العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ

عاشوراء 1437 هـ: الشراكة المجتمعية تتحسن... والتحديات لاتزال ماثلة

«الأوقاف الجعفرية» تؤكد نجاح خطتها وسعيها لحل جذري لمشكلة «السواد»

موكب عزاء أهالي السنابس
موكب عزاء أهالي السنابس

تصرمت عشرة محرم 1437هـ (2015م)، تاركةً وراءها، محصلة مزدوجة من الرضا العام عن التحسن الذي طال الشراكة المجتمعية بين الجانبين الرسمي والأهلي، وتحديات لاتزال ماثلة.

تشير لذلك، تصريحات لـ «الوسط»، من جهات متعددة، شملت الجانب الأمني ممثلاً في المحافظة الشمالية، الجانب الرسمي الإداري ممثلاً في إدارة الأوقاف الجعفرية، والجانب الأهلي ممثلاً الهيئة في العامة للمواكب الحسينية وعدداً من المآتم.

البداية كانت مع رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، الذي علق على الصورة التي خرج بها موسم عاشوراء 1437هـ، (2015م) بالقول إن «الأوقاف الجعفرية، بدأت استعداداتها للموسم مبكراً، وذلك من خلال الخطة الطموحة والمتكاملة التي تأتي للمرة الأولى في تاريخ عمل الإدارة»، لافتاً إلى أن جميع الأقسام المعنية بتنفيذ الخطة داخل الأوقاف، عملت على مدار 24 ساعة لتلبية احتياجات الموسم والجهات ذات العلاقة.

وقدم رئيس الأوقاف الجعفرية، الشكر للقيادة السياسية والحكومة، في ظل الجهود المبذولة من أجل تأمين سلامة المعزين، رغم التحديات الماثلة على مستوى المنطقة.

وتفصيلاً، لما قامت به «الأوقاف الجعفرية»، قال «سخرت الإدارة، إمكانياتها كافة وبالشراكة مع الجهات الرسمية والأهلية، وذلك من أجل تنفيذ الخطة التي حققت نسبة نجاح كبيرة جداً، وجاءت الشراكة مع الجهات الرسمية على محاور، من بينها الجانب الأمني ممثلاً في وزارة الداخلية، بالأقسام الثلاثة: الأمن العام، الإدارة العامة للمرور، والدفاع المدني».

وتابع «بموازاة ذلك، كان للأوقاف الجعفرية، شراكة مع عدد من الوزارات والجهات الخدمية، من بينها وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، والأجهزة التنفيذية للبلديات كافة، كذلك سجلت خطة الأوقاف لموسم عاشوراء، تواصل للمرة الأولى مع وزارة الصحة، ومع هيئة الكهرباء والماء، التي ساهمت مشكورة في إنارة عدد من الطرق التي تسير عليها مواكب العزاء، وعملت إلى جانب ذلك على تلبية نقص المياه في بعض المناطق، عبر جلب صهاريج مياه بكميات كبير في المنامة».

الماتم اول

وفيما يتعلق بالشق الأهلي في خطة «الأوقاف الجعفرية»، قال العصفور «لأول مرة، تم نسج شراكة مع المآتم والمواكب والمضائف، تحديداً مع أكثر من 260 مضيف، ، وتم عبر ذلك توزيع «كسوة عاشوراء» ووضع مجموعة ضوابط إرشادية بالتنسيق مع أصحاب المضائف، وكذلك تم عقد عدة لقاءات مع ممثلي مواكب العزاء في مختلف محافظات المملكة، وعبر التواصل تم حلحلة بعض المشاكل الطارئة».

عطفاً على ذلك، قدم رئيس الأوقاف الجعفرية شكره لإدارات المآتم والحسينيات وأصحاب المضائف، نظير التعاون الكبير الذي أظهرته مع الإدارة، لينعكس كل ذلك على التطور الملوس في مستوى الخدمات.

ووفقاً لحديث العصفور، فإن تفاصيل خطة الأوقاف لم تكتفي بذلك، بل عملت على مد جسور التواصل عبر رعاية عدد من الفعاليات، كمسابقة ومعرض عين عاشوراء في المنامة والمعامير، ومهرجان الإمام الحسين الفني، للفنان عباس الموسوي، وإقامة مسابقة يومية بالتعاون مع صحيفة «الوسط» للعام الثاني على التوالي.

رغم ذلك، أكدت «الأوقاف الجعفرية»، سعيها لإعداد تقرير يقيم مستوى النجاح، وقياس مؤشرات النجاح وتلافي اية تحديات في خطة موسم عاشوراء المقبل.

حول ذلك، تطرق رئيس الأوقاف الجعفرية للتحدي الماثل كل عام في مسألة تركيب السواد، معلقاً على ما قامت به «الأوقاف الجعفرية» هذا الموسم من تصدي مباشر للموضوع، فقال «أصدرنا بيانا واضح في هذا الجانب، ولدينا قبل ذلك تنسيق مع مختلف الجهات الأمنية والخدمية، ومن خلال ذلك تم اقتراح ضوابط لتنظيم عملية تركيب السواد، وعملت الإدارة في الوقت ذاته على توجيه إدارات المآتم من أجل العمل ضمن حدود ما هو متعارف عليه، والتأكيد على خلو اليافطات والأعلام من الشعارات التي تتضمن ايحاءات سلبية او غير مناسبة، دون أن تتباطئ الإدارة في التواصل مع الجهات ذات العلاقة من أجل تهدئة التوترات وحل المشاكل المرتبطة بعملية تركيب السواد في بعض المناطق».

وعقب «العمل الجاد، من قبل الإدارة، على تلافي ذلك في الاعوام المقبلة»، مختتماً حديثه بالإشارة للتصدي الغير مسبوق لما وصفه بـ»الممارسات المسيئة لعاشوراء»، ومنها المشي على الجمر وغيرها التي تقف عل النقيض من مبادئ عاشوراء.

من جهته قال عضو الهيئة التنفيذية بالهيئة العامة للمواكب الحسينية نادر بردستاني «أعتقد ان ما رأيناه هذا العام على مستوى المنامة، تركزت فيه روح الأخوة والأسرة الواحدة، حيث السعي من الجانب الرسمي ممثلاُ في وزارة الداخلية، في الحفاظ على الحالة الأمنية المستقرة، ما أظهر موسم عاشوراء لهذا العام في صورة أكثر تطوراً عن ما كانت عليه في السابق».

وأضاف «شهدنا حالة من التفاهم بين الناس من جهة وأفراد الشرطة من جهة أخرى، حيث أبدى الجميع حرصهم على إنجاح المناسبة، وعمل الجانب الأمني على تسيير الدوريات ومسح المنطقة، لكننا بطبيعة الحال، نطمح للوصول بذلك لمستويات أفضل»، مشيداً في هذا الصدد بجهود الجهات الرسمية: محافظة العاصمة، وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، هيئة الكهرباء والماء، وزارة التربية والتعليم، إلى جانب كل من أمانة العاصمة، وشركة الخليج للتنظيفات.

من جانبه أثنى مندوب مأتم الطويلة أحمد سلمان، على دور إدارة الأوقاف الجعفرية، التي تعمل المآتم تحت مظلتها، منوهاً بجهودها بما في ذلك الاجتماعات المشتركة التي سبقت الموسم، إلى جانب الدعم عبر توزيع الأشياء المادية، كالأعلام والمحارم الورقية، والتواجد المستمر في المآتم والمواكب الحسينية، ما ترك صدىً إيجابي وكبير لدى مختلف الجهات.

وأضاف «كذلك، هنالك الجهاز التنفيذي البلدي، ممثلاً في مدير عام بلدية الشمالية يوسف الغتم والذي حرص على التواجد في الحفل المخصص لإطلاق مسابقة عاشوراء نرتقي في مأتم الشويخ في باربار، قبيل الموسم بأيام»، مشيداً بدعم البلدية للمسابقة ودعوتها للمآتم لحضور الفعالية، إلى جانب المتابعة الحثيثة لأمور النظافة.

وتابع «بكل أمانة، أشير إلى أن كل هذه الجهود وغيرها، أشعرتنا كجانب أهلي بوجود مستوى جيد من الشراكة المجتمعية، وعزز من ذلك حرص المحافظة الشمالية على توفير أفراد شرطة المجتمع، إلى جانب تصدي الأوقاف الجعفرية لمشكلة نزع السواد، لتثبت بذلك صلاحياتها الدستورية والتي تكاملت مع التوجيهات المقدمة من قبلها للمآتم»، مشيداً في هذا الصدد بالدعم الرسمي، بما في ذلك الإجازة الرسمية المخصصة للموسم.

وعلى الرغم من حالة الرضا التي ظلت حاضرة لدى جهات متعددة، إلا أن الطموح ظل أكبر من ما تحقق، فعاشوراء، كما يؤكد الجانبين الرسمي والأهلي «موسم ديني، لكنه إلى جانب ذلك، صورة من صور التلاحم الوطني القادرة على تعزيز قيم العيش المشترك في البحرين».

فنان يشارك في «المرسم الحسيني» بالمنامة-تصوير احمد ال حيدر
فنان يشارك في «المرسم الحسيني» بالمنامة-تصوير احمد ال حيدر
نساء يشاركن بعبارات وتواقيع في لوحة عن عاشوراء في المنامة
نساء يشاركن بعبارات وتواقيع في لوحة عن عاشوراء في المنامة
موكب عزاء أهالي سار - تصوير عقيل الفردان
موكب عزاء أهالي سار - تصوير عقيل الفردان
كبار السن في مقدمة موكب عزاء أهالي جدحفص - تصوير محمد موسى
كبار السن في مقدمة موكب عزاء أهالي جدحفص - تصوير محمد موسى
أطفال يشاركون في موكب العزاء-تصوير عيسى ابراهيم
أطفال يشاركون في موكب العزاء-تصوير عيسى ابراهيم

العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:26 ص

      مأجورين ومشكورين ياأهل البحرين

      نشكر كل من ساهم في ترتيب العشرة من محرم بالشكل الجيد الذي رأيناه هذا العام ، الشكر موصول بالأخص الى إدارة الاوقاف الجعفرية وذلك لتواجده البناء وبالشراكة مع محافظة العاصمة والادارات الاخرى بالدولة في دعم المآتم والمضايف والمواكب والناس لإحياء عزاء الحسين عليه السلام ... والى مزيد من التلاحم والتآزر ان شاء الله..... ومن لم يشكر الخلق لم يشكر الخالق .

    • زائر 2 | 12:01 ص

      الحمد لله

      كل شيئ سار عال العال والحمد لله وكل ذلك بتوفيق من رب العالمين لاحياء مراسم شهادة سبط النبي ( ص ) وعلماء الحوزات العلمية وشيوخ المنبر الحسيني وليس هناك منه من احد

اقرأ ايضاً