العدد 4735 - الإثنين 24 أغسطس 2015م الموافق 10 ذي القعدة 1436هـ

هل ننتظر كارثة أخرى؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل ننتظر كارثةً أخرى كتلك الكارثة التي لن تُمحى من تاريخ البحرين قبل 15 عاماً؟ أوتذكرون حادثة سقوط طائرة شركة طيران الخليج في البحر؟ أوتذكرون كم خسرنا يومها؟ خسرنا الكثير، الكثير جدّاً، ولكننا نتذكّر أيضاً كيف أنّها وحدّتنا، فلقد كان المشهد يومها عظيماً، وجامعاً.

ترجع بنا الذكريات إلى قبل 15 سنة، إذ سقطت الطائرة بتاريخ 24 أغسطس/ آب 2000، وكلّ منّا كانت لديه حكاية ذلك اليوم، فبعضنا كان في السوق والبعض الآخر في البيت أو في السيّارة أو في السينما. كنّا جميعاً مشغولين بحياتنا، حتى سمعنا الأخبار مساء، بعد المغرب تقريباً، أخبار فاجأتنا بسقوط طائرة في بحر البحرين!

لم نتوقّع آنذاك بأنّ الخبر صحيح، ولم تكن عندنا هواتف ذكّية كالتي نملكها اليوم، ولا زر يصوّر الحدث ولا شيء من كل هذا. كنا نعتمد على الرسائل الهاتفية والتلفزيون والمذياع، ونعلم بأنّ الهواتف ذلك اليوم لم تتوقّف، فكل كان يتّصل بأهله ليتأكّد بأنّهم بخير، ولكن لم يكن أحد بخير. فالجميع حزينٌ على ما حدث في الطائرة، والشوارع كانت مزدحمةً جدّاً، ولكن على غير العادة، فلقد كانت مزدحمةً بصمت مرعب، وكانت السيّارات تفسح المجال لسيّارات الإسعاف حتى تمر بسرعة ومن دون توقّف، ولا نعتقد بأنّ هناك سيّارة إسعاف واحدة لم تتحرّك ذلك اليوم.

وفي البيوت، كل واحد يكتشف بأنّ لديه أخاً أو أباً أو ابناً أو صديقاً أو عائلة كانوا على متن الطائرة، ولأنّ البحرين صغيرة، فكلّ كان لديه فقيد، وكلّ كان لديه فاجعة في بيته. لم يكن الموقف سهلاً أبداً، ولو استرجعنا الذكريات بعد 10 سنوات، لقلنا ما نقوله اليوم تماماً.

بعد الاطّلاع على الأخبار، عرف النّاس أسماء المتوفّين، بمن فيهم طاقم الطائرة، وبعض النّاس كان ينتشل الجثث الموجودة يمنة ويسرة، ولم نسمع أحداً يسأل إن كان هناك متوفّي سنّي أو شيعي أو يهودي، بل كان الجانب الإنساني فوق كلّ شيء، كيف لا ونحن بشر، في ظروف قاسية ننسى الأمور الثانوية ولا نتذكّر إلا الأمور الرئيسية.

بعد أيّام من الحادث، وبعد المؤتمر الصحافي، قامت القيادة العليا بزيارة أهالي الشهداء، ونحن نحسبهم كذلك، وقام جميع أهل البحرين بزيارتهم كذلك، ولم نجد أحداً يفرح أو يُهلّل لما حدث من موت عظيم حصد أرواح 143 إنساناً.

إنسان! لم يهتم أحد لطائفته أو لونه أو عرقه، الجميع اهتم بكيفية انتشال الجثث والتعاطف والمشاركة في هذه الكارثة التي شلّت البحرين بأسرها، بل الخليج بأسره، وما أجمل التعاضد في تلك اللحظة على رغم مرارتها وألمها، فلقد كانت لحظةً لا تُنسى.

هل ننتظر كارثةً أخرى حتّى نتذكّر أهمّية الوحدة الوطنية؟ فكارثة الطائرة المنكوبة تكفي، ولا نريد كوارث أخرى لتوحّدنا، بل نريد فرحة، ونحن عطاشى لهذه الفرحة التي ستجمعنا وتوحّدنا، ولا ندري إن كنّا سنشهدها عمّا قريب أم لا!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4735 - الإثنين 24 أغسطس 2015م الموافق 10 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 39 | 9:38 م

      رجعتينا سنين

      صار البعض يتلذذ بألم البعض.. صار البعض يشمت بالبعض.. ولكن قل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا وقريبا… احسنت أختي

    • زائر 34 | 9:31 ص

      سمعي عاد

      احنا سياسيا وعقائديا مختلفين مليون درجه ..لكن . كبحرينيين احنا كسنه وشيعه متفقين بمحبتنا وترابطنا الاجتماعي لبعض .. يعني ياكل تبن اللي يقول غير هالكلام .. وسلامتكم

    • زائر 36 زائر 34 | 12:10 م

      سياسيا كل شعوب العالم تتفق وتختلف هذا شئ عادي فما بالنا شعب البحرين الطيب

      أهم شئ نشترك جميعاً في جمعيات تقبل السني والشيعي وحتى المسيحي واليهودي كل الأطياف ونبعد عقاءدنا عن الديمقراطية وشعب البحرين بالوالفدين فيه أغلب الديانات والمذاهب وكلها محترمة من الشعب ونحنوا كذالك الوحدة الوطنية تتطلب الشراكة في كل شئ وبالاخص العمل السياسي هذا تجلب الخير للوطن ويحقق المطالب العادلة

    • زائر 31 | 6:37 ص

      سلمت يداك يا بنت الشروقي ..!

      في الحقيقة لا أعرف كيف أكتب هذه الكلمات.. ولكنَّ مقالكِ وعنوان مقالكِ كان تمامًا كما كان في بالي منذ فترة طويلة! غير أن المثال الذي كان يعتصر له قلبي ألمًا هو مأساة حرب الكويت.. هل ننتظر كارثةً أخرى كما في الكويت لكي تجمعنا وتوحدنا الآلام؟
      لا أحد يتمنى ذلك لبحريننا العزيزة، ولكن بعض أبناء بلدي لن ينحنوا ضد عنصرياتهم وكبريائهم الطائفية إلا أمام مصيبةٍ تجلّي لهم عظمة الوحدة الوطنية.. عندها فقط سيُثمن هؤلاء أخوتنا بعيدًا عن كل المحسوبيات !!

    • زائر 37 زائر 31 | 12:19 م

      نعم يالطيب عظمة الوحدة الوطنية لايعرفها المتعصبين مذهبين

      وأخطاء السلطة أي كانت لا تصلحها إلا وحدتنا لا تفرقتنا مذهبيا والكل أصبح يشاهد مستنقع الطائفية في المنطقة

    • زائر 29 | 5:42 ص

      من لا يريد الاصلاح لعب على وتر الطائفية

      من لا يريد الإصلاح لعب على وتر الطائفية ولعبها صح من خلال تحريض الطائفيين والمتمصلحين والمتسلقين لتفريق قلوب الناس وللأسف هناك فئة تصدق كل شيء يقول دون الرجوع لتأكد من الحقيقة والمصدر وهذا ما نعيشه الان منهم من هؤلاء

    • زائر 28 | 5:19 ص

      احم احم

      اوهووووووو ننتظر كوارث جاية

    • زائر 27 | 4:20 ص

      السنية

      زائر 8 محرقي ، مشكور على هذا الدعاء والله يكثر من امثالك ، حقيقة البحرين محتاجة لاشخاص مثلك ، يدعون بالخير ، وهذا ان دل فإنه يدل على نفسيتك النقية واحساسك الراقي .

    • زائر 23 | 2:56 ص

      كيف

      كيف يا اختى مريم نلم الشمل وكل جمعة يسب فى منابرهم الشيعة ويكفرونه
      وكل يوم فى مساجد السنه فى مدينة حمد بعد الصلاة يدعون علينا بالموت والنحر واذا ما اصدقين تعالي اليلة بعد صلاة العشاء دوار 3 واسمعى دعواتهم على الشيعة انهم مشبعين بالسموم وهاده غير الكتاب الماجورين يبثون سمومهم يوميا لاكن اشرى على الي اصدقهم المشتكى لله والله اخلصنا من الظلم

    • زائر 22 | 2:53 ص

      الوحدة الوطنية

      الشعب البحريني شعب طيب و لكن للأسف الجمعيات السياسية الطائفية دمرت المجتمع و قسمته كلها دون استثناء الحل هو إلغاء هذه الجمعيات الطائفية

    • زائر 25 زائر 22 | 4:07 ص

      نعم هذه الجمعيات هي التي قسمت البلد الى هذا سني وهذا شيعي

      والسلطة مشتركة بهذه الفتنة لسماحها بتكوينها والله البحرين لم تعرف هذا الفرقة أبدا ولا أحد يهمه معتقد الآخر المواطنة تجمع الكل في جميع مناحي الحياة من الدراسة والفركان وكل شئ

    • زائر 21 | 2:13 ص

      الكارثة هالمرة تهاوي الإقتصاد

      وقالوها تلعقلاء في البلد تعالوا نبني البلد بالساوى وتوزيع الثروة بالعدل لكن عمك أصمخ.

    • زائر 18 | 1:39 ص

      الفنان انور احمد كان له دور في التغطية الاعلامية ... ام محمود

      هذه الايام انتشر فيديو على الواتس اب يحكي مأساة سقوط طائرة طيران الخليج و الذكريات الأليمة و الفنان انور احمد يحكي ما جرى و انا ما عرفته تغير شكله كبر في العمر كان ايام الحادثة ما زال شابا مفعما بالحيوية كما ان الفيديو به مسؤولين من شركة الطيران و الصور من المؤتمر الصحفي و انتشال الضحايا من البحر ليلا و كان للبحارة دور كبير في الانقاذ و البعض اصابته حالة نفسية بسبب ان الضحايا كانوا اشلاء ممزقة
      كان الطيار اخ مدرسة معنا وذهبنا لمجلس العزاء كانت زوجة الطيار بريطانية محجبة مؤمنة وابناؤه صغار يلعبون

    • زائر 17 | 1:27 ص

      الاعمال

      لا يمكن للمواطن من فئة ب ان يعمل فالداخلية ولا في الخارجية ولا طبيب ولا في مرفق حيوي كبابكو والبا لانه خطير ولا في المالية ولا في الدفاع ولا في ديوان الخدمة المدنية اين السبيل قولو لي هل هده الشجاعة ان تسيطر على الاعمال بالقوة وتمكن الاجنبي منها وتحرم المواطن كيف لحياة بهدا الشكل ان تستمر

    • زائر 16 | 12:59 ص

      يا مريم الوضع كله ممل ومقرف

      حتى انتم يا معشر الكتاب الشرفاء واركز على الشرفاء ( لأن هناك من يمسك القلم ولكن بدون شرف ) حتى انتم مللتم الوضع ولولا انها مهنة وتدر الرزق لتركتم كل شيء لا اتحدث بأسمكم ولكن وضع البلد بهذه الصورة التي تكتم الأنفاس تجعلك تقرف وتكره كل شيء . كل يوم سجن واتهام وابواب الحلول موصدة والفاسدين طليقين والمحرضين في أعلى مراتب القرب من المسئولين ووو الوضع على بعضه ممل .

    • زائر 15 | 12:47 ص

      سلام الله عليك يا ابا الحسن (جزا الله النوائب كل خير)

      النوائب والمصائب والمحن هي محكّ للضمائر والنفوس ليظهر من منها الصادق ومن منها الكاذب .
      كما كانت حادثة الطائرة جاءت احداث 14 فبراير لتكشف لنا حقائق النفوس

    • زائر 14 | 12:42 ص

      الوحده قادمه

      الفقر والجوع سيوحد الشعوب فالقادم علي امتنا مخيف

    • زائر 12 | 12:19 ص

      حظر ابليس

      الان مع الاسف حظر ابليس ويسمونة دين وهدا الدين يشد الازر كلما ارتخى الانسان او صار عنده شي من اللين سندوه باية او روايه فسلام الله على المجتمعات الا ادا اراد ربك امر اخر

    • زائر 20 زائر 12 | 1:50 ص

      عنان

      يا أخي أنت ربما تقصد حضر وليس حظر التي تؤدي إلى عكس المعنى الذي تريده.
      حضر تعني أنه متواجد بينما كلمة حظر تعني المنع من التواجد.

    • زائر 11 | 12:06 ص

      هل ننتظر كارثة أخرى؟

      بارك الله بكي بنت الشروقي وفيتي وكفيتي بهذا المقال ولاكن :
      اخاف ان الوقت قد فات على الوحدة بين الاطياف بعد اللذي حصل ويحدث

    • زائر 8 | 10:42 م

      محرقي

      اللهم اجمع شملنا وألف بين قلوبنا و وحد صفوفنا نسألك يارب ان تخرج الفتنه من بيننا وتحفظ بلادنا من كل سوء يا مجيب استجب دعائناï»؟

    • زائر 7 | 10:27 م

      الفرحة التي نريدها هي بإطلاق سراح المعتقلين

      و بمعاملة الشعب بالعدل والمساواة

    • زائر 5 | 10:22 م

      نعم

      تفألو بالخير تجدوه انشاء الله

    • زائر 4 | 10:22 م

      لن نتوحد

      لن نتوحد الا بعد خراب البصرة اما من ينفخ في الكير فهو اول الهاربين

    • زائر 3 | 9:59 م

      الكاسر

      الحين كل واحد نفسي نفسي مافي رحمة الجار لا يتكلم مع جارة والصديق اختفي والأهل انسو
      وبقى كل شخص مهتم لنفسه بتأمين روحة فقط

    • زائر 2 | 9:55 م

      النفوس تغيرت

      النفوس تغيرت وكل واحد صار همه نفسه

    • زائر 1 | 9:49 م

      الشعب مل الفزعات

      الناس حاليا لا تسمع و لا ترى .. هذا هو الحال و ما حدث خلال هذا الشهر مثال واضح .. تفجير ستره الذي راح ضحيته رجال امن لم يجد صدى او فزة بل تم تداول الخبر ليوم واحد و سكت الناس عنه و كذلك الحال مع ابراهيم شريف .. بل ان حتى موضوع رفع الدعم لم يجد ذلك الصدى .. صعب ان يتوحدوا الان .. سيحتاجون للوقت الذي لن يجدوا فيه ما ياكلون .. اي بعد خراب البصرة

    • زائر 30 زائر 1 | 5:51 ص

      ما كان التفجير تفجيراً

      فقد كنا على مقربة من الموقع بل كان هناك تمثيل لتفجير ...

    • زائر 35 زائر 1 | 10:55 ص

      صح

      الناس اصبحت مخدرة لا تهتم. هل السبب كثرة الهموم؟

اقرأ ايضاً