العدد 4802 - الجمعة 30 أكتوبر 2015م الموافق 16 محرم 1437هـ

«محادثات فيينا»: اتفاق على وحدة سورية... وخلاف على الأسد

رجل إنقاذ يحمل صبياً من اللاجئين بعد عبور بحر إيجة بتركيا - AFP
رجل إنقاذ يحمل صبياً من اللاجئين بعد عبور بحر إيجة بتركيا - AFP

اجتمع في العاصمة النمساوية (فيينا)، أمس الجمعة (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) لأول مرة، جميع الأطراف الخارجية المؤثرة في الأزمة السورية، وهي الصين ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وعمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.

وأنهى المشاركون في المحادثات اجتماعهم، بنقاط اختلاف واتفاق كان أبرزها «الإبقاء على سورية موحدة، وسعي لوقف إطلاق نار شامل»، فيما ظل الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد.

وذكر البيان المشترك لاجتماعات فيينا، أنه لاتزال هناك خلافات جوهرية، إلا أن المشاركين اتفقوا على الإبقاء على سورية موحدة.


أوباما ينشر قوات من «العمليات الخاصة» بسورية... وروسيا: لا يمكن استخدام القوة العسكرية دون موافقة دمشق

«محادثات فيينا»: اتفاق على وحدة سورية... وخلاف على مصير الأسد

عواصم - وكالات

دعت الولايات المتحدة وروسيا وإيران و14 دولة أخرى أمس الجمعة (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إلى هدنة في كل أنحاء سورية في الحرب السورية المستعرة منذ أكثر من أربعة أعوام وإحياء محادثات الأمم المتحدة المتوقفة بين الحكومة والمعارضة وإجراء انتخابات جديدة.

في الوقت نفسه، أعلنت الإدارة الأميركية من واشنطن نيتها نشر قوات خاصة في سورية ومقاتلات في تركيا لدعم حملة الائتلاف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق.

وفي بيان مشترك عقب المحادثات التي جرت في فيينا أمس قال المشاركون إن «خلافات كبيرة لا تزال قائمة» رغم اتفاقهم على ضرورة «تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب».

وجاء في البيان أن المشاركين في المحادثات يطلبون من الأمم المتحدة أن تجمع معاً ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى «تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات».

كيري: استمرار الخلافات

مع روسيا وإيران حول مصير الأسد

هذا وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف أمس (الجمعة) أنهما اتفقا على ضرورة أن تخرج سورية من الحرب كدولة علمانية موحدة.

وأعلن جون كيري استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، رغم أن كل الأطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقت على العمل من أجل حل سياسي للنزاع.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي بعد المحادثات الدولية في فيينا حول سورية إن مؤسسات الدولة السورية يجب أن تبقى قائمة.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في ختام اللقاء الدولي غير المسبوق في فيينا حول سورية إن الدول الثلاث، الأطراف الرئيسية في الجهود الدبلوماسية لحل النزاع، «اتفقت على ألا تتفق» حول مصير الأسد.

لافروف: الشعب السوري

هو من يقرر مصير الأسد

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات صحافية عقب المحادثات إنه يرى أن «الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد» معرباً عن أمله في المزيد من التسويات لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

عناصر القوات الخاصة الأميركية تصل سورية الشهر المقبل

في واشنطن، أعلن مسئول أميركي أن الرئيس باراك أوباما «أجاز نشر عدد محدود من قوات العمليات الخاصة - اقل من 50 - في شمال سورية»، مشيرا إلى أن هؤلاء الجنود من قوات النخبة وسيساعدون في «جهود التحالف للتصدي لتنظيم «داعش» من دون مزيد من الإيضاح.

وأكد مسئول آخر أن الجيش الأميركي سينشر طائرات هجومية من نوع «ايه - 10» ومقاتلات اف - 15 في قاعدة جوية تركية في إطار الحملة التي يشنها الائتلاف الدولي ضد تنظيم «داعش».

وقال مسئول دفاعي أميركي أمس إن عناصر قوات العمليات الخاصة الأميركية ستصل إلى شمال سورية خلال الشهر المقبل لبدء مهمة استشارية متعددة الجوانب لا تشمل مرافقة المقاتلين في عمليات ضد تنظيم «داعش»، وأضاف في تصريحات للصحافيين أن الولايات المتحدة لا تعتزم في الوقت الحالي تسليم أسلحة مباشرة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. لكن المسئول قال إن واشنطن ستواصل دعم الوحدات والجماعات الأخرى التي تحقق نجاحاً في محاربة تنظيم «داعش».

كيري: توقيت الإعلان عن إرسال قوات لسورية «محض مصادفة»

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن توقيت إعلان واشنطن أمس (الجمعة) أنها سترسل عشرات من عناصر القوات الخاصة إلى شمال سورية لتقديم المشورة لقوات معارضة في القتال ضد تنظيم «داعش» هو محض مصادفة.

وقال الوزير الأميركي للصحافيين: «إنها مصادفة حقاً أن يصدر الإعلان اليوم (أمس)» مضيفاً أنه لم يكن يعلم بأن القرار قد اتخذ حتى وقت سابق من اليوم (أمس) الجمعة.

روسيا ترى حاجة لمزيد من التعاون العسكري مع أميركا

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس (الجمعة) إن قرار الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سورية سيزيد من أهمية التعاون بين القوات المسلحة للبلدين.

وقال لافروف الذي تحدث عقب محادثات متعددة الأطراف عن الأزمة السورية عقدت في فيينا إن المناقشات بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب السورية التي بدأت منذ اكثر من أربعة أعوام ستستمر لكنه ذكر أن محاربة الجماعات الإرهابية لن تتوقف.

نائب أميركي ينتقد أوباما

بشأن سياسته في سورية

وانتقد ثاني أرفع جمهوري في مجلس النواب النائب الأميركي كيفن مكارثي قرار الرئيس باراك أوباما بإرسال قوات إلى سورية ووصفه بأنه «خطوة تكتيكية في غياب إستراتيجية شاملة».

وقال مكارثي في بيان: «ما قصَّر الرئيس في القيام به هو الرد المناسب على زيادة التعاون بين روسيا وإيران في سورية. الرئيس يكافئ إيران وروسيا بقبول مشاركتهما على مائدة التفاوض».

البيت الأبيض: الإستراتيجية الأميركية في سورية «لم تتغير»

أكد البيت الابيض أمس (الجمعة) ان الاستراتيجية الاميركية في سورية «لم تتغير» رغم قرار ارسال عدد محدود من القوات الخاصة على الارض.

وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست: «استراتيجيتنا في سورية لم تتغير»، مشيراً الى ان العسكريين الذين سيرسلون الى هذا البلد - «اقل من 50 عنصراً» - لن يقوموا «بمهمة قتالية».

وأضاف ان «صلب استراتيجيتنا العسكرية في سورية هو تعزيز قدرات القوات المحلية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية على الارض، في بلدهم».

ورداً على سؤال حول احتمال زيادة هذا العدد في المستقبل لم يستبعد ارنست مثل هذا الاحتمال.

وقال: «لا أريد أن اتنبأ بالمستقبل».

وأضاف «من الواضح ان هؤلاء العسكريين سيواجهون مجازفات فعلية»، مؤكداً انهم «سيجهزون من اجل الدفاع عن انفسهم».

وحول الفترة التي سيبقون فيها داخل سورية لم يقدم المتحدث باسم اوباما رداً واضحاً.

وقال: «لا أعتبر هذه المهمة دائمة»، مضيفاً أنه ليس بإمكانه تحديد موعد لعودة هؤلاء العسكريين الاميركيين الى الولايات المتحدة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء أمس بعد انتهاء اجتماع فيينا «تطرقنا إلى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف، لكننا تقدمنا بشكل كاف يتيح لنا الاجتماع مجددا بالصيغة نفسها خلال أسبوعين».

وأضاف فابيوس «هناك نقاط لا نزال مختلفين حيالها، وابرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي لبشار الأسد».

وقال الوزير الفرنسي: «إلا أننا اتفقنا على عدد معين من النقاط، وخصوصا حول الآلية الانتقالية وإجراء انتخابات وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الأمم المتحدة».

وغابت سورية، حكومة ومعارضة، عن المحادثات التي تشارك فيها أيضا تركيا والعراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والأردن وايطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وجلس في اجتماع أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري على رأس الطاولة التي جمعت ابرز الأطراف المعنية بالنزاع والتي تنقسم بين داعمة للنظام وأخرى داعمة للمعارضة، بالإضافة إلى دول تحاول أن تبقى على مسافة من النزاع وإن كانت تتأثر به.

واتخذ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مكاناً بعيداً عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في قاعة الاجتماعات في فندق امبريال، إلا أن خبراء اعتبروا أن مجرد جلوس إيران والسعودية إلى طاولة واحدة يعد تقدماً.

وقد أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الرياض تتمسك برأيها بأن الأسد يجب ان يتنحى عن منصبه بسرعة.

وأضاف «سيغادر إما من خلال عملية سياسية أو سيتم خلعه بالقوة».

روسيا: لا يمكن لأحد استخدام القوة العسكرية دون موافقة دمشق

ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله أمس (الجمعة) إنه لا يمكن لأي دولة استخدام القوة العسكرية في سورية دون أن تحصل أولا على موافقة الحكومة السورية.

وذكرت الوكالة أن ريابكوف كان يرد على سؤال عن احتمال أن تشن الولايات المتحدة عملية برية في سورية.

ونقلت عنه قوله «مسألة استخدام القوة العسكرية بأي شكل دون موافقة دمشق غير مقبولة بالنسبة لنا».

موسكو تريد من المعارضة أن تستعد لإجراء محادثات مع الأسد

هذا، ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أمس (الجمعة) عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله إن الكرملين يريد أن توافق المعارضة السورية على نهج مشترك وأن تشكل وفدا للمحادثات مع الحكومة السورية.

وأضاف أن روسيا والسعودية تبادلتا قوائم بالشخصيات المعارضة السورية التي يمكن أن تشارك في المحادثات التي ستجرى في فيينا.

وذكر أن موسكو تريد مشاركة الجيش السوري الحر والأكراد في المحادثات.

ونقلت إنترفاكس عن بوجدانوف قوله إن القائمة الروسية تضم 38 اسماً لكن موسكو تتحلى بالمرونة ويسعدها توسيع القائمة. وأضاف أن الولايات المتحدة وعدت بتقديم قائمتها.

إيران تؤيد مرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر

إلى ذلك، لمحت إيران أمس الجمعة (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إلى أنها تفضل مرحلة انتقالية في سورية مدتها 6 أشهر، تعقبها انتخابات لتحديد مصير الرئيس بشار الأسد، وهو اقتراح طرح في محادثات السلام كتنازل، لكن خصوم الرئيس يرفضونه ويقولون إنه حيلة لإبقائه في الحكم.

وقالت المصادر إن الاقتراح يرقى إلى حد تنازل طهران عن التمسك ببقاء الأسد في السلطة، لكن خصوم الأسد يقولون إن إجراء انتخابات جديدة سيبقيه في الحكم إذا لم تتخذ خطوات أخرى لتنحيته.

الأمم المتحدة: المحادثات قد تمهد الطريق لحوار بين طهران والرياض

قال دبلوماسي في الأمم المتحدة إن المناقشات بشأن سورية بمشاركة إيران والسعودية معاً للمرة الأولى أمس (الجمعة) في فيينا، يمكن أن تمهد الطريق أمام مفاوضات أكثر شمولية بين هذين البلدين في نزاعات أخرى مثل اليمن والعراق.

وأضاف وسيط الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد «لديَّ اعتقاد قوي أنه في وقت ما يجب أن يكون هناك حوار مباشر بين دول الخليج، وخصوصا السعودية، وإيران. فهم جيران ولديهم كل الأسباب للتوافق».

الجيش الروسي يعلن تدمير 1623 «هدفاً إرهابياً»

وأعلن الجيش الروسي أمس (الجمعة) أنه دمر 1623 «هدفاً إرهابياً» في سورية في شهر، بينها 51 معسكر تدريب و131 مخزن اسلحة.

مقتل 90 شخصاً جرّاء القصف

ميدانياً، قُتل 90 شخصاً أمس (الجمعة) جراء قصف صاروخي وغارات جوية على مناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في سورية. وبين القتلى 17 طفلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدفت قوات النظام السوري مدينة دوما في ريف دمشق حيث قتل 57 شخصاً بينهم 5 أطفال. وفي شمال سورية، أحصى المرصد مقتل 32 شخصاً بينهم 12 طفلاً جرّاء غارات جوية شنتها طائرات حربية لم يعرف ما اذا كانت روسية ام تابعة لقوات النظام على احياء عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب.

الجيش السوري يعلن قتل 19 مسلحاً في مناطق متفرقة

وأعلن الجش السوري أمس (الجمعة) أنه قضى على عدد من المسلحين خلال عمليات مركزة استهدفت أوكار تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على لائحة الارهاب الدولية وما يسمى «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية.

وذكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية، نقلاً عن مصادر ميدانية أن وحدات من الجيش السوري سيطرت على كتل أبنية جديدة ودمرت تحصينات لمسلحي «جبهة النصرة» خلال عملياتها العسكرية المتواصلة على محور نولة - مرج السلطان جنوب الغوطة الشرقية.

وفي منطقة دوما كثفت وحدات من الجيش عملياتها على أوكار ما يسمى «جيش الإسلام» حيث قضت على اثنين من المسلحين في حين سقط ثلاثة مسلحون قتلى في مزارع ميدعا شرق مدينة دوما.

وفي مدينة دوما نفذت وحدة من الجيش السوري عملية أسفرت عن مقتل خمسة مسلحين.

وكانت وحدات من الجيش السوري قضت قبل يومين على 23 مسلحاً بينهم ليبيون وعراقيون من تنظيم «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» في عمليات نفذتها على أوكارهم في دوما ومزارعها وزملكا ومرج السلطان في الغوطة الشرقية.

عمال الإنقاذ ينقلون جثة بعد غارة جوّية في دوما شرق دمشق أمس
عمال الإنقاذ ينقلون جثة بعد غارة جوّية في دوما شرق دمشق أمس

العدد 4802 - الجمعة 30 أكتوبر 2015م الموافق 16 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:05 م

      الاسد أو لا احد

      تحية اجلال واكبائر للاسد

    • زائر 2 | 7:00 ص

      الله يحفض الاسد

      ويحفض سوريا

    • زائر 5 زائر 2 | 2:44 م

      الله يحفظ سوريا

      ولا يحفظ الأسد

    • زائر 1 | 1:21 ص

      صباح الخير

      نقطه على السطر لا سوريا بدون بشار الأسد وخلصنه لا تعبوا روحكم رحتوا على فوق نزلتوا إلى تحت مكنه الحرب شغالة حتى تطهر الأراضي السورية من الارهابين المتمثلين في داعش والنصره والبطه والجبهة إلا اسلاميه وكل خواتها تريدون حرب الارهابين تفضلوا اما الكلمه الفاصله للشعب السوري هو من يقرر وهو من ينتخب رئيس للجمهورية السورية والسلام

    • زائر 4 زائر 1 | 2:43 م

      وانت

      وش دخلك في سوريا خليك في حالك.. ونعجتك بيترك الحكم غصب عليك وعليه

اقرأ ايضاً