العدد 4799 - الثلثاء 27 أكتوبر 2015م الموافق 13 محرم 1437هـ

أميركا والصين وجهاً لوجه

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المنحى الاستراتيجي الأميركي الجديد بدأ يُترجم حاله يوم أمس عندما أرسلت البحرية الأميركية المُدمِّرة «لاسين» قرب جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي، وهو ما يُعتبر تحدياً مباشراً للصين التي تقول إن هذه الجزر الصناعية تقع داخل حدودها الإقليمية. المدمِّرة الأميركية أبحرت داخل ما يُعتبَر مياهاً إقليمية (فيما لو كانت أميركا تعترف بأنّ الجزر صينية) دون أن يبلغ المسئولون الأميركيون نظراءهم الصينيين عن خططهم للقيام بهذه المناورة، وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «لا تحتاج إلى التشاور مع أي دولة عندما تمارس حق حرية الملاحة في المياه الدولية».

من جانبها، استدعت الحكومة الصينية السفير الأميركي في بكين، وبحسب ما نشرته وكالة «شينخوا»، فإنّ الصين تَعتبر «أن إبحار سفينة حربية أميركية على مسافة 12 ميلاً بحرياً قبالة جزر صينية في بحر الصين الجنوبي يشكل استفزازاً صارخاً لسيادة الأراضي الصينية ويُبرز استعراض القوة تحت ذريعة اختبار حرية الملاحة والطيران فوق المياه. فقد احترمت الصين ووقفت دوماً إلى جانب حرية الملاحة والطيران في بحر الصين الجنوبي والممرّات الدولية الرئيسية الأخرى وفقاً للقانون الدولي».

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد قال لنظيره الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لأميركا «إن أنشطة البناء ذات الصلة التي تجريها الصين في جزر نانشا لا تستهدف أو تؤثر على أي دولة. علاوة على ذلك، لا تنوي الصين عسكرة جزر نانشا في بحر الصين الجنوبي، فكل ما نشرته عسكرياً هناك محدود ويحمل طبيعة دفاعية ويدخل في سياق الضرورة».

أميركا وحلفاؤها في تلك المنطقة، ومن بينهم الفلبين، يرون أن إقامة مشاريع صينية قرب جزر سبراتلي تُعتبَر خطوة نحو فرض الهيمنة الصينية على ممرٍّ ملاحيٍّ عالميٍّ رئيسيّ، يتحكم في مليارات الدولارات من التجارة التي تمُرُّ من خلال تلك المنطقة.

إنه لمن المؤكد أن كُلّاً من واشنطن وبكين استعدّتا ليوم ستبدأ فيه المماحكات، وهذا ربما أول استعراض عضلات بين الطرفين، والعالم يراقب كيف يتصرّف كلٌّ منهما تجاه القضايا المعقدة التي تتداخل فيها مفاهيم القانون الدولي بالسيادة الوطنية بحرية التجارة، والأهمُّ من كلِّ ذلك يتعلق بكيفية صياغة أنموذج جديد للعلاقات بين القوتين العظميين في الجوار الصيني... وعلى أساس ذلك قد يتم توسيع الأنموذج عالميّاً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4799 - الثلثاء 27 أكتوبر 2015م الموافق 13 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:26 ص

      في عصر جورج بوش الإبن كان أعداء امريكا يكرهونها و يخافونها، أما في عصر باراك حسين أوباما فلم يعودوا يخافونها و استمروا في كرهها

      حقا إن الضرر الذي ألحقه باراك أوباما بصورة الولايات المتحدة قد لا يمكن إصلاحه! جعل من أمريكا أضحوكة، يرسم الخطوط الحمراء ثم يعود يمسحها. من ناحية الإنفاق العسكري فليس هناك أي مقارنة بين أمريكا و خصومها، فميزانية البنتاغون في 2014 كانت 685 مليار دولار في حين كانت الصين 200 مليار دولار و روسيا 90 مليار دولار. الخلل في شخص باراك أوباما، لديه كل ما يحتاج من أدوات و وسائل، و لكنه يجهل كيف يستخدم هذه الأدوات لقلة خبرته و ضعف شخصيته.

    • زائر 1 | 10:32 م

      الكاسر

      في اعتقادي الصين لا تتجرأ الرد على أمريكا
      وأمريكا تعرف هادا بلا شك

    • زائر 3 زائر 1 | 1:56 ص

      تقدر تقول هذا ..

      وفي نفس الوقت هناك مثل يقول الثوران الضخمان يتناطحان ولا يصاب احدهما بأذى .

اقرأ ايضاً