العدد 4754 - السبت 12 سبتمبر 2015م الموافق 28 ذي القعدة 1436هـ

جمعية الرفق بالحيوانات... الأغنام حيوانات أيضاً!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل أشهر ونحن نتابع الجدل الدائر حول الكلاب الضالة، وما تلحقه من أضرار بحظائر الماشية في بعض مناطق البحرين، وتصدّي «جمعية الرفق بالحيوان» للدفاع عنها.

وفي أبريل/ نيسان 2015، عرض أحد الصبية مقطع فيديو قصيراً على الإنترنت، يظهر عملية إحراق قط، وهو عمل مرفوض بكل تأكيد. وتصدّت الجمعية للحادثة وشهّرت بالصبي وتوعّدت بإلقاء القبض عليه، وسرعان ما تحقّق لها ذلك. وبعد التحقيق معه، تبيّن أن القطّ قام بقتل عددٍ من الحمام كان يمتلكها، ولكن ذلك لم يشفع له بالخلاص من السجن، حيث حكم عليه لمدة شهرين في مايو التالي.

كان الأمر غريباً جداً، وقد أخذ منحى أكثر عجائبية مع تمادي الجمعية في مسلسل الدفاع عن الكلاب الضالة وطرحها حلولاً غير عملية لمعالجتها، ليصبح السكوت عن هذه المسألة مشاركة في استمرار هذه المهزلة التي يتابعها الرأي العام بكثير من الامتعاض.

لقد قام الزميل عبدالله حسن بزيارة ميدانية لحظائر المواشي، وعرض تقريراً في «الوسط» رصد فيه عدد هجمات الكلاب الضالة خلال عام، وما تكبده أصحابها من خسائر، بلغت أحياناً حد تصفير الحظائر من الماشية. فما بين أغسطس/ آب 2014 حتى أغسطس 2015، تعرضت 17 حظيرة في دمستان وكرزكان على سبيل المثال، إلى 22 هجوماً، وبعضها تعرّض لأكثر من هجوم، وقتلت هذه الكلاب 183 رأساً من الأغنام وجرحت 49 رأساً. وذكر بأن مجموع الخسائر بلغ 33 ألفاً و120 ديناراً. والأسوأ أن هذه الأرقام لا تشمل خسائر الدجاج والبط والأرانب، وكلها ثروة حيوانية يتكفل بإنتاجها مواطنون يسهمون بجهودهم في توفير جزء من الغذاء.

الأخبار السابقة، كانت تثير الاستغراب حقاً، سواءً هجمات الكلاب أو دفاع الجمعية عنها، وكانت تبدو أحياناً أقرب للسخرية. وكلما تمعنت في قراءة التقرير تزداد ملامح السخرية ظهوراً، فالجمعية اقترحت حلاً بتوفير أفخاخ لاصطياد الكلاب التي تدافع عنها، والأفخاخ كانت تنتظر مصادقة الوزير، والوزير لم يوقّع على توفير الميزانية التي لا تزيد عن 490 ديناراً! هذا بينما يبلغ بعض رؤوس الأغنام 500 دينار، يذهب عشراتٌ منها أحياناً في هجمة واحدة.

وحين تمعن في قراءة الموضوع، ستزداد استغراباً واندهاشاً، وخصوصاً حين تكتشف أن نشاط هذه الكلاب السائبة بدأ منذ العام 2006، ولم يتم وضع حدٍّ لها، كما قامت الجمعية بالدفاع عن هذه الكلاب الشرسة وتغطية «جرائمها»، بتقديم فلسفات خرافية أقرب لفلسفات النباتيين في الهند!

أحد مربّي الماشية المتضررين يقول إن «الأغنام التي تموت تكون أهون علينا من بعض الأغنام المصابة، لأن بعضها يفقد القدرة على الحركة بسبب إصابة أطرافها، ويضطر المالك لرعايتها وإطعامها»، بل إن إحدى الغنمات فقدت بصرها، ثم تأتي الجمعية لتدافع عن الكلاب المتوحشة، بدعوى الرفق بالحيوان، مع أن جميع ضحاياها من الحيوانات، ومن الحيوانات الأليفة المستأنَسَة تحديداً. فأي تناقض في هذه الرؤية الفوضوية المضطربة؟

التقرير يكشف لك أموراً أكثر؛ فهذه الكلاب «البريئة جداً» استخدمت في غاراتها أسلوب الحفر تحت أسوار الحظائر 15 مرة، واستخدمت أسلوب القفز فوق الأسوار 6 مرات. وفي تبريرها لذلك، ادعت الجمعية أن السبب هو الجوع، ولكنها لم تطرح حلاً عملياً ومعقولاً.

مربو المواشي اقترحوا إعادة العمل بالنظام القديم، حيث كانت وزارة الداخلية تتخلص منها بطرقها، وخصوصاً بعدما زادت أعداد الكلاب الضارية وأخذت الحظائر تتعرض لهجمات دائمة ومنظمة، وهو ما تعترف به الجمعية نفسها، إلا أنها لم تسهم بتقديم حلّ، كالبحث عن طرق تخلّص رحيمة منها، أو إيوائها في ملاجئ خاصة تتكفل الجمعية بتوفير ميزانيتها، وإنما طالبت بالقبض على الكلاب الضالة وإخصائها وإعادة إطلاقها في الشارع، وهو ما لن يحل المشكلة الأصلية: الجوع الذي يدفعها إلى قتل الأغنام.

هذه النظرية التي تشبه بعض الفلسفات الهندية المغرقة في المثالية، والتي ترفض قتل الحيّات والأفاعي والعقارب والحشرات الضارة، يرفضها مربّو الماشية، فهي كما قال أحدهم: «حيوانات ضارة لا فائدة منها، حتى عندما تقتل الأغنام فإنها لا تأكلها، وإنما تمزّقها بشكل بشع وتتركها وكأن ما تفعله فقط للتسلية».

لسنا مع البطش بالحيوان وتعذيبه بأي صورة كانت، ولكن «الرفق بالحيوان»، وفي هذه الحال الكلاب بحسب أعراف الجمعية المذكورة، يفترض أن يشمل أيضاً الأغنام والدجاج والبط والأرانب، فكلها حيوانات... وليست بشراً ولا جمادات!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4754 - السبت 12 سبتمبر 2015م الموافق 28 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 3:14 ص

      فقط في موطني !!

      يعني الحين هم فكروا في الكلاب الجوعانه ، ونسوا الاوادم الجوعانه ؟
      هجمات الكلاب هاذي تسببت بافلاس كثير من المواطنين وقطعت رزقهم ... هذولا الناس ما ليهم جمعيه ترفق بهم مثلا ؟
      اقول جوفوا حل للمهزله هاذي قبل لا يملون الكلاب من لحم الغنمان ويجي الدور على البني آدم

    • زائر 18 | 1:37 ص

      الشرها على اصحاب الحظائر ساكتين

      المفروض يطالبون هالجمعيه بتعويضات ماديه بمبلغ ورفع قضايا على الجمعيه وذلك لحمايتها الكلاب اللي تقتل الاغنام والحمام ,, .... .... ,, شقال الرفق بالحيوان والغنم مو حيوانات وين التعويضات

    • زائر 17 | 1:27 ص

      إشمعنى هالجمعية كلامها مسموع

      ماهي صلاحيات هذه الجمعية وكيف تقف أمامها كل الوزارات المعنية مكتوفة الأيدي فهي في النهاية مجرد جمعية وليست جهة تنفيذية .. الجمعية طالما مستميتة في دفاعها عنهم خل تأويهم وتفك الناس من شرهم. اعتقد ان الجمعية سوف تلوذ بالصمت لو هذه الكلاب آذت أغنام احد المتنفذين ..

    • زائر 14 | 1:08 ص

      والله من زمان اني اقول جذي

      ما يدافعون الا عن الكلاب والسنانير وما بيجوزون الا اذا حصلو عضة على خفيف منهم ...مساكين الغنم حرام عليهم ليش ما يدافعون عن حقوقهم يعني هم مو حيوانات ... بس لا يطلعون لينا فيها ويدافون عن حقوق الفأران او الصراصير لاني بمووووت

    • زائر 13 | 1:08 ص

      المطاعم والكلاب

      على الجهات المعنية التخلص من هذه الكلاب لأنه ومع أرتفاع أسعار اللحوم في المستقبل القريب ستصبح هذه الكلاب مصدر دخل للمطاعم (شوارما وغيره) ! أذا أن العمال الآسيويون الذين يعملون في المطاعم سوف يمسكون بالكلاب التي تنتشر في كل مكان (وصيدها سهل جدا)ويقدمونها للمشتري ! مثل ما صارت في مصر من قبل !

    • زائر 12 | 1:03 ص

      سيدنا الفاضل ما اشرت الى

      أنتقال هذة الكلاب من الهجوم على الماشية الى الهجوم على البشر ..... لا نريد أن نسمع أن شخصا أو طفل قد قتل من قبل الكلاب ....

    • زائر 11 | 1:01 ص

      الرفق بكل المخلوقات الا انسان البحرين

      القسوة والغلظة والشدّة مع الشعب البحريني لانه طالب بحقوقه

    • زائر 10 | 12:56 ص

      لكل خلق الله حقوق الّا الانسان البحراني فلا حقوق له

      الأوروبيون الامريكيون لديهم شعور واحساس مرهف للحيوانات والجماد والحشرات وكل المخلوقات الّا الانسان البحراني لا يرون له حقوق

    • زائر 9 | 12:54 ص

      جمعية الكلاب والقطط

      بس غيروا اسم الجمعية

    • زائر 8 | 12:51 ص

      اقتراح للجمعية الكلاب و السنانير

      أنها تكلف شخص بشراء اللحوم م السوق و توزيعه على المحتاجين من الكلاب ...الرأفة و الشفقة زين بين ليش تتلون الچلاب المساكين في لقمة عيشهم و انتون تقولون أنكم تحبونهم؟

    • زائر 6 | 12:39 ص

      المشكلة ان الحل مو حل

      يعني شنو افخاخ وبعدين اخصاء للكلاب وترد تهدهم، يعني لين تخصيهم بتسوي تكميم لمعدتهم وما راح يجوعون ولا ينهدون على الغنم والدجاج؟! بتضمن ما يتكاثرون بس وعددهم الحالي نحارس لين ما ينقرضون ويقرضون البهايم وياهم؟ جمعية الرفق خل تشتري ليهم الاكل وتتكفل بهم لين ما ينقرضون على الاقل.

    • زائر 15 زائر 6 | 1:13 ص

      مهزلة

      مهازل

    • زائر 19 زائر 6 | 2:23 ص

      شر البلية ما يضحك

      خوش فكرة تكميم المعدة خوك

    • زائر 5 | 11:09 م

      المتضرر المواطن مايخالف

      أنت شايف معاقبين سراق السواحل وفرضة والفشوت بس لين تكلم رجل سلم عن العدل والمساواة دخلوه السجن.

    • زائر 4 | 10:44 م

      الله يسددك

      شكراً جزيلاً كفيت ووفيت ما قصرت صح السانك، لكن ويش اقول في زمن الغرائب والعجائب، انقلبت العدة احلوس وانقلب المعرس عروس

    • زائر 3 | 10:23 م

      احسنت

      عند مهاجمة هذه الكلاب للناس سوف تحدث الكارثة عندها فقط سوف يتم التحرك

    • زائر 7 زائر 3 | 12:48 ص

      حصل و هاجمت اشخاصا

      و الحمد لله أن هجومهم لم يكتمل و نجا الشخص من الإصابة و كان للجمعية تعليق سمج بهذا الخصوص

    • زائر 2 | 10:21 م

      كما قامت الجمعية بالدفاع عن هذه الكلاب الشرسة وتغطية «جرائمها»، بتقديم فلسفات خرافية أقرب لفلسفات النباتيين في الهند!

      صدقني يا سيد باني رأيت منظراً مقرفاً لمجموعة من الفئران الكبيرة وهي تتلاعب في أحد شوارع الجفير وجاء في خاطري ان ارعصها بالسيارة وفي اخر لحظة تذكرت بأن هناك من سيصورني وسينتشر الفيديو وستكون ضجة وخصوصاً هذه الايام، وأنا لم أفكر ان ألوم وزارة الصحة قسم القوارض لأنهم ربما ممنوعين ومهددين من اصطيادهم او اذيتهم لاننا في المطالبات بحقوق الحيوان حتى ولو كان ضاراً، الم تسمع بالقط المدير؟ وبالمنظمات التي تطالب بإعطاء أحد القرود حقوقاً كاملة كحقوق الإنسان؟

    • زائر 1 | 9:54 م

      ام حسن

      اكيد لم تعلم جمعية الرفق بالكلاب !! بأن اللحم سوف يغلى ثمنه
      فمأذا انتم عاملون !!؟؟

اقرأ ايضاً