العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ

العاهل في افتتاح البرلمان: 17 ديسمبر مناسبة للاحتفاء بشهداء البحرين

جلالة الملك يلقي كلمته السامية
جلالة الملك يلقي كلمته السامية

قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في خطابه السامي الذي ألقاه أمس الأحد (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى، إنه استذكاراً لشهدائنا البررة الذين ستبقى أسماؤهم وتضحياتهم علامة خالدة ومضيئة في تاريخ البحرين فقد تقرر أن يكون اليوم السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، الذي يصادف يوم عيد جلوس جلالته مناسبة احتفاء وتكريم للشهداء تقديراً واعتزازاً لما قدموه لوطنهم وأمتهم من تضحية وفداء وتخليداً لذكراهم العطرة على مر تاريخ المملكة.

وأمر جلالته انطلاقاً من التقدير والامتنان لما قامت به قوة دفاع البحرين والحرس الوطني منذ تأسيسهما من واجبات عسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة خارج البلاد، وما قامت به وزارة الداخلية من حملات إنسانية، بأن توثق هذه المهام والمشاركات وأن تُدرّس لأبنائنا والأجيال القادمة ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم.

وقال جلالته «كما وجهنا الوزارة إلى ضرورة أن تُكثّف جهودها التعليمية والتربوية في تطوير ومتابعة مضمون المناهج الدراسية التي تعزز الولاء والانتماء الوطني، وتُثبّت قيم التسامح والاعتدال، والتأكد من حسن تطبيقها، مع أهمية العمل على اتخاذ أية إجراءات لازمة تجاه ما يحول دون ذلك».


العاهل في افتتاح البرلمان: البحرين ماضية لتحقيق المزيد من الإصلاح وتعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص

المنامة - بنا

قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «رغم كل التحديات، فإن مملكة البحرين ماضية لتحقيق المزيد من الإصلاح وتعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص»، مشيراً إلى أن هذه هي المبادئ التي يعمل من أجلها مشروع الإصلاح والتحديث الوطني، وهي مسئولية مشتركة تستدعي مواصلة العمل الجاد في إطار متوازن من التعاون المثمر بين السلطات، ولتحقيق أقصى درجات الاستقرار والرخاء لهذا الوطن وأبنائه من رجاله ونسائه.

جاء ذلك في الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته عصر أمس الأحد (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى.

وفيما يلي نص الخطاب السامي بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

على بركة الله وبعونه وتوفيقه نفتتح أعمال دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، لنعرب عن تقديرنا واعتزازنا بالمساعي والجهود الطيبة للسلطة التشريعية وهي تمارس مسئولياتها وواجباتها الدستورية بكل اقتدار، وتحرص على مزاولة دورها الرقابي والتشريعي من منطلق التزامها الدستوري الأصيل بخدمة الوطن والمواطنين، وتعزيز مفاهيم الديمقراطية النابعة من ثقافتنا وقيمنا الوطنية العريقة، والتي سطرها ميثاقنا الوطني المجيد.

الحضور الكريم...

تمر المنطقة بتطورات سياسية متسارعة، وأوضاع اقتصادية استثنائية، الأمر الذي استدعى منا التوجيه بدمج بعض الوزارات والهيئات الحكومية، لدعم الميزانية العامة ومعالجة الوضع الاقتصادي في البلاد، للتخفيف من الأعباء المالية التي تتحملها الدولة، دون التقليل أو المساس بالخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن، الذي هو موضع اهتمامنا على الدوام والثروة الحقيقية للوطن.

وبالرغم من كل الظروف، فإن عملنا الوطني المشترك وبرامجنا التنموية ستنمو وتتواصل، بإذن الله تعالى، في كافة القطاعات التي تخدم الوطن والمواطن، ونخص منها مشاريع البنى التحتية والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخدمات الحيوية.

ويسرنا في هذا السياق أن نتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي، العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، الذي حقق الكثير من المكتسبات والإنجازات على المستوى الوطني والدولي، والتي هي مبعث فخر واعتزاز للوطن والمواطنين، ولولي عهدنا صاحب السمو الملكي، الابن البار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على سعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها، من خلال التواصل مع كافة فئات المجتمع والوقوف على ما يجب أن تقدمه الدولة من خدمات تلبي احتياجات المواطنين وتطلعاتهم.

وإننا جميعا ننظر اليوم إلى المستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه، المستقبل الذي نريده لنا ولأجيالنا القادمة من واقع ما نختاره نحن لأنفسنا، وليس ما يريده لنا الآخرون، وربما يسعون لفرضه علينا من خلال الإرهاب والإجرام. فقد كان لنا من التجارب والتحديات خلال السنوات الماضية ما ألهمنا كيفية التعامل الحصيف مع ما يحاك ضدنا جميعاً من مؤامرات، استطعنا، وبعون الله، كشفها وإبطالها بعقول وطنية مستنيرة، ووعي مجتمعي متيقظ، رافض لأعمال التدمير والتخريب والانغلاق والتعصب.

إن مملكة البحرين التي اكتوت بنار هذه التدخلات تعي مخاطرها على أمنها واستقرارها وأبعاد ذلك على دول المنطقة، ولقد أثبتت أحداث اليمن الشقيق في ظل ما شهدته ساحته من انقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية، صواب قرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة في ضرورة التدخل مع دول عربية شقيقة أخرى، من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لتثبيت الشرعية ووقف التدخلات والأطماع الخارجية.

وقد كان لمملكة البحرين موقف حاسم، بهذا الشأن، تَمثّلَ في إشراك أبنائها من منتسبي قوة دفاع البحرين البواسل للمشاركة في العمليات الحربية لهذه الحملة العسكرية، من منطلق ما يمليه عليها واجب وشرف الدفاع عن المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن وحماية شعبه واسترجاع أمنه. كما يواكب ذلك الإسهام، التزام البحرين بعمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة والمتواصلة، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وضمان سرعة تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في هذا البلد الشقيق، الذي تربطنا به المواثيق والاتفاقيات في إطار العمل الخليجي المشترك، وفي مقدمة ذلك وحدة الأخوة والعروبة والمصير.

ولا يسعنا اليوم في ظل هذا الحجم من التضحيات الكبيرة لأبطالنا البواسل الذين يقومون بواجباتهم الإنسانية والوطنية على أكمل وجه وصورة، إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى جميع الأسر البحرينية التي أنجبت هؤلاء الرجال، والتي نشاركها أمانة حمل تلك المسئولية الوطنية المتمثلة بانضمام أبنائنا إلى جانب إخوانهم في صفوف المقاتلين في الجبهات الأمامية، وحِرصِنا على بقائِهم في مقدمة تلك الصفوف سيراً على نهج الآباء والأجداد في مثل هذه المحطات المصيرية الهامة والمدونة بأحرف من ذهب في سجلِ تاريخنا الوطني العسكري المشرّف. كما نشارك أُسرِنا مشـاعر المعاناة والفراق والأمل في عودة أبنائنا المخلصين إلى وطنهم سالمين غانمين، بعون الله تعالى.

وإنه لمن دواعي الفخر والواجب، أن نستذكر شهداءنا البررة الذين ستبقى أسماؤهم وتضحياتهم علامة خالدة ومضيئة في تاريخ البحرين. وتخليداً لذكراهم العطرة على مر تاريخ مملكتنا، فقد تقرر أن يكون يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام، الذي يصادف يوم عيد جلوسنا، مناسبة احتفاء وتكريم للشهداء تقديراً واعتزازاً لما قدموه لوطنهم وأمتهم من تضحية وفداء.

ومن منطلق تقديرنا وامتناننا لما قامت به قوة دفاع البحرين والحرس الوطني منذ تأسيسهما، من واجبات عسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة خارج البلاد، وما قامت به وزارة الداخلية من حملات إنسانية، فقد أمرنا بأن توثق هذه المهام والمشاركات وأن تُدرّس لأبنائنا والأجيال القادمة ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم. كما وجهنا الوزارة إلى ضرورة أن تُكثّف جهودها التعليمية والتربوية في تطوير ومتابعة مضمون المناهج الدراسية التي تعزز الولاء والانتماء الوطني، وتُثبّت قيم التسامح والاعتدال، والتأكد من حسن تطبيقها، مع أهمية العمل على اتخاذ أي إجراءات لازمة تجاه ما يحول دون ذلك. مقدرين لوزير التربية والتعليم ولجميع منسوبي الوزارة وهيئاتها التعليمية والإدارية جهودهم الحثيثة في خدمة العلم ونشر المعرفة في البلاد.

الاخوة والأخوات...

إن ما نشهده في محيطنا العربي من أحداثٍ جسام تهدد أمن وسلامة ووحدة دول عربية شقيقة، أرغمت مواطنيها على الهجرة والنزوح الجماعي الذي أودى بحياة الكثيرين منهم، يتطلب منا عملاً عربياً جماعياً في إطار جامعة الدول العربية -بيت العرب- حفاظاً على الكيان العربي وأمنه القومي المشترك، والدفاع عن قضاياه العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وصولاً إلى الحل العادل والدائم الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وختاماً، أيها الحضور الكريم، إننا ماضون وبعون من الله، رغم كل التحديات، لتحقيق المزيد من الإصلاح في بلادنا وتنمية مجتمعنا، ماضون في تعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، فهذه هي المبادئ التي يعمل من أجلها مشروع الإصلاح والتحديث الوطني، وهي مسئولية مشتركة تستدعي مواصلة العمل الجاد في إطار متوازن من التعاون المثمر بين السلطات، وممارسة كافة الأدوات الدستورية المتاحة لها، على أحسن وجه ممكن، لتحقيق أقصى درجات الاستقرار والرخاء لهذا الوطن وأبنائه من رجاله ونسائه.

والله نسأل أن يحفظ مملكتنا ويوفقنا للعمل لما فيه خير وصالح شعبنا الوفي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عاهل البلاد لدى وصوله لافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني
عاهل البلاد لدى وصوله لافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني

العدد 4783 - الأحد 11 أكتوبر 2015م الموافق 27 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً