العدد 4787 - الخميس 15 أكتوبر 2015م الموافق 01 محرم 1437هـ

الصحة النفسية والكرامة الإنسانية

هاني الريس comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي بحريني

أحد الأهداف الكبيرة، التي ظلت تتطلع إليها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بشأن قضايا الصحة النفسية، التي ظل يعاني منها ملايين الناس، حول العالم، وعلى امتداد قرون من الزمن؛ بسبب تراكم الضغوط والأزمات والمشاكل الحياتية اليومية، هي مساعدة كافة المصابين بالاضطرابات النفسية والاكتئابات، على بناء حياة جديدة، والاندماج بشكل طبيعي في المجتمع، وتشجيع حكومات العالم والمؤسسات الصحية والتعليمية العالمية، على نشر التوعية العامة والبرامج الخاصة لمكافحة ظاهرة انتشار الأمراض النفسية بأنواعها، واحترام حقوق المصابين بتلك الأمراض، ومساعدتهم على تخفيف الأضرار والأوجاع، الناتجة عن هذه الحالة المأسوية.

في اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي احتفلت فيه الأمم المتحدة والاتحاد العالمي للصحة، وكذلك المجتمع الدولي برمته، في 10 أكتوبر/ تشرين الاول 2015، تحت شعار «الصحة النفسية والكرامة الإنسانية»، سلطت جميع الأضواء على أهمية قيام الحكومات والمنظمات الصحية والمؤسسات التعليمية العالمية، بدور أكثر انفتاحا وأهمية وجدية، من شأنه أن يقود إلى اكتشاف وسائل جديدة لمعالجة الأمراض النفسية والاكتئابات، وتبني برامج خاصة على المديين الراهن والمستقبلي؛ من أجل إنقاذ حياة ملايين الأشخاص المصابين بتلك الأمراض.

وتتحدث تقارير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، عن وجود أكثر من 500 مليون شخص، يعانون في هذا الوقت من اضطرابات نفسية وحالات الاكتئاب، على الصعيد العالمي، تتراوح بين البسيط والمدمر، والتي أخذت تصل إلى مستويات هائلة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن شهدت انخفاضا طفيفا في أكثر من 3 عقود مضت؛ وذلك نتيجة عدم الاستقرار الاجتماعي، ومشاكل العمل أو العطالة، والضغوط الاقتصادية العامة، التي تعاني منها مختلف الطبقات الفقيرة والمتوسطة في مختلف مناطق العالم. ولكن التقدم في وسائل العلاج وتوظيف الاستثمارات وطرق الوقاية من انتشار الأمراض، لم تؤد، حتى الآن، إلى تحقيق النتائج المرجوة لتأهيل ضحايا الصحة النفسية.

إذ تشير آخر إحصاءات المنظمة الدولية، إلى وجود أعداد هائلة من المصابين بالاضطرابات النفسية وحالات الاكتئاب الشديدة، والتأكيد على أن «رابع ـ وخامس شخص» من سكان العالم، يعاني من اضطرابات ومشاكل نفسية، و»ثاني شخص» يكون هو الآخر معرضا لتلك الأمراض، وبخاصة مرض الاكتئاب، الذي يعد اليوم من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم، إذ إن قرابة 12 في المئة من الرجال يعانون من حالات الاكتئاب، ونحو 26 في المئة من النساء يعانون من نفس تلك الحالات.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية، أن يحتل مرض الاكتئاب، في العام 2020 المرتبة الأولى بين الأمراض الرئيسية، التي تسبب عدم القدرة على العمل وإنجاز المهمات الحياتية اليومية. كما تعتبر حالات الرغبة في الانتحار، هي أيضا ضمن الأزمات والمشاكل المهمة، التي ينبغي تداركها بشكل أوسع، حيث تجاوز عدد الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار أكثر من 800 ألف شخص سنويا، في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة بين الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم مابين 15 و29 سنة، لأسباب تتعلق بالمشاكل النفسية والإدمان أو الافراط في تعاطي الكحول والمخدرات.

إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"

العدد 4787 - الخميس 15 أكتوبر 2015م الموافق 01 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:49 ص

      سينتصر الحق

      قريبا سينتصر الحق على الباطل المسئلة يبليهه صبر
      والله يمهل ولايهمل اصبرو يا مظلوومون الحق سينصر

    • زائر 2 | 3:34 ص

      البنات نكديّات

      البنات يطبيعتهم مكتئبات، وهذي مي حالة مرضية لديهم بل هي الحالة الطبيعية.. البنات ميالات للنكد بل هن كائنات نكدية بالطبيعة.

    • زائر 1 | 1:16 ص

      الله هو العالم

      نعم 500 مليون انسان يعانون من اضطرابات نفسية والسبب هو ضغوط الحياة والفقر والعوز وقطع الارزاق والظلم والخوف من ابداء الرأي فمتى يستطيع الانسان ان يتخلص من الظلم والجور؟ الله هو العالم بكل شيء

اقرأ ايضاً