العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

الاتحاد الاوروبي يوافق على تعليق العقوبات ضد بيلاروسيا بعد اعادة انتخاب لوكاشنكو

وافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) على تعليق العقوبات ضد نظام الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو بعد فوزه بولاية رئاسية خامسة رغم ان المراقبين تحدثوا عن تجاوزات خلال الانتخابات التي جرت الاحد، في حين ابدت واشنطن "خيبة املها".

وقد فاز لوكاشنكو الذي وصفته واشنطن في وقت ما بانه "آخر ديكتاتور في اوروبا" بولاية رئاسية خامسة الاحد إثر حصوله على 83,5% من الاصوات بحسب النتائج الرسمية.

وخلال لقاء في لوكمسبورغ وافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي على تعليق العقوبات ضد نظام لوكاشنكو لاربعة أشهر بعدما جرت الانتخابات بدون حوادث كما أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير.

وصرح ديزير "بالنسبة الى الاشهر الاربعة المقبلة، اتخذ قرار بتعليق العقوبات ولكن يمكن العودة اليها فورا إذا كان ذلك مبررا".

واوضح مصدر اوروبي ان القرار الذي سبق ان وافق عليه السفراء ينبغي ان يقره الاتحاد الاوروبي رسميا، لافتا الى انه لم يكن مدرجا على جدول اعمال الاجتماع الوزاري في لوكسمبورغ.

وتستهدف هذه العقوبات 175 شخصا و14 كيانا تم تجميد اصولهم في الاتحاد الاوروبي وحرموا الحصول على تأشيرات.

واوضح الوزير الفرنسي ان هذه الموافقة "تاتي في الوقت نفسه إثر الافراج عن العديد من السجناء السياسيين، الامر الذي كنا نطالب به منذ أشهر عدة، والانتخابات التي جرت لتوها".

من جهته قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "بحسب تقييمنا للوضع من برلين، لم يحصل قمع خلال فترة الانتخابات كما كان يحصل سابقا".

وكان دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي أعلنوا قبل الانتخابات ان الاتحاد مستعد لإعادة النظر في العقوبات التي تنتهي مدتها في 31 أكتوبر/ تشرين الأول إذا جرت الانتخابات "في جو مقبول".

لكن مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا أعلنوا في وقت سابق الاثنين ان "مشاكل كبرى" شابت نزاهة الانتخابات وخصوصا خلال فرز الاصوات.

وقال كنت هارستدت رئيس بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا "من الواضح ان بيلاروسيا لا يزال امامها طريق طويل لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها الديموقراطية".

واضاف "نأمل في التمكن من اغلاق بعض الفصول القاتمة والمضي قدما لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتوجب انجازه".

واستندت الخارجية الاميركية الى ما أعلنه مراقبو منظمة الامن والتعاون لتعرب الاثنين عن "خيبة املها" حيال الانتخابات في بيلاروسيا.

وقالت الخارجية في بيان ان "الولايات المتحدة تشيد بإجراء الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا في 11 تشرين الاول/اكتوبر في شكل سلمي. لكننا نشعر بخيبة امل كون بيلاروسيا لم تف بالتزاماتها الدولية على صعيد الحرية والمساواة في هذه الانتخابات".

وأورد المتحدث باسم الخارجية مارك تونر "لتكون الانتخابات حرة ونزيهة، ينبغي ان تكون وسائل الاعلام حرة ودينامية وان تتاح لمنظمات المجتمع المدني واحزاب المعارضة فسحة للعمل وان يتمكن المراقبون الانتخابيون الاجانب او المحليون من الاطلاع في شكل كامل" على الانتخابات.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الاوروبي يوهانس هان في بيان مشترك انه "ينبغي القيام بعمل لتحسين النظام الانتخابي في البلاد".

وساد هدوء العاصمة مينسك مساء الاثنين بعدما حذر لوكاشنكو المعارضة من تنظيم تظاهرات بسبب اعادة انتخابه.

وكان لوكاشنكو السياسي المحنك قام بتحسين موقعه في الاونة الاخيرة لدى الاوروبيين مع سعيه الى ابعاد بلده السوفياتي سابقا عن روسيا.

ومن جهة اخرى، اعلنت الولايات المتحدة الخميس عن رفع بعض العقوبات عن بيلاروسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي "بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي، خففت الولايات المتحدة عقوباتها ضد تسع شركات بيلاروسية نظرا الى المبادرة الايجابية للحكومة البيلاروسية بإطلاق سراح ستة سجناء سياسيين في 22 أغسطس/ آب الماضي".

بين روسيا والغرب

وفي محاولة واضحة لتهدئة انتقادات الغرب أفرج لوكاشنكو عن ستة قادة للمعارضة من السجن، وحاز بعض الاشادة لاستضافة محادثات سلام دولية في العاصمة مينسك.

وقال المحلل في مركز ابحاث بيلابان الكسندر كلاسكوفسكي لفرانس برس "لوكاشنكو فاز، لكن هذه المرة لم تجر احتجاجات عارمة وتوقيف قادة معارضين".

واضاف "سيكون ذلك كافيا لتأكيد حد أدنى من التقدم في هذه الشروط من اجل استمرار تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي".

ونفذ لوكاشنكو الحاكم منذ 1994 حملة قمع دامية على المعارضة والمجتمع المدني بعد تظاهر الالاف احتجاجا على اعادة انتخابه المثيرة للجدل في 2010.

وقبيل بلوغ التوتر بين موسكو والغرب مستويات جديدة نتيجة الحملة العسكرية للكرملين في سوريا كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيد اهتمامه بإقامة قاعدة جوية في بيلاروسيا.

والاثنين هنأ بوتين لوكاشنكو في اتصال هاتفي بـ "النصر القاطع" معربا عن الامل في عمل رجل بيلاروسيا القوي على تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.

حملة اتسمت بالتحضر والهدوء

وكان لوكاشنكو واجه الاحد ثلاثة مرشحين شبه غير معروفين، في هذه الانتخابات الرئاسية التي لم يسمح لأي من كبار اقطاب المعارضة الديموقراطية بالترشح لها اذ رفضت اللجنة الانتخابية المركزية ترشيحاتهم لأسباب مختلفة.

وردا على ذلك دعت المعارضة الى مقاطعة الانتخابات.

ونال الرئيس 83,5% من الاصوات فيما لم تحصد خصمته الاقرب تاتيانا كوروتكيفيتش أكثر من 4,42%.

وهذه النسبة هي الاعلى التي يحرزها لوكاشنكو، بعد ان سعت حكومته الى بلوغ نسبة مشاركة توازي 87%.

وصرحت رئيسة اللجنة الانتخابية ليديا ييرموشينا في تصريحات متلفزة "اعتقد ان الحملة الانتخابية اتسمت بالتحضر والثقافة والهدوء".

لكن عددا من قياديي المعارضة بينهم ميكولا ستاتكيفيتش واناتولي ليبيدكو، أكدوا عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، واشاروا الى اعمال تزوير واسعة النطاق.

وقال القيادي المعارض فلاديمير نيكلاييف لفرانس برس "لا نعتبر المسرحية التي ادتها السلطات البيلاروسية انتخابات ولا نعترف بها".

وعشية الانتخابات حذرت الفائزة بنوبل الاداب 2015 سفيتلانا الكسييفيتش اوروبا من لوكاشنكو ووصفت نظامه بانه "ديكتاتورية هادئة".

ونال لوكاشنكو أدني نسب الاصوات في مينسك حيث دعمه 65,58% من الناخبين، فيما صوت 20,6% في العاصمة ضد جميع المرشحين، وهو الخيار الافضل لجميع معارضي الرئيس الحاكم منذ فترة طويلة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:54 م

      ديمقراطية الإتحاد الأوروبي المزيفة

      لو كان الإتحاد الأوروبي ديمقراطية حقيقية لما كان دعم الدكتاتوريات تبعا لمصالحه. يعني في حال تضارب المصالح يتم دعم الإنقلابات. والسكوت عن الكثير من مخالفات الحكومات الصديقة. روسيا كمثال للدولة التي يعارضها الإتحاد الاوروبي وبتوجيه أمريكي وتسبب ذلك لخسائر إقتصادية للجميع.

اقرأ ايضاً