العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

اللحم واللُّحمة الوطنية

عصمت الموسوي

كاتبة بحرينية

أما وقد دخلنا مرحلة رفع الدعم عن اللحوم وقريباً بعض السلع الغذائية والمشتقات النفطية والخدمات وقرب ولوج مرحلة الضرائب، وذلك لمواجهة العجوزات المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، فجدير بنا التشارك في صنع القرارات الاقتصادية المتصلة بحياتنا المعيشية، وهو ما لن يتحقق إذا انفردت الحكومة بالقرار وعملت على سنّ القرارات المفاجئة من دون توطئة أو اتخاذ كل أسباب الاحتياطات لتلافي المنزلقات.

أولاً- منح التعويض الصحيح السليم المقنع، وأي تعويض لا يحقق العدالة فكأنه لم يكن، لذلك تجب إعادة النظر في هذه المبالغ الهزيلة جدّاً والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وتحديد مستحقيها ودعم رواتبهم توخياً للعدالة التي يقول بها الدستور، والإيفاء بالتزاماتها وواجباتها تجاه مواطنيها، «حيث العدل أساس الملك»، «والاقتصاد الوطني أساسه العدالة الاجتماعية، وتحقيق الضمان الاجتماعي اللازم للمواطنين في حالة الشيخوخة أوالمرض أو العجز عن العمل أو اليتم أو الترمل أو البطالة، كما تؤمّن لهم خدمات التأمين الاجتماعي والرعاية الصحية وتعمل على وقايتهم من براثن الجهل والخوف والفاقة» وحتى في حالة سن الضرائب يقول الدستور «باعفاء الدخول الصغيرة من الضرائب بما يكفل عدم المساس بالحد الأدنى اللازم للمعيشة».

ثانياً - تحرير سوق اللحم ومنع كل أشكال الاحتكار.

ثالثاً - توفير البدائل واعادة تأهيل البحر ومكافحة كل اشكال التدمير والتلوث وإجبار المطورين على التعويضات المجزية الناجمة عن تدمير البيئة البحرية والسعي إلى استعادة مجد الثروة السمكية.

رابعاً - مراجعة خط الفقر للعائلة البحرينية وانتشال العائلات المعوزة؛ كي لا تتسبب في مزيد من المشاكل الاجتماعية للعائلة وللأطفال.

خامساً - مكافحة كل أوجه الفساد والهدر المالي والبذخي والمظهري، والذهاب الى كل اوجه الانفاق العالي والرواتب المتضخمة في الحكومة أو الشركات التي تتناصف الحكومة ملكيتها، وكذلك أولئك الذين يتقاضون المخصصات العالية من أكثر من جهة.

سادساً - إعادة الاعتبار لتقارير ديوان الرقابة المالية وتفعيل توصياتها، واستعادة الأموال المتلاعب بها، ومحاسبة المفسدين، والتبليغ عن كل وجوه الفساد.

سابعاً - تفعيل توصيات تقرير أملاك الدولة البرلماني واستعادة الأراضي المنهوبة.

ثامناً - التفاعل الايجابي مع الحوارات المتعلقة بأنماط اقتصادنا ومواردنا المالية واولوياتنا المقبلة، وتوفير متحدثين رسميين متخصصين يشاركون في منتديات الجمعيات السياسية ويقومون بالإجابة على اسئلة الناس واستفساراتهم.

إن مؤسسات المجتمع المدني تعمل في العلن، وهي تجمعات قانونية ومرخصة، فلماذا هذا الاستمرار في التباعد بين الطرفين في وقت نحن في أمسّ الحاجة فيه الى اقامة جسور من التفاهم والتعاون والحوار؛ لتبديد الشكوك والتكهنات والمعلومات المضللة.

تمكين مجلس النواب وعدم الاستهانة به، وإضعاف صورته ومكانته امام الناخبين، وهناك قوانين تعاقب من يستهين بالمجلس ونوابه بينما بوغت المجلس باستفراد الحكومة بقرار رفع الدعم عن اللحوم وجرى القفز عليه بل وتهميشه وهو الذي رفع الصوت عاليًا مطالبًا بعدم المساس بمكتسبات المواطن حتى شاع بين الناس من طالب بالغائه وتوفير الأموال التي تنفق عليه لقطاعات أهم، ولأنه لم يعد قادرا على فعل اي شيء.

تاسعاً - يتضامن الشعب مع الأهداف الرامية الى الحكومة المصغرة أو الحكومة الاقتصادية الرشيقة اذا توخت العدل والحكم الرشيد والنهج الديمقراطي واشركت الجماهير في خططها وبرامجها والتزمت نهج الشفافية والمصارحة والمحاسبة والمساءلة.

عاشراً - إن أزمة رفع الدعم عن اللحوم على رغم كل سلبياتها قد حققت نوعا من التضامن والتشارك والالتحام بين الشعب المنقسم على نفسه بسبب الأزمة السياسية، وها هو اللحم يعيد اللحمة الوطنية التي مزقتها أحداث 2011 ويذكر أنَّ جزءاً كبيراً من هذه الأزمة ذو أبعاد اقتصادية، وأن معالجة الملف الاقتصادي لا تنجح وحدها دون معالجة الملف السياسي.

إقرأ أيضا لـ "عصمت الموسوي"

العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:49 ص

      توصيات جديرة بتطبيقها

      كلام سليم أشرِكوا الشعب في القرارات المصيرية

    • زائر 5 | 12:55 ص

      اللحم اعاد اللحمة الوطنية

      لانه لايوجد في هذا الامر تعمم على الكل و لم تعطى امتيازات لفئة دون اخرى

    • زائر 4 | 12:43 ص

      الآن وقد احسّوا بحرارة الموس

      مواقف البعض متأخرّة جدا جدا وجاءت بعد خيبة الأمل والخذلان

    • زائر 3 | 12:20 ص

      ان حدث فمجبرا اخاك لا بطل

      لا اعتقد ان المسؤولين سيستجيبون لنداء العاقلين امثالك، لكن ان فعلو فمجبرا أخاك لا بطل بسبب الأزمة الاقتصادية، لكن سترجع حليمة لعادتها القديمة بعد انتهاء الأزمة لعدم وجود قناعة.

    • زائر 2 | 11:22 م

      دائمًا متألقة

      أول شيء اهنيش على الاستايل الجديد فانتي دائما متألقة و جميلة جدآ. ثانيا مقال يدل على خبرة واسعة بالامور و شامل جميع القضايا. و اخيرا الواحد يستبشر لما يفتح الجريدة ويشوف صورتش الحلوة.

    • زائر 1 | 11:11 م

      ولماذا قوت المواطن أولوية في القطع

      ألا توجد مصاريف اخرى يمكن البدء به؟
      اين الابواب الكبيرة في الميزانية عن التقشف؟
      لماذا هناك ابواب يمنع مناقشتها ؟

اقرأ ايضاً