العدد 4759 - الخميس 17 سبتمبر 2015م الموافق 03 ذي الحجة 1436هـ

مشروع «لاعب دولي جامعي»

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

هناك وظائف معينة قد لا تكون ذات عائد مادي مناسب ولكن لها عوائد معنوية، يمكن أن يتحصل عليها من المجتمع، كعالم الدين أو الأستاذ أو الدكتور، واليوم لابد أن يكون لاعب الكرة واحداً من هؤلاء. الفائدة المعنوية لهذه الوظائف تأتي بمجرد امتهانها وشياع ذلك في المجتمع مع اختلاف مستوى ودرجة المردود، إلا أن ذلك يتطلب هيئة وهيبة وشكلاً معتدلاً يظهر به هؤلاء في المجتمع، كلبس وتصرفات وأمور أخرى.

الرياضي الذي يعرفه الجمهور ويشار إليه دائماً في المجتمع يكون أمام مسئولية كبيرة لإظهار شخصية مثالية أمام المعجبين والمتابعين العاديين، ومن بين الوجه الذي يؤثر على نظرة المجتمع للرياضي (قد تكون قاصرة ولكن هذا واقعنا) هو: أين يعمل؟ وما هي وظيفته؟

المجتمع العربي بشكل عام لا يتقبل أو لا يستسيغ أن يكون رياضياً بارزاً ومرموقاً يعمل كسائق حافلة أو كبائع أو كحارس أمن (على سبيل المثال لا الحصر)، بينما المجتمعات الأخرى لا تتوقف كثيراً عند هذه الأمور.

من أهم القضايا والتحديات لتي تواجه رياضتنا في الوقت الحالي هي أزمة بطالة اللاعبين الدوليين في مختلف الألعاب وهي متفاوتة واقعاً، هذه القضية قد لا تتطلب بذلاً مالياً كبيراً بقدر ما تتطلب بذلاً فكرياً لإيجاد الحلول اللازمة لمعالجتها مستقبلاً. أطرح فكرة مشروع «لاعب دولي جامعي»، وهي أن المجلس الأعلى للشباب والرياضة يتبنى مسألة تشجيع وتحفيز الرياضيين على الاهتمام بالدراسة، من أجل تغيير صورة الرياضة وتأثيرها على مستقبل الأولاد لدى أولياء الأمور، وخلق أجيال رياضية واعية وفاهمة وطموحة، والحد من قضية بطالة اللاعبين الدوليين. يجب أن يكون للرياضة دور رئيسي في تنمية الرياضيين منذ الصغر، بحيث أن تكون الرياضة حريصة بمستوى مقارب لأولياء الأمور على التحصيل الدراسي، وفي الوقت الذي تكون فيه داعمة معنوية مطلوباً منها أن تكون داعمة مادياً أيضاً، آمل أن يأتي يوم نرى فيه في منتخباتنا الوطنية الأستاذ والمهندس والدكتور والمحاسب والمحامي، فهذه القيمة الحقيقية للرياضة، وهذا من أهم الأدوار التي لابد أن تلعبها الرياضة، فالدول المتطورة تقوم على تطوير قدرات مواطنيها Capacity Building كما فعلت سنغافورة. أنا مؤمن بأن الرياضة بوابة لحل العديد من القضايا في المجتمع إن كانت اجتماعية أو سلوكية أو أمنية لأنها تستقطب كل الأجيال ومختلف الأعمار، ولابد من استغلالها الاستغلال الأمثل، فالمسألة لا تحتاج لبذل مالي كبير ولن يكلف شيئاً قياساً بما يمكن تحقيقه.

آخر السطور...

تحية لكل الرياضيين الجامعيين، وكل الرياضيين الذين تبوأوا مناصب عليا في أماكن عملهم، وأدعوا لتكريم هؤلاء لأنهم يستحقون التكريم بتغييرهم الصورة السوداء لممارسة الرياضة، ولكي يكونوا عبرة حسنة للآخرين من الصغار والشباب القادم.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 4759 - الخميس 17 سبتمبر 2015م الموافق 03 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:05 ص

      الغرب

      في الدول المتقدمة رياضيا لايتم اختيار اللاعب للمنتخب ما لم يكن جامعيا ذو فكر وثقافة وعلم وليس مثل الذي حاصل هنا عندنا للأسف حيث النسبة العظمة من لعب المنتخبات ثانوية عامة

    • زائر 1 | 12:28 ص

      أفكار جهنمية

      يابوجاسم من وين هالافكار الجهنمية ؟

اقرأ ايضاً