العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ

مات معلّم العربي أيضاً!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في حادثة غريبة جدّا، يفارق معلّم للغة العربية الحياة، اثر جلطة أُصيب بها، في أوّل اسبوع دراسي في البحرين، ففي اسبوع توفّي معلّم للرياضيات ومعلّم للغة العربية، والله يحفظ معلّمينا من الموت الفجأة!

قصّة الموت الفجأة ليست الوحيدة في هذا الاسبوع أو في هذا الشهر، ففي الأشهر السابقة سمعنا عن عدّة أشخاص يتوفّون فجأة وهم يلعبون في الملاعب أو يمشون في الممشى، ولا ندري هل هي الحرارة المرتفعة أم أن الجو ملوّث، وان كان ملوّثا لا ندري بماذا ملوّث، ونعلم بأنّه في كل الحالات فانّ الموت قضاء وقدر من الله ولا أحد يعترض عليه، ولكن معرفة الأسباب لأخذ الاحتياطات واجبة، أليس كذلك؟!

نعلم بأنّ الحرارة كانت شديدة جدا هذه المرّة، ونعلم بأنّ الجو قد يكون ملوّثا من الحروب، ونعلم بأنّ البني آدم أصبح لا يتحمّل هموم الحياة ومشاقها، فضغط الحياة قد يؤدّي الى الموت الفجأة.

ولا ندري ان كان الأطبّاء يستطيعون معرفة ان كان للحرارة سبب في الموت أو تلوّث الجو أو غيره، ولكننا نعلم بأنّ هذا الأمر ليس طبيعيا، ويجب أن نكتشف الأسباب التي تؤدي اليه.

رحم الله معلّم اللغة العربية أحمد عبدالملك، وجعله الله في فسيح جنّاته، وأن يغفر له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر، وليصبّر الله أهله وذويه على هذا المصاب، فهو ومعلّم الرياضيات تركوا أهلهم من أجل العمل في البحرين، ولم يعلموا بأنّ الموت ينتظرهم عندنا!

هذا الموت يحصد الأرواح، ومن بعد كان الناس يموتون بالأمراض الوبائية أصبحوا يموتون فجأة، وفي يوم من الأيام كنّا نخاف من السرطان، فهو مرض ليس وبائي، ولكنّه قاتل، واليوم أصبحنا نخاف من موت الفجأة.

الدنيا لا تحتمل وضع همّها في قلوبنا، فهي تسير ولكننا نتضرّر من همومنا، فالهم لا ينتهي، ولكنّ الحياة تنتهي وتتوقّف عند من يحمل الهموم، وقد يقول قائل كيف أُزيل الهم وأينما أتّجه أجده أمامي! نستطيع ازالة الهم عبر الانشغال وعبر الصحبة الطيّبة، وعبر الرياضة، وللأسف هناك شريحة غير قليلة منّا لا تحب الرياضة ولا تفكّر فيها.

ورسالة أخيرة الى المعلّم، مات معلّم الرياضيات، ومات معلّم العربي أيضا، وأنت تجاهد اليوم في عملك، اشرب الماء، وحاول أن تبتعد عن أشعّة الشمس الضارّة، وخاصة وقت الظهيرة، فالصحة لا تُقدّر بثمن، ولا ينفع مال ولا ينفع أحد ان أصابك مكروه لا سمح الله، اعمل واجتهد ولكن في حدود المعقول، ففي النهاية لن تنال الاّ الرزق الذي كتبه الله لك. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4752 - الخميس 10 سبتمبر 2015م الموافق 26 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 1:43 ص

      البقاء لله

      البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون ..شكرا أستاذة مريم فقد تعودنا دائما منك مثل هذه الوقفات الإنسانية التي لا تفرقين فيها بين المواطن والأجنبي فالأجنبي في الأخير جاء لهذه البلد من أجل العمل ليفيد ويستفيد لا ليسرق خيرات البلد ..ربنا يرحمه ويدخله فسيح جناته

    • زائر 25 | 9:44 ص

      حقيقة

      كانت اجمل مهنة لدي قبل ما يزيد عن العشر سنوات
      الان أصبحت أقذر مهنة ولو تحين لي الفرصة لاستقلت منها

    • زائر 23 | 9:24 ص

      من القهر

      والله يا استاذة مريم إذا بقت وزارة التربية بهذة الصورة،أكد لك بإن المدير والفراش والحارس بعد بيتوفون

    • زائر 21 | 8:20 ص

      المعلم،،،

      كل الدنيا تتكالب هذا المعلم،،،،
      المعلم والوزارة والمدرسة،،حديث ذو شجون،،

    • زائر 14 | 4:18 ص

      المعلم

      المعلم الله يساعده الحر من جهة والإدارة تعطيه 20 حصة بالأسبوع والتلاميذ لا يستمعون له والوزارة موصية عليه لا يترخص لا يرتاح لا يمرض لا يغيب الله المستعان

    • زائر 11 | 3:40 ص

      رسالة إلى المعلّمين

      لقد وجدت لكم الكاتبة الوصفة السحرية إكسير الحياة ، اشربوا الماء ، هذه كلّ المسألة ، فالقضية شُحّ في المياه ، و كفى !!!!!!!!!!

    • زائر 15 زائر 11 | 4:26 ص

      إختي مريم أكثر الناس في غفلة عن زكرالله، ، الله الله المستعان. الله يرحم موتانا.

      تعليق

    • زائر 27 زائر 11 | 3:00 م

      زائر رقم (11) الماء جداً ضروري الى الأنسان .وجسم الأنسان يحتوي على 75% ماء

      قال الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء/30

    • زائر 10 | 3:17 ص

      ماشاء الله

      مقال جدا ممتاز و مفيد
      شكرا لك فلقد اثلجت صدورنا بمقالك الرائع الذي يمس المواطن البحريني

    • زائر 9 | 2:08 ص

      رحم الله والديش اختي مريم

      ما قصرتين الله لا يكدرش على حبيب.نصائحك مفيدة

    • زائر 6 | 1:22 ص

      مهام المعلم

      اصبحت مهام المعلم المناطة اليه لا تعد ولا تحصى مع عدم وجود موازنة ما بين مهام المعلم والمدة الزمنية للعمل لا من قبل الإدارات ولا من قبل الوزارة لذلك وجب التنبيه أن المعلم مهما زادت وتكالبت عليه المهام الوظيفية فهو غير مجبور على العمل في المنزل فهو كغيره من الموظفين لديه حياته الخاصة التي يريد أن يعيشها

    • زائر 5 | 11:33 م

      رفقا بالمعلمين

      قم للمعلم وفيه التبجيلا
      كاد المعلم ان يكون رسولا
      هكذا كان ينظر للمعلم سابقا اما الان قلت هذه النظرة بشكل كبير ليست فقط من بين الطلبة حتى اولياء الامور للاسف فالقلة منهم من ينظر لهذا الرجل بانه مربي وبانه يقدم خدمة جليلة لابنه
      اللهم تغمد روحي معلمينا واسكنهما فسيح جناتك والهم عائليتهما الصبر والسلوان

    • زائر 4 | 11:00 م

      صباح الخير

      الله يرحم المتوفين والأحياء عملوا حل إلى الطابور أن يكون في الصالة الرياضية المكيفه والحمدلله ولكن فترة الفسحة نصف ساعه والفسحة الثانيه ربع ساعة والجو حار حتى في الظل وفي الممرات ما العمل وتعال يا معلم اطلع مناوبة للمراقبة

    • زائر 17 زائر 4 | 5:35 ص

      مدينة حمد ث بنات

      ايوقفونا بالطابور الساحه الخلفيه كل يوم لحد مانخيس
      والله حرااام
      يابنت الحرز حراااااااااام
      ماتسوه علينا هالجودة لازم وحده اتطيح يعني
      البنات ميتين والمعلمات بعددد

    • زائر 3 | 11:00 م

      الأخت مريم

      أوصيكم بالصلاه في أوقاتها الخمس وقراه القرآن يوميا مو في رمضان والصدقه والزكاة عسي الله يرحمنا

    • زائر 2 | 10:42 م

      عفيه عليش

      لكن مانقدر
      مانشيل الهم
      والله

    • زائر 1 | 10:15 م

      أختي مريم وتلك الأيام نوداولها بين الناس

      وهموم الحكام أكثر من هموم الناس لكن همهم الأول مخابيهم معظمهم كذابون والصادق منهم هو الذي ليس لديه أرصدة في البنوك الخارجية وعايش على الكفاف.

    • زائر 26 زائر 1 | 9:46 ص

      في المدارس

      مساكين الطلاب في الصباح في الشمس والصفوف مقفله ويتم فتحها بعد قرع الجرس وفي الفسحه يخرج جميع الطلاب في الشمس أيضا وتقفل الصفوف واذا المدرسه لا يوجد فيها صاله رياضيه حصص الرياضه في الشمس هذا غير الدوام الطويل الذي يمل منه الطالب نشكي همنا الى الله

اقرأ ايضاً