العدد 4706 - الأحد 26 يوليو 2015م الموافق 10 شوال 1436هـ

النواب و«التربية» و«البعثات»... «البير وغطاه»

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

تبدو الاتهامات حول ما حدث في موضوع البعثات، وما أطلق عبر وسم مجزرة_البعثات، التي برزت مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال عدد من الصحف المحلية، سواء تلك التي استنكرت وأبرزت حالات بالأسماء والمعدلات لبعض الطلبة والطالبات، الذين قالوا إنهم حُرموا من رغباتهم الأولى في التخصصات، وخصوصاً العلمية منها، وهم من أصحاب المعدلات التي تتجاوز 95 في المئة وما فوق، وإشارة بعضهم إلى أن بعض الذين لم يحققوا سوى 90 في المئة وربما تزيد قليلاً تم ترشيحهم لتلك البعثات، أو حتى بعض المقالات التي دافعت بشراسة أيضاً من دون أن تخلو من مغالطات، وعزف على وتر طائفي تحريضي، لا تخلو من صحة في جانب كبير منها.

بعض المتفوقين اكتفت الوزارة بتخصيص منح مالية لهم، حسب ما أظهرت نتائج توزيع البعثات، بعضهم حقّقوا معدلاً وصل إلى 99 في المئة، وتم حرمانهم من رغباتهم الأولى، والتي تراوحت بين الطب والهندسة.

الغريب في الأمر أن بعض المتفوقين أشاروا إلى أن بعض الشواغر المتبقية من خطة البعثات «تضم عدداً من التخصصات التي أدرجوها في رغباتهم»، متسائلين عن عدم منحهم تلك البعثات.

ما هو ليس ملفتاً ومفاجئاً هو ما جاء على لسان بعض النواب من خلال تصريحاتهم للصحف المحلية. وليس في ذلك مفاجأة لأن التجارب علّمت الناس الكثير، وجعلتهم يحفظون الدرس جيداً، ويعرفون خريطة أداء النواب منذ دخول البحرين في أزمتها العام 2011، مع ملاحظة أن الذين تم استصراحهم هم من طيف واحد، ولم يلحق به ضرر.

هناك إجماع واتفاق على نص الرد من قبل النواب الذين صرحوا للصحافة المحلية، بتقريرهم أن «آلية توزيع البعثات الجامعية عادلة»! وليتهم صمتوا عند هذا الحد، فعليهم أن يظهروا حرصهم الشديد على مصلحة المواطنين وحرصهم على السلم الأهلي والابتعاد عن النعرات الطائفية، وإن كان على حساب حقوق وتثبيت لو جانب من العدالة، حين اعتبروا أن «إثارة هذا الملف في هذه الفترة هدفه أن تخضع وزارة التربية والتعليم إلى مساومات سياسية، ولكن الوزارة أثبتت قدرتها على مواجهتها».

إذا لم يطرح الملف الآن أيها النواب فمتى يطرح إذاً، إذا انتهت فترة التظلمات «وطارت الطيور بأرزاقها»، ومن ثم يقبل الطلبة وأهاليهم بالأمر الذي يراد له أن يكون واقعاً، منذ ما قبل دخول البلاد في أزمتها، وتصاعدَ بعد ذلك بشكل ملموس.

هذه الاستماتة في الدفاع عن الوزارات والهيئات الحكومية لم تكن مستغربة، لكن ما توقعه الذين ظلموا بتلك التقسيمة غير العادلة، أن يلزم النواب الصمت على أقل تقدير، بدل أن يعتبروا ما حدث أمراً طبيعياً، وهو فعلاً أمر طبيعي في ظل هذه الأوضاع، واتهام الحملة والمتضررين من هذه السياسة بالطائفية.

أحد النواب وباستنتاج عبقري، ردّ بأن إثارة ملف البعثات تقف من ورائه المعارضة! ومطلوب من كل الذين تظلموا أن يكونوا من المعارضة، ولو كانوا بمنأى عن كل ما يرتبط بذلك من التفاصيل. رد النائب اختصر التفسير بـ «مع الأسف جهات ما يسمى بالمعارضة تفتعل إثارة مثل هذه الأمور على الرغم من أنها حققت نتائج خاصة بها في فترات ماضية»، مضيفاً ومن خلال قراءة سريعة -لاحظوا قراءة سريعة توصل من خلالها إلى النتيجة التي لم تخل من اكتشاف- «من خلال القراءة السريعة في نتائج توزيع البعثات يظهر أنه لا يوجد ما يسمى التمييز العنصري كما أثاره البعض، كما أن الكل حصل على نصيبه (وليس حقه) فيما تم توزيعه من بعثات...»!

نائب ثان قال بعد مقدمة عرمرمية لا تخلو من استهلاك في تصريح له «أثير خلال الأيام القليلة الماضية لغط كبير حول توزيع البعثات أخذ منحى النفس الطائفي وهذا ما يتنافى مع مبدأ الدولة المدنية»!

كلهم يجمعون على أن الذين طفح بهم الكيل فأثاروا ما تعرضوا له من ظلم، والذين تبنوا الحملة لهم أهداف طائفية وتحركهم نوازع عنصرية. لا يوجد حتى إجماع على مستوى تفهم المشكلة، ومحاولة البحث عن حلول وسط لها، ولو بالتنسيق الظاهري مع وزارة التربية، الكل قال كلمته، جنباً إلى جنب مع وزارة التربية، ولن تستطيع الوقوف على الفرق بين الردّين.

نائب آخر لم يكتف بالرد، بل وصف الحملة بـ «الظالمة» و«ذات أهداف طائفية»، وكأن مواقف بعض السادة النواب لا تمت لا من قريب ولا من بعيد بالطائفية وأخواتها.

وزارة التربية شرعت في الرد على الحملة المستنكرة لإجراءاتها التي وجد كثيرون بأنها تعسفية وتستهدف، لم يخل من إنشاء، ولزوم الشيء، بمعنى هناك حملة نشطت من خلال الوسم وعلى الطرف المتهم أن يرد، ولا يهم طبيعة الرد ومنطقيته وعقلانيته.

محاولة طمس الحقائق، وتسخير الآلة الإعلامية لمواراتها وتغييبها، قد يكون له أثر مؤقت ولكنه لن يكون دائماً، لأنه ببساطة غير مقنع. كل ما فيه اعتداء على حقوق الناس مهما اختلف وتنوع ذلك الحق ومهما كانت مسمياته، لن يصمد أمام حقائق تتكرر. سياسة رد الهجوم بالهجوم، واتباع سياسة النفي لا يلغي الحقائق والممارسات تلك وغيرها، وليس ملف البعثات وحده الذي يأخذ هذا الوطن إلى مزيدٍ من الاحتقان ومحاولة التقسيم وتمزيق المجتمع، فكثيرون يعرفون «البير وغطاه»، حتى الذين ينكرون وجود «البير» أساساً.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4706 - الأحد 26 يوليو 2015م الموافق 10 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 8:06 ص

      قريبا مجزرة للسنة الرابعة في معهد البحرين

      قريبا سيكون الحديث عن قبول المتدربين في معهد البحرين

    • زائر 16 | 4:56 ص

      الى الزائر 10

      اترك عنك المثل الي يقول"خذ اسمك وسمني به" الغريب كل الغريب أن يكون حاصل ع نسبة 99.15 ومن الفئة الغير مغضوب عليها ولا تحصل ع الرغبة الاولى ...مستحيل

    • زائر 22 زائر 16 | 1:32 م

      زائر 16

      عيييب عيييب
      وزعوا البحرين فئتين
      هذا لي ماعندكم طائفيه
      اني معلمة
      ومدرسة ثانوية
      السنة المتفوقات لي بمدرستي ماحصلوا رغباتهم وش بتقول جدابه بعددد
      ومنهم مجنسين بعددد
      ترى فعلا
      ادا ماعندك واسطه بالديره
      تضيع
      #بسنا طائفية
      ارتقووووا

    • زائر 13 | 4:22 ص

      البعثات تجزر من 30 سنه كلام خطا

      كيف تجزر وهي تنشر في الصحف وتعلن على الملآ حرام تشويه سمعة المسؤولين السابقين وحدث العاقل بما يليق

    • زائر 21 زائر 13 | 1:29 م

      انا خريجة الثانوية 1994

      وياي بالجامعة وحده من عايلة .........
      معدلها حصلت بعثه وغيرها واااجد
      وانا ما حصلت مع أن معدلي ارفع منها 93 ليشششش؟؟
      لأن ماعندي واسطه
      المحسوبية موجوده من أيام الوزراء السابقين لا تشلخون وتهرون علينا

    • زائر 12 | 4:09 ص

      نواب الرواتب العاليه

      نامو يانواب ولا تفيقون ليهدأ الشعب لأنكم أنتم مصدر ازعاجه.

    • زائر 10 | 2:22 ص

      زائر

      بصراحة تامة انا من اهل السنة واحد القريبات حصلت على معدل 99.15 المسار الموحد علمي ورغبتها الأولى الطب ولم تحصل عليها ماهو رايكم طال عمركم اعتقد بعثات الطب خاصة والهندسة أصبحت كأنها قرض اسكاني بس هبة فيهبها.... كيف يشاء ويعطيها لأسماء عوائل معروفة ولتحقيق مصالح شخصية والله أعلم

    • زائر 20 زائر 10 | 1:28 م

      أما بنتي معدلها

      96.3 ومحصلة منحه :(
      وهذاني كل يوم بالوزارة
      مو بس الشيعه يا جماعه
      عيب عليكم
      لو لأن احنا مانتحجى
      عيب عليكم
      نفسكم طائفي
      الظلم على الكل
      هالديرة بدون واسطات ماتمشي

    • زائر 9 | 2:14 ص

      شكرا استاذة

      ان لم تستحي فافعل ماشئت ـ استاذتنا الفاضلة سيمر توزيع البعثات وسيقبل جميع الأهالي وأبنائهم بما تم من ظلم رغماً عنهم ـ الحقيقة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج لا لصراخ ولالعويل ـ ولكن الخصم هو الخصم وهو الحكم ـ شكرا لطرحك انه مجرد طرح وانتهى لديهم ـ المشتكى لله ـ ألف مبروووك تعب أولادنا وحصول سواهم على بعثاتهم.

    • زائر 8 | 2:04 ص

      نواب الحسره

      انا لم ارشح نائبا ابدا لحد الآن لأني اعرف هذا المجلس ليس قادرا على عمل شيئ لنفسه اساسا

    • زائر 7 | 1:57 ص

      كل ما أذكر شعارهم اضحك سخرية بصوتك تقدر

      صوتنا لا وجود له تماما وإنما صوت الحكومة ماشي من نواب الخيبة ما أقول الشره مهب عليهم على إللي وصلهم لها المنصب

    • زائر 5 | 12:58 ص

      مجزرة البعثات

      أطبقت فاها التربية وأبوابها ظلت مؤصدة ترنحت من ضربات المحرومين في البعثات لم تتمنطق بتصريح مقنع بل زادت الطين بلة، نحن نعيش لحظات تاريخية لظلم من نوع خاص وكارثة وطنية بامتياز

    • زائر 15 زائر 5 | 4:23 ص

      كل البلد لعبة

      كل البلد لعبة أتذكر كنت مرة في الإسكان انتظر شخص فهمت حديث بين موظف في الإسكان ومراجع.موظف الإسكان يقول للمراجعة انه محتاج لبعثة لابنه أو بنته لا أتذكر وكان الرد من المراجع الأمر بسيط بنفس ما تسونه انتم هني عندكم في الإسكان. أي بالواسطة.

    • زائر 4 | 12:54 ص

      مجازر سابقة

      ثلاثين عام و البعثات تعاني من مجازر كل صيف لماذا فقط تكلمتوا اليوم ؟

    • زائر 11 زائر 4 | 2:48 ص

      خطوة بسيطة في نشر اسماء المتفوقين ويعثاتهم تنهي الجدل الممل

      لانه لم تكن هناك شبهات في توزيع البعثات مثل ما يحصل الآن وكانت اسماء المتفوقين ونسبهم المئوية والبعثات التي حصلوا عليها تنشر بكل شفافية ولم نسمع عن اصحاب نسب مئوية عالية تظلموا من عدم حصولهم على البعثات التي يستحقونها الا نادرا

    • زائر 17 زائر 4 | 5:49 ص

      كذاب

      تكذبون وتصدقون روحكم
      عطنا مثال واحد انظلم من أخوتنا السنة في الثلاثين سنة اللي راحت

    • زائر 3 | 12:39 ص

      اووووووو

      انتم دايما ما تقولون النواب والنواب وكان يجب عليهم وكان يجب ....
      يا سيدتي هؤلاء النواب من طائفة واحدة ... والمظلومين من طائفة اخرى ... والظالم في توزيع البعثات من طائفة النواب ، فكيف سيستجيبون لكم ؟! هم لا يقفون حتى مع جماعتهم في وجه الحكومة ، فهل تريدونهم ان يقفوا مع جماعتك ؟!
      استغرب منكم حين تخاطبون هؤلاء وكانكم تترجون منهم شيئا ...
      هؤلاء النواب وجب محاكمتهم بعد ان يصبح النظام ديمقراطي

    • زائر 2 | 12:14 ص

      أبو علاء

      سود الله وجههم نواب الغفلة

    • زائر 1 | 9:56 م

      حاميها حراميها

      حاميها حراميها
      ليس بأمر غريب من ردة فعل النواب ال مو ...... مثل ما اسمتهم الشيخة مي.
      فالنواب وجودهم ليس للدفاع عن المواطن المغلوب على أمره. أهم شيء يستلمون (الهمجه) آخر الشهر والشعب بالطقاق.
      من أجل ذلك نجد 4000 معتقل بالسجون والعدد في ازدياد كل ذلك من أجل المطالبة بالحقوق بأنفسهم لأن البرلمان لم يغير من واقع المواطن البحريني الأصيل في شيء بل وجودهم سبب في عطل بالميزانية.
      هناك ظروف قاسية يعيشها البحريني الأصلي لكن لا أحد يسمع صوته. لا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل الله على كل ظالم.

اقرأ ايضاً