العدد 4721 - الإثنين 10 أغسطس 2015م الموافق 25 شوال 1436هـ

مرهون: انعدام «الحوار الجنسي» في العائلة يوقع الأبناء فرائس الاعتداء والتحرش

الخجل «سلاح المعتدي ضد الضحية»

محمد مرهون متحدثاً خلال الندوة
محمد مرهون متحدثاً خلال الندوة

قال المرشد الاجتماعي محمد مرهون: «إن انعدام الحوار في القضايا الجنسية بين أفراد العائلة، هو أحد أهم الأسباب التي توقع الأبناء فريسة للتحرش الجنسي»، معتبراً الخجل والسكوت عن هذه الاعتداءات «سلاحاً في يد المعتدي»، ومشدداً على ضرورة ملاحقة الجناة وإيقاع العقوبات بهم.

جاء ذلك خلال ندوة قدمها مرهون تحت عنوان «كيف أحمي ابني من التحرشات الجنسية»، وذلك يوم الأحد الماضي في جزيرة النبيه صالح.

الخوف المحرم

استهل مرهون الندوة بالإشارة إلى ظاهرة الحياء أو الخجل التي تحيط مثل هذه القضايا في مجتمعاتنا العربية المحافظة، منوهاً إلى أن «الحياء لم يكن من الناس فقط بل حتى منا نحن كمرشدين اجتماعيين، بحيث لم نبدأ في طرح هذه المواضيع إلا قبل عشر سنوات تقريباً على رغم أهميتها الكبيرة».

وذكر «عندما تحدثت في ندوة تحت هذا العنوان لأول مرة، كان الحضور كله نساء عدا رجل واحد. ولما بدأت الحديث شعرت بأن همساً شاع في القاعة بأن الحديث في مثل هذه الموضوعات نوع من المحظورات»، مستدركاً «لكن بعد الانتهاء من المحاضرة لم تتركني النساء من فرط التساؤلات حول الموضوع»، معتبراً أن الخجل من ذلك «سلاح في يد المعتدي»، ذلك أن المعتدي يشعر بأنه في مأمن، لذلك ينطلق المعتدي من طفل إلى آخر من دون توقف بسبب الخجل الذي يعتري المجتمع من فضح مثل هذه التصرفات.

وأوصى مرهون للأهالي «لا تستسلموا عند الاعتداء على طفلكم. يجب على المعتدي أن يأخذ جزاءه؛ فالصمت يشجع المعتدي».

حكاية من الواقع

وروى مرهون «في الإرشاد الاجتماعي ذات مرة جاءت لي حالة من أهل معتدٍ. كان طفلاً يبلغ 17 عاماً، ويعتدي على الأطفال باستمرار. سألته أخته ألا تشعر بالألم لهذا الطفل الذي تعتدي عليه؟ أجاب بلى أشعر بالألم، لكن لا أستطيع الوقوف أمام رغبتي الجنسية».

وأضاف «مرة من المرات ذهبت لأحاضر في إحدى المناطق، وكررت التوصية بأنه لا تتركوا المعتدي وأوصلوه حتى إلى مراكز الشرطة»، متابعاً «بعد أيام اتصلت بي أخت المعتدي نفسه، وقالت إن أخاها المعتدي زج به في السجن. فلما سألتها عن السبب قالت إن أحد الحضور في تلك الندوة التي ألقيتها فعلاً استجاب وشكا المعتدي إلى الشرطة فسجن وحكم عليه لاحقاً 3 سنوات».

وأكد «يجب ألا نشعر بالخجل لأن ابننا معتدى عليه. ابننا ضحية ويجب على المعتدي أن يشعر بالخوف والقلق لا المعتدى عليه».

أسئلة الطفل

وفصَّل مرهون في الحديث عن تعليمات قال إنها تشكل خط حماية للطفل من التحرشات أو الاعتداءات الجنسية. جاء في مقدمتها الحث على الإجابة المبسطة عن أسئلة الطفل التي عادةً ما نبتعد عن إشباع معرفته فيها لدواعي الخجل من الإيحاء بالجنسية، مشيراً إلى أنه من الضروري «الإجابة على أسئلة الطفل ولكن بقدره».

وقال: «عادةً ما نفاجأ من الصغار بسؤال نحار في الإجابة عليه، وهو: كيف أتيت إلى هذه الدنيا؟، لماذا أو كيف يحصل الحمل؟»، مردفاً «يجب الإجابة على هذه التساؤلات بشيء من التبسيط، وتجنب التعنيف أو الصد عن الإجابة، بالقول مثلاً إنك أتيت من بطن أمك، والحمل يحصل لمن يتزوج فقط».

أصناف البشر

وأفاد مرهون في الخطوة التالية، ينبغي إحاطة الطفل علماً بأصناف البشر الذين قد يصادفهم في المجتمع أو الحياة بصفة عامة، مبيِّناً «مع أنه يجب أن نطمئن الطفل بأن أغلب الناس من حولنا طيبون، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى شخصيات بعينها شاع عنها الانحراف وتحذيره منهم، لأن ذلك سيزرع نوعاً من العزوف التلقائي عن التعامل معهم»، مستدركاً «غير أن المشكلة في كيفية معرفة أؤلئك الذي يظهرون الجميل ويبطنون القبيح، وهذا ما يمكن أن نعالجه من خلال تعليم الطفل أنواع الممارسات المسموحة وغير المسموحة مع الآخرين».

اللمس والتقبيل

إلى ذلك، شدد المرشد الاجتماعي مرهون على ضرورة تنبيه الطفل في نهاية السنة الثانية من عمره إلى الأماكن التي لا ينبغي للآخرين لمسها، منوهاً إلى أن ذلك يسري على الأولاد والبنات، وقال: «نبهوا الطفل أن المنطقة الوسطى من جسمك لا ينبغي لأحد لمسها أبداً، وأن من يتحسسها أو يتعمد لمسها، عليك أن تبلغنا عنه».

وزاد «وكذلك الأمر ينطبق على موضوع القبل. ينبغي تنبيه الطفل إلى أنواع القبلات المسموحة، كالقبلات في العيد أو أثناء العودة من السفر، وتلك المحرمة التي يجب عليه أن يحذر منها سواء كانت من الأصدقاء أو المعلمين أو الأقارب. المهم أنه على الأهل إعطاء الطفل الخطوط الأولية التي يجب أن يتعامل وفقها».

صادقوا أبناءكم ولا تعنفوهم

وختم مرهون بقصة عرضت له، وحكى أنه ذات مرة في إحدى المدارس الإعدادية، وصلت إليه شكوى عن ولد قام بكشف أماكن العفة أمام 4 من زملائه. وعند تقصي السبب تبيَّن أن الولد وكان جميلاً قد تعرض للاعتداء من قبل مراهقين اثنين ولأكثر من مرة في منطقة سكناه.

عند تفحص السبب أكثر توضح أن المراهقين مسكوا الولد في خطأ معين عادي قام به بالقرية، وعندما أشعروه بأنهم سيبلغون والده رأوه قد امتلأ فزعاً ورعباً، ومن هنا بدأت قصة استغلاله، بأن ثمن إخفاء الأمر عن والدك هو أن تسمح لنا بالاعتداء عليك.

وتساءل «السؤال المهم، لماذا بدا على الولد كل هذا الخوف والرعب من والده، بالضرورة أن الوالد كان عنيفاً مع ابنه غير مصاحبٍ له لذلك جاءت هذه النتيجة»، موضحاً «من هنا تبرز أهمية الحوار في القضايا الجنسية مع الأبناء، وضرورة الأخذ بالرفق ومصاحبتهم لكي لا يخشوا من افتضاحهم أو يكتموا أسرارهم عنا، ومن ثم يقعون ضحية للاعتداءات الجنسية».

العدد 4721 - الإثنين 10 أغسطس 2015م الموافق 25 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:18 م

      يوجد أيضاً محاضرة للمدرب حسين إبراهيم

      يوجد محاضرة للمدرب حسين إبراهيم محاضرة شاملة فيها تفتصيل عن حماية الابناء والناحية القانونية (( كيف أحمي أبنائي من التحرش الجنسي ))

    • زائر 26 | 10:10 ص

      ما أسباب التحرش؟؟

      من أسباب التحرش صحبة الأشرار سييء الخلق ضعيفي الدين
      أشخاص حياتهم أكل ومرعى ويش بغير فيهم
      اذا الشخصما يعرف الله عدل عادي يواصل مناكره

    • زائر 23 | 5:57 ص

      كم رقم الاستاذ مرهون؟

      وشلون نتواصل وياه؟؟ ان عندي مشكلة تخص بنتي وابي مساعدته
      بنتي تعرضت للتحرش من سنة وسكتنا عن الموضوع لأنه ولد عمتها وللحين في قلبي غصة وما ادري شسوي

    • زائر 24 زائر 23 | 8:48 ص

      ا

      تواصلي وَيَا الجريدة يمكن عندهم رقمه

    • زائر 22 | 5:34 ص

      الحرمان المادي والمعنوي

      الحرمان المعنوي مثل حرمان البنت أو الولد من الحنان فيبحثون الحنان والعطف خارج المنزل. ويكونون اكثر عرضه للاستغلال الجنسي اما الحرمان المادي هو الاخطر لانه اكثر شي يقدر الشاذ جنسيا استغلاله فيقنع الطفل انه اذا تبي مثلا هالشي فيجب ان تعطيني هالشي فنصيحة لاتحرموا اطفالكم من اي شي وفروا لهم الحاجات المعنوية والماديه مثل الهدايا والحنان

    • زائر 21 | 3:25 ص

      للأسف الشديد

      في بعض الأهالي تتستر على مثل هذه الأمور التي يجب ان يأخذ كل ذي حق حقه ولكن الخوف من الفضيحة يجعل السكوت أفضل على الرغم من أن المعتدى عليه أو المتحرش به لن يشعر بالأمان وحتى في حياته الزوجيه في المستقبل سوف يكون ضعيف الشخصية لايشعر بالأمان وان علم الطرف الآخر بالموضوع ربما يستغل ذلك بتذكيره وتانيبه وربما حتى التجريح وجعلها نقطة ضعف كان الله في عون من حدث له أمر كهذا وابعدكم الله عن كل مكروه

    • زائر 20 | 3:12 ص

      أبو مرهون صرح تربوي

      زيدو من هالمواضيع خل الناس تتثقف، بدل المواضيع المكررة.

    • زائر 19 | 2:41 ص

      في ناس مرضى نفسيين

      في مرضى نفسيين يتصيدون في الأولاد وهذه القضية تحتاج لزيادة العقوبة الى عشر سنوات وأكثر والأهل لازم يربون أولادهم أن ما يعتدون على الناس

    • زائر 18 | 1:41 ص

      ولد الرفاع

      محمد كنت اتمني تتكلم عن ظاهرة البويات

    • زائر 17 | 1:40 ص

      نصيحة عبر الوسط اررسلها

      اي ولد واي بنت يتعرضون للتحرش عليكم بإخبار المقربين لكم اللي تحسون انهم يفهمونكم وقلبهم عليكم في ناس من اصحابكم ما راح ينصحونكم وهذلين يستفيدون منكم ويتمصلحون وانتون تشوفونهم زينين وهم بالحقيقة مستغلين الغير ويهددونهم؟؟ ذلين ما يتسمون ربع اصحاب
      ذلين ربع ابليس واصحابه وهذلين سينالون عقابهم بالدنيا والىخرة
      هذلين احزاب ابليس

    • زائر 16 | 1:20 ص

      انقذوا الابناء

      ة ودي تعرض لما كان صغير لتحرش جنسي وما اكتشفت إلا تالي لكن بعد ويه
      صار يماشي اولاد سوء يمارسون اللواط وما استبعد ابد يستغلون الصغار والحمد لله تاب ولدي وصار احسن وترك صحبة الشر واللي خلاه يواصل وياهم ما يهدهم انهم كانةا ماسكين عليه اشيتاء لكن شقول غيابي عنه ضيعه والولد بريء واللي حواليه ذئاب

    • زائر 15 | 1:15 ص

      ا ا. محمد مرهون

      الله يكثر من امثالك
      يا من تقرؤون كلامي بوبش تنصحون الاولاد اللي يمارسون الخطأ

    • زائر 14 | 12:57 ص

      نبغي تسوون محاضرات

      ي المدارس لاحماية مت النحرشات الجنسية
      تسوونها بداية السنة للطلبة الطالبات واولياء الامور مل على حدة
      صرتحة مآسي قاعدة تصير

    • زائر 12 | 12:31 ص

      شنقول حسبي الله على الفاعل

      نصيحتي لك ابني
      لما تتعرض لاي استغلال جنسي تعال يمه كلمني خبرني لا تخاف الصدمة الحمد لله ما قتلتني لكن عطتني فرصة اقدم الدعم واحميك

    • زائر 11 | 12:28 ص

      مرة شفت سيدة كبيرة

      هايمة تولول وحيرانه تبحث عن ولدها بينما كنت خارجة صباحا اشتري خضرة قلت لها تعالي يمه بوصلش إلا تشتكي ولدها شرد بالسيارة بدون علم ابوه والاب نايم وخايفة يقعد ويعفس الدنية انزين
      دخلت المنطقة داخل إلا سيارة بيها ولد هو السائق بوصف السيدة ومنزل ولد ثاني وماشي مةاصل مسيره جهة ما نزلت السيدة هذولا اولاد بهالعمر سمطلعنهم مبكر يتفرفرون من الاخير خل كلمن ينتبهلعياله

    • زائر 10 | 12:26 ص

      لاحول الله

      يعني كذا واحد اعتدى عليه بيوم ..هذي حفله ..

    • زائر 9 | 12:22 ص

      صراحة اللي يواصل الافعال المشينة

      لازم يجي يوم وينفضح امره
      اي المناكر اللي يفوم فيها يتكلم ببالكلام السيء ويتراسل صور ومقاطع فيديو استغفر الله ويتابعها ويشاهدها ويقول بتوب ويرجع للمنكر هالشخص هذا يمهله الله ولا يهمله حتى تقع المصيبة الكبرى بافتضاح امره ويش بسوي قدام اللي يعرفونه انه زين وطيب هالشخص مفكر بامه وابوه اخوانه وخةاته ما يستحي يطيح راسهم بالارض صدق الله لا يوفقه

    • زائر 8 | 12:17 ص

      بنتي تخبرني اهةال

      وتتخوف من المدرسة
      ايتها الامهات قعدوا مع بناتكم ووجهوهم وحذروهم ووعوهم خاصة الفئة البريئة اللي بحالها نوروهم بالاسلام وطهروهم من متابعة الافلام القذرة هالله هالله بالامانة يا اخةاتي واخواتي يا ىباء وامهات

    • زائر 5 | 11:37 م

      ا. المرهون

      نحن بامس الحاجة للتثقيف لحماية الابناء من المحرمين رحم الله والديك

    • زائر 4 | 11:02 م

      على الأهالي الانتباه لذوي القربى

      مثل الأخوال والأعمام وابناءهم كما يجب الانتباه لاهمية مراعاة الستر للبنات والأولاد والتاكيد على ان جسدي ملكي وليس ملك غيري

    • زائر 3 | 10:50 م

      جارنا

      في منطقتنا هناك مجموعه من الاولاد اعتدوا على جارهم وذلك من خلال استدراجه معهم الى البيت ثم قاموا بالاعتداء عليه بالتناوب

    • زائر 7 زائر 3 | 12:14 ص

      زائر 3

      وهناك اطفال بعمر 18 واكثر يجوبون الشوارع بالصباح الباكر وتحرشات ومواصلين اعمالهم المشينة لاطمئنانهم من العقاب
      خاطري اصبد واحد من هم وادوس بلطنة وارميه بتلجدار وبالسجن يندفن
      حسبي الله عليهم

    • زائر 2 | 10:43 م

      حوادث كثيره

      في قريتنا سابقا كان هناك طفل اخءه جاره الى منزله وهناك تناول الطفل واصدقاءه وهم مجموعه على هذا الطفل ..

    • زائر 1 | 10:37 م

      اخ لضحية

      لا يوجد قانون يحمي المغصبين والمتحرشين ، أخي رحمة الله عليه تعرض للأغتصاب عندما كان عمره 12 سنة .. وعندما اصبح عمره 14 وافته المنية بسبب حادث سير ... المهم .. أين تعتقدون المغتصب في هذه الأثناء .. قبل اسبوعين شفته .. رغم انه انسجن اسبوعين فقط .. والحمد لله .. .. وانتظر هالشخص لو بس يطالعني في الشارع.. بروح .. للحين منقهر قهر الدنيا كلها على اخويي .. اخوي في المقبرة وهو ...

    • زائر 6 زائر 1 | 12:10 ص

      الله بعينكم

      بس يا ابني اتركها بيد الله هو خير الحاكمين
      ولا تفجع احبتك برحيلك كفاية واحد
      نعم يا ابني اصعب ما نعانيه ...
      الله يرحم الفقيد ويصلح حال البلد

اقرأ ايضاً