العدد 4713 - الأحد 02 أغسطس 2015م الموافق 17 شوال 1436هـ

صفعة عامل

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

ليس جديداً ما حدث، ولا يعتبر سراً تعامل بعض المواطنين مع أبناء الجاليات العاملة بشيء من التعالي باعتبارهم «الحيطة الهبيطة»، حتى أن بعض الأطفال اعتادوا على شتمهم بكثير من الألفاظ التي يسمعونها من أهاليهم.

الفيديو الذي انتشر قبل يومين ويظهر فيه شاب بحريني يصفع آسيوياً فيما يضحك المصور من الموقف، أثار حفيظة أصحاب الضمير من البحرينيين - وهم كثر - ممن لا يقبلون بإهانة أحد، فكان بمثابة صفعة للجميع، جعلت كثيرين منا يراجعون حساباتهم في طريقة تعاملهم مع أبناء الجاليات وخصوصاً الآسيوية منها.

كتب أحد الإعلاميين عبارة استوقفتني حول ردة فعله حين رأى عاملاً يبصق في الشارع وتساءل ما إذا كان سيفعل الشيء ذاته معه لو كان بحرينياً أم لا، هذه الوقفة مع النفس، وهذا التساؤل قد يكون سبباً في تغيير تصرفاتنا لو أننا سألنا أنفسنا السؤال ذاته: ماذا لو كان هذا العامل بحرينياً؟ والأقرب منه ماذا لو كنتُ أنا مكان هذا العامل، هل سأقبل بالتعامل معي بهذه الطريقة المجحفة؟

حين يقرر العامل المغترب السفر بحثاً عن لقمة عيشه، فهو يهرب من ظلم العوز، من بطش الجوع، ومن ألم الحاجة، وقلق الغد الذي لا يعرف منه سوى اسمه. يغترب راحلاً إلى مجهول آخر لا يملك عنه أي معرفة إلا خوفه من القادم الضبابي، وفي قلبه حزمة من أحلام بعالم أجمل له ولعائلته.

هذا العامل أياً كانت جنسيته وأياً كان مستواه الاجتماعي أو الاقتصادي أو توجهه الديني أو الايديولوجي يذهب للمجهول نفسه، وخصوصاً حين يكون بمستوى ضئيل من المعرفة والعلم وهو ما يفرضه عليه واقع بلاده وحياته الاجتماعية وموقعه الجغرافي، فإن كان ممن لم يتحصلوا على حقهم في التعلم زاد اضطهادهم في البلاد التي تستضيفهم ليحملهم المواطنون في تلك البلاد وزراً لا ذنب لهم به، تشي بأسبابه بشرتهم الداكنة أو طريقة لبسهم ولكنتهم.

وفي حين يسعى كثيرون إلى رفع مستوى الوعي والإحساس بهؤلاء العمال، وخصوصاً أولئك الذين تصهرهم شمسنا القاسية وهم يعملون برغم القوانين التي تعطيهم بعض الحق في عدم العمل في أوقات الظهيرة القاسية، من خلال تحشيد الجمهور كي يوفروا لهم ماءً بارداً وبعض طعام أو مبالغ بسيطة تعينهم على تحمل ألم الغربة وتعب الهجير، إلا أن هناك فئة لاتزال في غرورها وظلامها وعدم إحساسها بما يعانيه هؤلاء؛ إذ مازال بعضنا يرمي بأوساخه في الشارع أو يتعامل مع هؤلاء العمال بصفته السيد وهم العبيد، فيهينهم ويتباهى بما يفعل من غير أدنى إحساس بالخجل.

نتمنى أن يتذكر البحريني - كل بحريني - وهو يتعامل مع هؤلاء العمال ما يعرف عنه من تسامح وأخلاق رفيعة وما يذكره به جميع من تعاملوا مع أبناء البحرين، وكيف أن للبحريني مكانة خاصة لدى من يزور أرضنا أو من يتعرف إلينا في دول مختلفة باعتبارنا أصحاب قلب كبير وضمير لا يقبل الغفوة، وهو ما توصينا به تربيتنا وديننا وإنسانيتنا.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4713 - الأحد 02 أغسطس 2015م الموافق 17 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:35 ص

      محرقي

      مشكله بعض الاجانب مايحترم نفسه سالي ارباب العمل عن سوء اخلاقهم وبعض المواقف تحتاج لشده، مو كلهم مساكين نفس ماتتصورون

    • زائر 6 | 1:39 ص

      الضمير هو الحكم

      انعدام الضمير موجود في كل مجتمع فبعيداً عن آفة التجنيس هناك حالات متفرقة من الشعب الأصلي يقومون بهذا الفعل أو أكبر كلاً حسب تربيته ومثلما ذكرت الكاتبة فأكثر ما يحز في النفس هو تقليد الأطفال للكبار فأصبح بعض الصبية يلاحقهم ويتحرش بهم كما تلاحق القطط

    • زائر 5 | 1:17 ص

      احنا ما نعترض على انه يجب معاقبه اللي صفعه ولكن

      احنا كشعب بحريني بعطيش بعض الامثله لما يجي اسيوي ويمشي سيارته في اليسار واقل من سرعة الشارع ومو راضي يتباعد هذا شنو تبين تعاملينه ؟؟ لما يسد الطريق ويوقف وسط الشارع وكانه مو سيارته والناس صارت لهم زحمه بسببه شنو تبين يعاملونه ؟؟ لما ياخذ وظايف البحريني ؟؟ لما يبوقون ؟ لما ياخذ الخدامه ويهرب فيها ؟؟ شنو تبين يتصرف البحريني ؟؟ يقول الله يسامحه مثلا ؟؟

    • زائر 7 زائر 5 | 4:26 ص

      مهما فعل لايجب تبرير الجريمة

      هناك قنوات عديدة يمكنك اللجوء لها بدل العنف فالعنف يولد العنف المضاد فهذا الآسيوي يحق له أن يستنجد بأهل جنسيته للأخذ بثأره بدل ان يتبع القنوات الأخرى اذا بررنا صفعه

    • زائر 9 زائر 5 | 8:53 ص

      لا اعتقد

      لا اعتقد ان المبررات التي سقتها تستدعي القيام بالاعتداء عليه.هم يتصرفون في معطم الاحيان عن جهل..واما البحريني واقولها بصراحه عندما يقوم بهذه الحركات فانها من باب الغرور.وليست هناك مقارنه بينهما ابدا..

    • زائر 2 | 11:38 م

      نعم هكدا كلام.

      الاخت سوسن: هذا الكلام لو كان الظارب بحرينيا اصلى أما انه يكون بحرينيا من البحرينيين الجدد فهذا الكلام لا يفيد فهم جاءوا من اماكن لا يعرفها الا الله وعاداتهم وتقاليدهم تختلف عنا البحرينين الاصل والفصل .

    • زائر 1 | 10:37 م

      اهل البحرين

      المشهود لاهل البحرين بالطيبة والتسامح من قديم الزمن ولكن بعد دمجهم بكثير من الجاليات كثرة هذه الافعال وهاهم يعيشون الاسيويين بيننا في القرى ولا سمعنا في يوم ان احداً من ابناء الديره تلفظ بكلمات بذيئة ولا اعتقد الوصول بهذه الصوره لاهانت هذا الانسان اذاً اسالوا انفسكم من يكون المعتدي??????

اقرأ ايضاً