العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ

كيسنجر وكارتر ومستقبل المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مُستشارُ الأمن القومي ووزيرُ الخارجيَّة الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، عمره الآن 92 عامًا، لكنَّ كُلَّ كلمة يكتبُها لها وزنُها المؤثّر، وبالتالي فإنَّ ما كتبه من مقال ونشره في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركيَّة بتاريخ (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، أصبح محورًا للحديث داخل وخارج أميركا؛ وذلك لأنَّه تحدَّث عن «الحاجة إلى استراتيجيّة أميركيّة جديدة في الشرق الأوسط».

مِثلُ هذا الطرح، ليس مستغربًا؛ لأنَّ كيسنجر يمثّل السياسة الحادّة، التي يتبنّاها الجمهوريّون في الولايات المتحدة الأميركيّة، وهي بطبيعة الحال لا تتّفق مع سياسة الديمقراطيّين في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما.

بعد أيام، في (23 أكتوبر 2015)، نشر الرئيس الأميركيُّ الأسبق جيمي كارتر مقالاً يمثّل وجهة نظر أُخرى، يتبناها الديمقراطيُّون في أميركا... وكارتر الذي يبلغ من العمر 91 عامًا له أثره المماثل لكيسنجر، وكلمته مؤثّرة أيضًا، ونشر مقاله في صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان: «خطَّة إشراك خمس دول لإنهاء الأزمة السوريَّة»، والدول الخمس التي يقترحها كارتر، هي: أميركا، روسيا، تركيا، السعودية وإيران.

كيسنجر، الذي شغل حقيبة الخارجيَّة في إدارتي الرئيسين الجمهوريَّين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، يرى أنَّ المخرج يتطلَّب إنهاء سيطرة التنظيمات الإرهابيَّة على المساحات السوريَّة والعراقيَّة، وإعادة السيطرة السياسيَّة إلى جهات غير متطرّفة، على أنْ يتزامن ذلك مع تحديد مصير الدولة السوريَّة، على أساس بُنيةٍ فيدراليَّة طائفيَّة، وأنْ يلعب الأميركان دور الضامن للدول التقليديَّة.

غير أنَّ التحليل والمنطق اللذين يستخدمهما كيسنجر يعتمدان على وجهات نظر تؤمن بتقسيم بُلدان المنطقة طائفيّاً وإثنيّاً، وأنَّ تحقيق الاستقرار لا يتمُّ إلا عبر هيمنة أميركيّة تُثبّتُ الوضع بصورة تحفظ مصالحها الحيويَّة، وفي الوقت ذاته توفّر الاستقرار المطلوب... لكنَّ هذه الفكرة ليست جديدة، وهي ربما التي أوصلت الأوضاع السياسيَّة إلى ما هي عليه الآن.

كارتر، الذي جاءت رئاسته في نهاية السبعينات، بعد العهد الذي ساد فيه كيسنجر، طرح وجهة نظر أُخرى؛ للخروج من الجهود العقيمة التي لم تحل الأزمة، واعتبر أنَّ السبب في ذلك هو عدم التوافق بين أميركا وروسيا ودول إقليميَّة أساسيَّة، وأنَّ هذه القوى أمامها تحدّيات متماثلة، ولها مصالح مشتركة، وعلى أساس ذلك يمكنها التوافق على خطَّة سلام شامل.

صراع الأفكار وتلاقح الآراء أمر طبيعي، لكنَّ تداول كبار السياسيّين والمؤثّرين الأميركان الحديث عبر المقالات بشأن مستقبل المنطقة يؤشر إلى جديَّة التطوُّرات الأخيرة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 8:32 ص

      ما أشبه الليلة بالبارحة .. ولا تؤخذ الدنيا غلابا

      إنما الأمم الأخلاق ما بقية ... إلا أن نبي الله الأكرم محمداَ بعثه الله مكملا مكارم الأخلاق. وكان على خلق عظيم. اليوم كما الأمس كما البارحة لا يختلف الموجه عن المستشار عن الآخرين الراسمين لغزو الشعوب واستيلاء على مقدراته تحت ذرائع واهية أقرب الى الوهم منه الى الوهن.
      فهل كان مستشار الأمن القومي بالأمس أكثر نضاَ من اليومي؟

    • زائر 24 | 9:12 م

      اين مقال كارتر

      نشرتم مقال كيسنجر فشكرا لكم
      لكن اين مقال كارتر
      برجاء النشر
      مع الشكر

    • زائر 22 | 8:22 ص

      مستقبل المنطقه تحدده الدول العظمى

      والشعوب يتم اشغال طاقاتها و ثرواتها في الصراعات الطائفيه !!! خاطري اقرأ يوم من الايام مقال او تعليق ما مكتوب فيه كلمة شيعي، سني، عربي، كردي، فارسي، مسيحي ، بهائي .... لماذا لانتعامل مع بعضنا كبشر دون الالتفات لاصولنا و معتقداتنا ؟؟؟ لماذا نتعامل احسن معالمة مع الغربيين الذي يقولون بلسانهم انهم لايؤمنون بوجود الرب في حين نحقد و نكره و نقتل من يرتبط معنا في دين واحد و مصير واحد و يعيش معنا على ارض واحده ؟؟؟؟؟

    • زائر 20 | 6:46 ص

      افلاس أمريكا وتوابعها .

      تقشف واحتيال وسرقة ليعيشوا ... فطريات , أمريكا كانت ومازالت تعيش كالفطريات , لا وزن لهم . لايت يعني .

    • زائر 21 زائر 20 | 7:28 ص

      ليس لهم امان

      الامريكان ليس لهم امان و اي يحل ياتي من الامريكان فهو حل يتوافق مع المصلحة الامريكية اولاً و ثانيا مع دول الاقليم و ثالثاً الشعب السوري اما روسيا و ايران فهم يمتلكون مصداقية اكثير من الامريكي

    • زائر 13 | 2:26 ص

      اختلف البهار والطبخة واحدة سواء طباخاها جمهوري لو زعم ديمقراطي

      كلاهما اداة لعملة واحدة خلهم يعالجون عنصريتهم وامراضهم النفسية وبطالاتهم ومجتمعهم الفقير البأس خاصة السود ويتركوا شأننا لنحل مورنا بانفسنا وكفانا الله شرور قتالهم والغبي من يرسم له غيره نمط حياته

    • زائر 17 زائر 13 | 5:34 ص

      تضحك على نفسك بهذا الكلام؟

      التاريخ كله دماء و قتل و اغتيالات، متى كان التفاهم و الحوار هو لغة؟ منذ...و أنتم تقتلون بعضكم البعض!
      هذه دول عظمى ... أقوى منكم عسكريا و إقتصاديا بعشرات المرات .. من أنتم لكي تقفوا في وجهها؟
      أما عن عنصرية الغربيين ..... فهم ملائكة بالنسبة لكم، يكفي أنهم هم من جرم العبودية طواعية التي أقرتها شرائعكم و قوانينكم و أعرافكم.

    • زائر 10 | 1:25 ص

      خططهم تدمير العالم العربي

      كل تفكير هؤلاء ينصبّ في كيفية تدمير العالم العربي والاسلامي وكل الدول التي لا تقف معهم
      هو تفكير اجرامي ارهابي

    • زائر 16 زائر 10 | 3:10 ص

      تفضل، أكيد خططهم تدميركم!

      دام كل شوي طلعتون لنا متطرف و يا كثرهم (صدام + خميني + قذافي + بن لادن + عبدالناصر) ... كل ساعة و حارقين العلم الأمريكي، كل ساعة و مقتحمين السفارة الأمريكية... أكيد أمريكا راح تتآمر ضدكم و راح تخطط حتى تدمركم!
      اعرفوا مستواكم بين الأمم، امشي سيده عدوك يحتار فيك، أما تمشي عوي لا تلوم إلا نفسك ... بشار الأسد ما عنده مشكلة ويا الأمريكان (رجل علماني قومي من أقلية علوية يحكم أكثرية سنية) بس ورط روحه بصداقة أم المشاكل إيران، و شوف النتيجة! واحد مجرم، تمشي معاه أكيد راح تصير شبهة للشرطة.

    • زائر 9 | 12:51 ص

      مقال كيسنجر يؤكد ما قلته قبل أسابيع، روسيا إن، إيران آوت.

      بالامس قال لافروف أن روسيا مستعدة لدعم الجيش الحر ضد داعش!
      يبدو أن هناك توافق أمريكي-خليجي-تركي على أن روسيا جزء من الحل، و إيران جزء من المشكلة.
      أيضا يبدو أن هناك تفويض لروسيا من قبل مختلف الأطراف (امريكا-تركيا-دول الخليج)، لكي تنظم المشهد في سوريا. تماما كما تم تفويض سوريا من قبل جامعة الدول العربية و أمريكا لتنظيم المشهد في لبنان ابان الحرب الأهلية.
      بعد القضاء على المجموعات الجهادية، سيكون هناك فيدرالية في سوريا،تماما كما هو حاصل في العراق و كردستان.

    • زائر 8 | 12:37 ص

      للتو انتهيت من قراءة مقال كيسنجر، أخبار سارة لروسيا و سيئة لإيران.

      استطلاعات الرأي تشير إلى أن الرئيس القادم لأمريكا سيكون جمهوري (إما أن يكون الملياردير دونالند ترامب أو جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا). في كلا الحالتين عقلية الجمهوريين قائمة مخططات كيسنجر. كسينجر صديق لبوتين، لم أسمعه يتكلم عن روسيا أو بوتين بسوء، واضح أنه لا يحب إيران، و معارض للإتفاق النووي ... يعني مصير الإتفاق النووي سيكون مصيره سلة المهملات بعد نوفمبر 2016.

    • زائر 6 | 12:12 ص

      كارتر من طخة أوباما ... لا يعتمد عليه، تخلى كارتر عن الشاه محمد رضا كما تخلى أوباما عن مبارك

      كارتر رئيس فاشل كما هو أوباما رئيس أفشل منه. الفرق بين كارتر و أوباما أن الأمريكان عاقبوا كارتر على سوء إدارته للأزمة الإيرانية و لم يعاقبوا أوباما على تركه القرعة ترعى في الشرق الأوسط! هنا حساسية لدى الأمريكان من معاقبة هذا الرئيس الأسود خوفا من أن يوصموا بالعنصرية!
      وجهة نظر كيسنجر هي وجهة النظر الواقعية السياسية (الخبيثة)، مصالح أمريكا أولا و ليذهب الجميع إلى الجحيم. شعوب الشرق الأوسط لا تلوم إلأ أنفسها، انساقت كل غوغائي نادي بالموت لأمريكا (الخميني، القذافي، ناصر، اخوان الخ).

    • زائر 5 | 11:31 م

      السياسات عندما تكون غير مجدية عدائية و تدميرية ... ام محمود

      دكتور هل رأيت سياسي امريكي واحد على صواب و يحكم بالحق لا يوجد و مستر اوباما ايضا يؤيد فكرة الحروب و التقسيم و الاطاحة بالرئيس السوري و بالسياساات الخاطئة في العراق و منطقة الخليج .. و يؤيد ما سيحدث في ايران لاحقا بسبب تداعيات الاتفاق النووي
      هناك مواجهات عسكرية قوية قادمة في الشهرين القادمين و مثل ما قلت ان هذه السنة و السنة المقبلة ستكون الأسوأ للمسلمين حيث القتل و الترويع و الاستهداف الطاءفي و المجاعات و داعش ستكون قوية بشكل مضاعف و سيتم تقسيم العراق و سوريا و ..و سيحدث امر لا يخطر على البال

    • زائر 4 | 11:21 م

      هيمنة الاعداء على المنطقة سيؤدي الى تفجر الوضع ... ام محمود

      هنري كيسنجر يعتقد و بقوة ان الدول العربية ستقسم و الهيمنة الامريكية ستكون هي الرائدة و كارتر يعتقد بامكانية التوافق بين امريكا و روسيا الذين كانوا اعداء لعقود و التوصل لحل شامل في منطقتنا التي استطيع ان اسميها المنكوبة بسبب كثرة المؤامرات و لا ننسى ان جورج بوش الاب و الابن كانت لهم اراء و أفعال و بيل كلينتون و زوجته هيلاري كذلك و لكن كل ذلك دمر الوطن العربي و قتل الشعوب و نهب الثروات و صنع الارهاب الدموي و ساعد إسرائيل على البطش الان وصلنا الى مرحلة الصفر جيوش ..... غير فاعلة و انظمة مهتزة

    • زائر 3 | 11:10 م

      تقسيم الدول العربية لابد منه ..... ام محمود

      الخبر الجديدهو : تعهدت السعودية والولايات المتحدة بتكثيف دعم ما تُطلقان عليه "المعارضة السورية المعتدلة ومواصلة السعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا
      جاء هذا التعهد عقب اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مع العاهل السعودي ومسؤولين آخرين في السعودية
      ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي قوله إن الجانبين أعربا عن الدعم لهدف "دولة موحدة وتعددية ومستقرة لكل السوريين
      تعليقي: امريكا تتوجه لدعم المعارضة بدون بشار الذي نعرف نتائجه مسبقا و روسيا تريد البقاء على الاسد

    • زائر 2 | 11:06 م

      الكاسر

      مشكلة الدول العضمي أمريكا وروسيا كل يريد ان يحكم العالم مستحيل يصير حل لا في سورية ولا في العراق

    • زائر 1 | 10:11 م

      عفي عليه الدهر

      للاسف ما زال البعض يعطي اعتبار لكيسنجر كأنه إنسان من كوكب ثاني ،الرجل تعدي التسعين و وصل مرحله الخرف ولكن مازال البعض يعتقد انه مازال له تأثير ع السياسه العالميه او يكون مرجع !
      الرجاء لطفا بعقول الناس وكفايه أعاده مقالات نعرفها مسبقا ونتمني من كاتب المقال التركيز ع توعيه الشباب والمحافظه ع اوطانهم .

    • زائر 11 زائر 1 | 1:34 ص

      انت مخطيء يا اخي .... ام محمود

      الانسان ليس بالعمر كيسنجر عمره في ال 90 و لكنه خبره سياسية نادرة و له اليوم مقال طويل و مهم في الوسط افتح صفحة ( اعمدة) و اقرأ مقال هنري كسينجر به نقاط كثيرة مهمة بعضها نتفق معه و البعض نعارضه في الفكر انا قرات مقاله 3 مرات .. و هناك شباب في ال 20 و ال 30 ليسوا بقادرين على كتابة جملة واحدة مفيدة نشكر الدكتور على المقال الذي جاء في وقته فنحن في زمن الصراعات بين الدول الكبرى على حساب الدول الاخرى

    • زائر 23 زائر 1 | 1:07 م

      السلام نشكر الكاتب

      عدل القلم ليس له شغل في العمر
      أمريكا من كيسنجر إلى كيري نفس الشيء
      هذه أمريكا no change. الرئيس في وادي و سياسة امريكا في وادي.

اقرأ ايضاً