العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ

العيد فرحة...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

ككل الناس... فَرِحةٌ أنا بالعيد... وكثيراً ما أسمع الأشخاص الأكبر عمراً، العيد لم يعد كالسابق ولومهم بأننا لم نعد نحتفل به كما كانوا يحتفلون...

وأكثر من يردد عليّ هذه الكلمات هو والدي حفظه الله وأطال في عمره... ككل موضوعاتي السابقة أحاول أن أتحدث بطريقة علمية... وفي ردي على والدي كنت أحاول أن أكون كذلك...

لقد قلت له ببساطة (هل تدرك كم الأشخاص الذين يلجأون لي).... ما الرابط بين هذا وبين العيد... (العيد فرحة)... هكذا كان رده وأتوقع أن عدداً من القراء سيكون ردهم وتعليقهم كذلك حتى قبل أن يكملوا المقال...

الرابط بينهما بسيط جداً... فكثير منهم ليسوا مرضى بأمراض نفسية بالمعنى العلمي، بل مرهقون نفسياً... يحاولون التوافق النفسي بين جميع متطلبات حياتهم... الشخصية والعلمية والاجتماعية والصحية والأسرية، فرحتهم لم تعد كما كانت لأن ظروفهم تغيرت، فمع الالتزامات الأسرية للأبناء والضغوط المادية والسياسية لمجتمعنا، هل نتوقع منهم أن يفرحوا...

لا أدري إن كان تخصصي هو ما يجعلني أدقق في الكثير ممن حولي، فأرى التجهم في وجوه الناس وطريقة سيرهم المنحنية وكأن الهموم أمست تثقل كاهلهم والتوتر في العمل وعدم الشعور بالأمان والغضب في السياقة والمشاجرات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، حين ألاحظ كل هذا أفكر بتحليل كل ما أراه حولي بطريقة علمية، فحين نتكلم عن سيكولوجية السعادة والتي تعني من الناحية الانفعالية... الشعور باعتدال المزاج ومن الناحية المعرفية التأملية هي الشعور بالرضا والإشباع... وطمأنينة النفس... وتحقيق الذات... والشعور بالبهجة واللذة والاستمتاع وهو: الشعور بالرضا الشامل والذي من الممكن تقسيمه إلى الرضا عن جوانب معين. مثل: العمل، الزواج، الصحة، القدرات الذاتية، وتحقيق الذات، هل يتوافر كل هذا الرضا في هذه الجوانب في حياتنا اليومية مع كل ما نشعر به من ضغوط في مجتمعنا البحريني لنفرح كما كان يفرح آباؤنا بالعيد سابق، ولأذكركم هنا بأمر بسيط ومهم جداً هنا هي أن السعادة ليست نقيضة للتعاسة... بل هما بعيدان مستقلان عن بعضهما استقلالاً تاماً... وإن كان المرء لا يمكن أن يشعر بالسعادة والتعاسة في آنٍ واحد... وتأكد أيضاً أن الأفراد الذين يشعرون بشدة السعادة.. هم أنفسهم الذين يعيشون التعاسة بشدة أيضاً.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:52 ص

      السلام

      يبان ليي العيد هو العيد بس الحين الظروف غير، الشعب عنده مشكله، كأنه في شيء ناقص.

    • زائر 2 | 2:21 ص

      انتقاد

      العيد هو العيد ولكن البشر هم المتغييرون والانفس النظيفة تغييرت بحجة الانشغال التطورات الالكترونية قد فقدنا الثقة ببعض واصبحت المودة الاخوية مجاملات مادية وعملية واهداف مخالفة للروح الانسانية.

    • زائر 1 | 10:07 م

      يعطيك العافيه

      والله خوش تشخيص ورد واقعي على من يكرر مقولة العيد سابقاً افضل

    • زائر 3 زائر 1 | 3:50 ص

      فاطمة

      كلامك عسل عسل . من غازي مشيمع

اقرأ ايضاً