العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ

للإعلام الاجتماعي... تربية وتثقيف

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

منذ ثلاث سنوات وأكثر، يعمل النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في مملكة البحرين على تكريس ثقافة الاستخدام الأمثل للإعلام الاجتماعي، وهذا هو الهدف الأكبر الذي نعمل لأجله في كل فعالية أو ندوة أو برنامج ننظمه.

إن التركيز على تدريب مختلف الشرائح، وخاصة الشباب، على أساسيات استخدام الإعلام الاجتماعي، وأدواته، وبناء الاستراتيجيات، وإنتاج المحتوى، وقياس الإداء وتقييمه، كل ذلك يكشف أمامهم الاستخدامات الإيجابية لمواقع الإعلام الاجتماعي، وكيف يمكن لهذه المواقع أن تقدم فائدة هائلة لمستخدميها في مجالات التعليم والإعلام والصحة وريادة الأعمال والترويج وغيرها.

كما أن رواية قصص نجاح في مجال الإعلام الاجتماعي، لشباب تمكنوا من إطلاق مشاريع خاصة بهم عبر تويتر أو إنستغرام مثلاً، والترويج لهذه القصص عبر مختلف الطرق، من شأنه تحفيز المستخدمين للسير على نهجهم، والاقتداء بهم، وأن تكون لهم أيضاً قصص النجاح الخاصة بهم.

أمر آخر من شأنه تعزيز ثقافة الاستخدام الأمثل للإعلام الاجتماعي، وهو إطلاق حملات متواصلة على مواقع الإعلام الاجتماعي، يتفاعل معها آلاف وربما ملايين المتابعين، وهي حملات خاصة بتعزيز مفاهيم الخير والعمل الجماعي وغيرها من المفاهيم الإيجابية في المجتمع البحريني.

إن مواقع الإعلام الاجتماعي، تويتر وفيسوك وإنستغرام وغيرها، هي مرحلة تعيش ذروتها الآن في مراحل التطور الحتمي للتقنية. سابقاً كان هناك التلغراف والهاتف والراديو والتلفزيون، والآن لدينا هذه المواقع، ولا أحد يدري إلى متى سيقودنا هذا التطور المتسارع في عملية الاتصال والتواصل بين البشر.

وطالما نتحدث عن البشر هنا، أي عن مستخدم يفترض أنه عاقل، ينشد السعادة والرفاهية من التقنية الحديثة، فهذا يعني أنه سيستخدم هذه المواقع استخداماً أمثل، في هذا الأثناء يقول لنا التاريخ إنه على الدوام كان هناك استخدام سيئ للتقنية، فنوبل، الذي اخترع البارود، قال إنه مادة مفيدة في شق الأنهار، وليس في قتل البشر، كما أن التلفاز يبث مواد أخلاقية وأخرى غير أخلاقية، وكذلك هي تطبيقات الهاتف الجوال.

لكن المسألة هنا هي أنه كلما تسارع التطور التقني تباطأت قدرتنا على ضبطه، وقوننته، فالعالم لم يعد قرية صغيرة فقط، بل أصبح ساحة مضيئة، الجميع يرى فيها ويراقب الجميع، هذا من جانب، ومن جانب آخر يستطيع أي شخص أن يختفي تحت قناع ما، أو عدة أقنعة أحياناً، ويخاطب الناس عبرها.

يمكن أن يسمي نفسه «بنت الصحراء، أو عاشق الأحلام، أو بديعاوي»، أو كل تلك الأسماء، ويجلس في مكان ما في دولة ما - ليس من الضرورة أن تكون بلده - ثم ينشر ويتواصل ويوجه ويحرض، ويصعب كثيراً كشفه ومحاكمته، وخاصة أن القوانين المحلية والدولية مازالت قاصرة عن التعاطي مع هذا النوع من الأفعال.

ولاشك أن تعامل الجهات الرقابية في البحرين مع القصص المتداولة عبر الإعلام الاجتماعي، مثل قصة ضرب العامل الآسيوي في مدينة حمد مؤخراً، والتطاول على بعض النواب، يؤكد أمرين مهمين، أولهما تنامي سطوة وأثر وسائل الإعلام الاجتماعي، وثانيهما كفاءة الجهات الرقابية وقدرتها على التعامل مع تلك القصص بسرعة وفاعلية.

إن فرض قوانين رادعة لحماية المجتمع من الاستخدام غير الأمثل لمواقع الإعلام الاجتماعي هو مطلب شعبي ملح، لأن «من أمن العقاب أساء الأدب»، لكن في الوقت ذاته يجب أن ننتبه إلى ضرورة الحرص على التربية قبل العقاب، والتثقيف قبل التخويف، فهذا أصلح للمجتمع، وأقل تكلفة.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:41 ص

      وماذا عن الناس…

      التي تحرق الجرائد وتسب وتلعن في طائفة معينة؟

اقرأ ايضاً