العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ

ما بعد تفجيرات باريس

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في آخر فيديو يُصدرُه تنظيم «داعش»، حذَّر متحدِّثٌ باسم التنظيم الإرهابي الدولَ التي تشارك في شَنِّ غارات جويّة في سورية من أنها ستلقى نفس مصير فرنسا؛ وذلك في إشارة إلى هجمات باريس يوم الجمعة الماضي، والتي أوقعت 129 قتيلاً ومئات الجرحى. في أعنف هجوم إرهابي تشهده فرنسا.

استهداف المدنيين في مدينة أوروبية بالصورة البشعة التي شاهدها العالم، جاء بعد إسقاط طائرة ركاب مدنية روسية بعد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في مصر، وهذا كلُّه يفتح صفحة جديدة من الأعمال الإرهابية. وهذه الصفحة من شأنها تغيير قواعد اللعبة الحالية؛ لأنّ توسيع «داعش» لساحات ووسائل القتال خارج سورية والعراق أصبح يمثل خطراً على دول عديدة وقوى عالمية، وجميعها في آن واحد.

وبينما تعيش باريس الصدمة لحدِّ الآن، فإنّ مسار الأحداث بدأ يتغيّر بالفعل، وإجماع القوى العالمية من شأنه أن يؤثر مباشرة في ما يجري على الأرض في المناطق التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية. فمن أهم نتائج الأعمال البشعة، هو توحُّد الرأي العام المساند لتحديد مَنْ هو العدُوُّ الحقيقيُّ المباشر، وتوجيه الجهود لمواجهة الإرهاب والبدء بمنابعه الفكرية والمالية والعملياتية من دون لبس ومناورات.

إن النهج المقيت الذي تتبنّاه الحركات الإرهابية، لم يعُدْ يؤثّر فقط في بلدان المنطقة، وإنّما بدأت سمومُه وآثارُه تنتشر بصورة سرطانيّة تهدِّدُ الأمْنَ والاستقرار في بلدان عديدة ومناطق مختلفة، وفي كلِّ أرجاء العالم.

كما أن ما قام به التنظيم الإرهابي في فرنسا يفتح أبواب البلاء على العرب والمسلمين المقيمين في تلك الدول، إذ إن أشكالهم ومناطقهم ومساجدهم أصبحت الآن هدفاً للحركات اليمينية التي ستجدُ فيما يحدث فرصةً للنيل من الإسلام والمسلمين. وعليه، فإنّ المسلمين سيتوجّبُ عليهم أن يُحدِّدوا وُجهة نظرهم وأن يُعلنوا مواقفهم بصراحة ومن دون لبس، وأن يُبعدوا أنفسهم عن النهج الذي يُهدِّدُ أمنَهم واستقرارهم، وأمن واستقرار الآخرين.

تفجيرات باريس قد تكون «نذير شؤم» بأنّ مثل هذه الجرائم البشعة ستتكرَّر في أكثر من مدينة وبلد، ولكن «ما بعد تفجيرات باريس» قد يكون بداية لإعادة تشكيل نظام إقليمي جديد، بدعم دولي، يتوحَّد ضدَّ عدوٍّ مشترَك يسعى حاليّاً لنشر الفوضى والعبث بأرواح المدنيين في كلِّ مكان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • sabah.fardan | 2:04 م

      ما بعد تفجيرات لبنان و باريس حرق ما تبقى من الدول العربية ... ام محمود

      3 امور رهيبة حدثت في فترة متقاربة جدا تفجير الطائرة الروسية في الجو و قتل الركاب في مشهد مأساوي و الهجوم على الضاحية الجنوبية في لبنان و سقوط عدد كبير من الشهداء و المجزرة المروعة في باريس و ما حدث بعدها اليوم بوتين يقول ان الانتقام لا مفر منه و يقصد بضرب سورية بدون رحمة و هولاند سيكرر نفس الكلام و نفس الأهداف

    • زائر 12 | 9:53 ص

      شكرا استادى

      هؤلاء المستكبرين الذين يحاربون الله مستعدين اضحون بكل البشريه حتى لو مواطنينهم اهمشى مصالحهم ويريدون هم فقط ان يتحكموا فى العالم
      ونسو انه الله فوق عليهم وهو الذى سيحطمهم ويفنيهم يمهل ولايهمل
      صبرا ياشعوب المظلومة هؤلاء سينحدرون بقوة الله وسيحشرهم كلهم فى نار جهنم
      قولوا امين اللهم انصر الاسلام الصحيح واهلك اعداء الله

    • زائر 11 | 4:44 ص

      سبتمبر 11

      سيناريو سبتمبر 11 سوف يحل بالمنطقة و العالم.

    • زائر 10 | 2:53 ص

      خدعة أوروبية

      لا يفوتك يا دكتور أن هذه خدعة أوروبية عالمية بعدما إختلف الأوربيون مع أردوغان تركيا على التدخل الروسي في سوريا بين عجز الأوربيين عن رد الروس وبين رغبة الأتراك في ذلك ما حدا بالأخير أن فتح الحدود لآلاف اللاجئين مغرقا أوربا في أزمة عالميه باستثناء ألمانيا اللتي تعاملت مع الأزمة بذكاء واستثمرت اللاجئين في تحريك إقتصادها الذي بدأ يفقد حيويته في ظل غياب الطاقة الشبابيه والحرفية
      فكانت الخدعة أن نحدث الحدث الجلل في فرنسا التي تطمع أيضا في نفوذ أكبر في منطقة الشرق الأوسط على أن ينضم لها دول المعاناة

    • زائر 9 | 12:45 ص

      زرعوه فارتد عليهم ولن يرحم الارهاب احدا

      ثلاث دول اوروبية ودول عربية هي منبع الارهاب
      واذا استطاع العالم ان يشير الى هذه الدول من غير تحفظ حينها سيقضى على الارهاب

    • زائر 8 | 12:43 ص

      زائر 3

      انته اعمى ام ران على قلبك الضلال شلون تقارن بين من اذل اعمامك الصهاينه اليهود واذاقهم المر والهزيمه وبين من ينتهج الفكر الضال الذي يقتل ويفجر الابرياء ويحل جهاد النكاح ل............

    • زائر 7 | 12:39 ص

      معروفه الدول

      اللي نتج منها هذا الفكر المتخلف ولا داعي لدفن الرؤووس في الرمال فمناهجها التكفيريه ععمت في كل دول العالم وفي مساجد اوربا حتى ان داعش اقر نفس الكتب في مادة الدين في المناطق الخاضعه تحت سيطرته لانه وليد هذا الفكر
      ماذا نترجى من..........

    • زائر 5 | 12:08 ص

      هل هي مصادفة

      اليس تموييل ودعم داااعش لتنشر الفوضى وتعبث بارواح الناس هو ما بشرتنا به السيدة كوندليسا رايس تحت عنوان الفوضى الخلاقة؟

    • زائر 3 | 11:06 م

      داعش و حالش

      لا فرق بين داعش و حالش

    • زائر 6 زائر 3 | 12:37 ص

      الحديث عن داعش

      ويش دخل حزب الله في الموضوع ؟ ......دين ما فيه مقارنه بين داعش وحزب الله

    • زائر 2 | 10:58 م

      ويلاه

      ماذا بعدها قتل المسلمين

    • زائر 1 | 10:32 م

      اجتمع فرانسوا هولاند مع الجمعية العامة امس

      وقرر انهم سوف يعدلوا الدستور لكي يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات الأمنية وتعديل الدستور الفرنسي يعني تعديل المادة التى تمنع سحب الجنسية الفرنسية وترحيل الإرهابيين ،وهو ما يجب تطبيقه في جميع الدول التي تتعرض لهجمات ارهابية كما هو الحال في البحرين حان الوقت لتعديل الدستور والغاء هذه المادة أسوة بفرنسا

اقرأ ايضاً