المالية، أو المشكلات الصحية، وضغوط العمل، والتعب إضافة إلى الخلافات التي تجري بين الفرد ومن يحيطون به في توليد بيئة خصبة للأكل المدفوع بالعاطفة.

ويلفت المختنصون إلى أن بعض الأشخاص يأكلون بشكل طبيعي، لكنهم يأكلون بسرعة وشراهة إذا تعرضوا للضغوط والمؤثرات. وأضافوا أن الكثيرين يسرعون لإعداد وجبات سريعة التحضير والتي عادة ما تكون قيمتها الغذائية قليلة لتفريغ الشحن العاطفي، وهنا تتضاعف مخاطر الأكل العاطفي.

التخلص من هذه العادة السيئة مطلب كثيرين ممن يعانون منها، ويسرد المختصون نقاط عدة، فعندما تشعر بأنك ستتناول وجبة أنت في غنى عنها يمكنك عمل الآتي:

• تحدث مع صديق.

• قراءة كتاب أو مجلة، أو الإستماع إلى الموسيقى.

• الذهاب في نزهة على الأقدام أو الركض.

• التأمل أو القيام بتمارين التنفس العميق.

• تلعب لعبة ما.

• القيام بالأعمال المنزلية، والغسيل، أو ساحة العمل.

• كتابة رسالة بريد إلكتروني.

الطرق السبع المقترحة - وهناك غيرها الكثير - هي لمشاغلة النفس عن تفريغ المشاعر في الطعام.

المعالجون يقترحون أيضاً اللجوء للعمل مع مستشار في «العلاج الحديث» للتخطيط بطرق أخرى للتعامل مع العواطف. فقد تحتاج تطوير العادات البديلة أو تشتيت نفسك عن تناول الطعام الزائد عبر محاولة التأمل أو الإرشاد أحياناً لمساعدة طبية لمعرفة ما الموارد والتقنيات التي يُوصى بها لمساعدتك في التعامل مع الضغط النفسي.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً