العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ

سيكولوجية خالد

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

أتى خالد لي بين خطوة مترددة وخطوة واثقة، وأكاد أجزم أن خطواته الواثقة نحوي هروب مما يعترية من تردد، فقد اختفى خالد منذ ما يقارب العام بعد أول لقاء بيننا...

محتار بين زوجة وأبناء وبين أخرى (يسميها حبيبته)... بينهما علاقة... حب.

طبيعة عملي دائما ما تجعلني لا أطلق المسميات أو الاحكام على أية علاقة إنسانية ولا على أشخاص. وخاصة فيما شاهدته من تعب وحيرة ما بين أحاسيس تعتريه والتزامات اجتماعية وأسرية يحاول خلق توازن فيما بينهما.

على رغم الفترة الطويلة بين أول لقاء بيننا فرغ فيه الكثير من المشاعر المكبوتة وبين لقائنا الثاني الذي يطلب فيه الحل لحيرته وجدتُّ التعب والتوتر يسيطران عليه. ولأذكر أمر هنا (لقد اعتدت على أن عدداً غير قليل من الاشخاص يأتون لزيارتي مرة واحدة ليفرغوا انفعالاتهم ولا يعودون إلا بعد فترة عندما تنهكهم المشاعر المتضاربة).

«أحبها، أرغب به، وأكرهها»، بهذه الكلمات وصف إحساسه نحوها، إن أكثر ما يحيره أحساسيه المتضاربة نحوها، وسألني لماذا؟

ولأجاوبه هنا على سؤاله وعلى عدد من القراء الذين سألوني السؤال نفسه، إن الفطرة الإنسانية مبنية في معظمها على ثلاثي الحب والجنس والعدوان، إلا أن الحب استطاع أن يهذب الجنس كفعل آلي بحت ويضيف إليه أبعاداً جمالية وروحية لا حصر لها في الممارسة العملية، متجاوزاً حدود الحاجة الفسيولوجية له كمصدر للإشباع المباشر أو للإنجاب.

يرتبط الحب بالجنس أشد الارتباط بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد أورثته الفطرة الإنسانية من أسلافها، ولعل في نماذج بعض الحيوانات ما يثير الاستغراب، فحينما يصيب بعض الطيور الهزال لحد الموت بسبب فقدان قرينه فإن هذا لا يمكن أن يعزى فقط إلى غريزة الجنس البسيطة التعقيد كفعل مباشر.

وفي علم النفس كما هي العادة نجد تصوراً للحب ذا مغزى خاص إذ يجري البحث عنه في عمق الشخصية الإنسانية، ويجري هنا تعريفه بأنه تطابق قناعاتنا ومخزون عقلنا اللاواعي مع مواصفات شخص معين نلتقي به صدفة.

وقد يكون هذا ما تفقده أو فقدته زوجته على مر السنوات، او ما يكون قد وجده في شريكته الجديدة، إن المشاعر الانسانية من اكثر المشاعر صعوبة في تحليلها ولهذا ففي غالبية الاحيان أطلب ممن يحضرون لى في مرحلة ما أن يخضعوا للعلاج الزواجي لحل مشكلاتهم الزواجية والتي تكون نتاجاً لمشاعر الحب والعدوان والجنس.

وقد يكون هذا ما تفقده أو فقدته زوجته على مر السنوات، او ما يكون قد وجده في شريكته الجديدة، إن المشاعر الانسانية من اكثر المشاعر صعوبة في تحليلها ولهذا ففي غالبية الاحيان أطلب ممن يحضرون لى في مرحلة ما أن يخضعوا للعلاج الزواجي لحل مشكلاتهم الزواجية والتي تكون نتاجاً لمشاعر الحب والعدوان والجنس.

# فاطمة _ السيكولجست: الحب كالحرب من السهل أن تشعلها ومن الصعب أن تخمدها... الحب سلطان لذلك فهو فوق القانون (سيمون دي بوفوار)

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:07 ص

      هذا أكثر مقال أعجبني للكاتبة

      يعجبني في المقال عدم إلقاء اليقينيات الوعظية الفوقية.. ونزوله/دخوله للنفس الانسانية ومحاولة الغوص فيها وتفهمها.. كم كنت أكره المتخصصين في الم النفس بصورة مدرسية.. وكم أحب من يتعامل مع هذا التخصص بروه ابداعية حقيقية.. إلى الأمام يا فاطمة.

اقرأ ايضاً