العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

هنيئاً للرباعية التونسية بجائزة «نوبل للسلام»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

جاء اختيار «لجنة نوبل للسلام» للقائمين على إنجاح الحوار الوطني التونسي لتسلم جائزتها للعام 2015 مفاجأة جميلة وسط ما نمرُّ به في المنطقة من تلاطم للأحداث. وكانت أربع مؤسسات قد رعت الحوار الوطني في تونس في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، وانتهى بإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية في ديسمبر/ كانون الأول 2014، فاز فيها الباجي قائد السبسي.

المؤسسات الأربع التي قادت عملية الحوار هي: الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين بتونس. ولقد تمكن هذا «الرباعي» من تأطير ورعاية الحوار بدعم من الرئاسات الثلاث (السابقة) في تونس آنذاك، وهم رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيسا الحكومة علي العريض ومهدي جمعة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر.

شرارة أحداث وثورات ما سُمِّيَ بـ «الربيع العربي» بدأت في تونس، ومن ثم انتشرت في العديد من البلدان العربية، وفي الوقت الذي انتهى الربيع العربي وتحوَّل في بلدان عدة إلى خريف طائفي أو تمزيق وطني، فإنّ تونس استطاعت الخروج بـ «حل سياسي» قائم على الحوار والتوافق والتراضي بين أطراف المجتمع الرئيسية، وبرعاية مباشرة من القائمين على شأن الدولة.

التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ ليس أمراً هيِّناً، وهو العلامة الفارقة بين المجتمعات التي تتمكن من الحفاظ على نفسها، وبين المجتمعات التي تستهلك إمكاناتها في التطاحن والتشاحن والتمزُّق.

إن الحياة من طبيعتها الاختلاف، والاختلاف قد تتصاعد حدّته لأيِّ سبب من الأسباب، وعليه فإنّ المجتمعات لديها خياران لتسوية الخلافات؛ فهناك خيار الحسم عبر القوة، وفي هذه الحال سيكون هناك غالب (رابح) ومغلوب (خاسر)، وعواقب هذا الحل - فيما لو تحقق - هي اهتزاز الاستقرار ومقومات التماسك المجتمعي على المدى البعيد، إضافة إلى خسران فرص التنمية. أمّا الخيار الآخر فيأتي عبر الحل السياسي، وهذا يتطلب الحوار والتفاوض والتوافق والتنازل والتراضي، والخروج بمعادلة تجمع مختلف الأطراف تحت مظلة الوطن الواحد من دون كراهية، ومن دون تنابز بالألقاب وتشاحن وانزلاق نحو التخلف... وهذا ما سعت إليه «الرباعية التونسية»، فهنيئاً لها جائزة نوبل للسلام.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:11 ص

      كلمات مستر اوباما ووزير خارجيته مستر كيري بهذه المناسبة ... ام محمود

      قال اوباما : ان مكافأة اليوم هي ايضا تكريم المثابرة و شجاعة الشعب التونسي الذي توحد في روح من الوحدة و التوافق و التسامح في مواجهة الاغتيالات السياسية و الهجمات الارهابية .
      و قال جون كيري : ان ما انجزه رباعي الحوار التونسي هو مصدر الهام و مثال مشع لكافة المجتمعات الباحثة عن انجاح عملية انتقالية توافقية من الدكتاتورية الى الديمقراطية.
      و قالت رئيسة اللجنة كاسي كولمان فايف في اوسلو : ان الرباعي التونسي منح الجائزة لمساهمته الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في العام 2011 .

    • زائر 8 | 6:38 ص

      الديلي تلغراف و تقرير بعنوان السلام الصعب في تونس ....ام محمود

      كتبت الصحيفة إن الاختيار هذا العام قد يكون صائبا رغم أن الاسماء مغمورة، فتونس على خط المواجهة في الحرب على التطرف، وكانت هي البلد الأول الذي انتفض على الدكتاتور خلال ما عرف بالربيع العربي.
      وهي الدولة الوحيدة التي تم فيها تسليم السلطة دون إراقة دماء بعد انتخابات حرة ونزيهة.
      ولكن ديلي تلغراف تقول إن هذا لا يعني أن الأمور في تونس على ما يرام، فهي من ناحية نقطة أمل في المنطقة، ولكنها من ناحية أخرى الدولة التي "صدرت" أكبر عدد من المقاتلين لتنظيم "الدولة الإسلامية"، حسب تقديرات الخبراء

    • زائر 7 | 4:01 ص

      الحل السياسي و الحوار والخروج من الازمات كان صعب في بعض الدول بسبب الطائفية .... ام محمود

      تونس لا تعاني من الطائفية و لا الكراهية و لا الحقد و ازدراء المذاهب و لم تستخدم العنف بشكل مبالغ فيه ووجود الرئيس المتعقل و المثقفين و الحكماء استطاعوا التوصل الى الحل السياسي و الحصول على جائزة نوبل لنجاحهم الكبير في هذا الجانب مع ان شرارة الثورات بدأت من عندهم و من استشهاد البوعزيزي او حرق نفسه بسبب عمله في بيع الخضار و هو الجامعي و ضرب الشرطية له بشكل ظالم .. هناك دول سقطت و تدمرت بالكامل بسبب تعاون كل الدول عليها لتمزيقها . هناك زلزال او حرب كبيرة ستقع على الأراضي السورية ستؤثر على المنطقة

    • زائر 6 | 3:37 ص

      هناك دول نجحت أو نجت من تداعيات الربيع العربي و دول انزلقت و تدمرت ........ ام محمود

      الربيع العربي أصاب دول عربية في الصميم منها تونس -مصر- ليبيا-سوريا- البحرين- اليمن ... بعض هذه الدول نجحت من الآثار السلبية بعد التدخل في الثورات العربية و حرف أهدافها و استهدافها من الدول الكبرى لأحداث القلاقل و الفتن و كان التدخل الأمني العنيف و القتل العشوائي صادم لجميع العالم و ما زلنا بعد 4 سنوات نعاني من الفتنة الكبرى في سوريا و تأثيرها على المنطقة بأكملها و بعد دخول مئات الالاف من الإرهابيين الى العراق و سوريا نحن على مفترق طرق الان بعد تدخل روسيا و بعد الاحداث في فلسطين و سقوط 15 شهيد

    • زائر 4 | 2:25 ص

      الف مبروك للاتحاد العام التونسي للشغل

      وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام للشغل الذي رعى الحوار بين الفرقاء الإسلاميين والعلمانيين في تونس لرويترز: «هذه رسالة أمل للمنطقة بأن الحوار يمكن أن يؤدي للطريق الصحيح، وهو رسالة بأن التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح».
      وأضاف «بالحوار الذي أطلقناه وأخذ وقتا طويلا وصل الفرقاء من إسلاميين وعلمانيين إلى توافق وهذا ما نأمل أن نراه أيضا في منطقتنا وأنا فخور ومنبهر».

    • زائر 3 | 12:42 ص

      المقارنه صعبه

      التوانسه ناس عقلاء مثقفين يعرفون معاني عده ،مثل معنى الديمقراطيه ومعنى حقوق الإنسان ومعنى القضاء المستقل ومعنى إحتراف الرياضه ومعنى الإعلام الحقيقي الشفاف ووووو وبل نحن و ومحيطنا دعاة فز...تخلف حتى النخاع.

    • زائر 2 | 11:35 م

      متى يخين دورنا؟

      هنيئاً لشعب تونس.

    • زائر 1 | 10:36 م

      تونس

      هنيئاً لتونس

    • زائر 5 زائر 1 | 2:29 ص

      هنيئا

      هنيئا للاتحاد العام التونسي للشغل القطب الرئيسي في مجموعة الاربع التي قادت الحوار في تونس و حصولهم على جائزة نوبل للسلام 2015

اقرأ ايضاً