العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ

هل يحق للغرب أن يكره المسلمين

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد كل هذه الفظائع التي تم ارتكابها خلال السنوات القليلة الماضية على أيدي «مسلمين» بدءاً بأحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وانتهاء بالمجزرة التي وقعت قبل أيام في فرنسا، وما بين ذلك من جز الرؤوس على الهوية وأكل الأكباد والتفنن في ابتكار أشنع طرق القتل والإعدامات وسبي النساء وفرض الجزية على النصارى واليهود وأصحاب المذاهب الأخرى، هل يحق للغرب والغربيين أن يكرهوا كل ما يتصل بالمسلمين والإسلام؟ أم أن ذلك يعد تعميماً غير مبرر وخلطاً للأوراق وأخذ البريء بجريرة المجرم؟

لا يمكن فهم «وليس تبرير» ما يحصل من استهداف للدول الغربية ما لم يتم استعراض دور هذه الدول في خلق وتغذية هذه التنظيمات التي فقدت الإحساس بالواقع والمنطق وباتت وحشاً مفترساً يعادي الجميع. فإن ما تقوم به هذه القوى الهمجية التكفيرية لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال كما لا يمكن تبرير قتل مواطن بريء لمجرد أن دولته أو حكومته قد ارتكبت أخطاء.

تاريخياً، فإن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية قد ساهمت بشكل غير مباشر في بروز ظاهرة التكفيريين وحركات التطرف في العالم منذ فترة الاستعمار حين استعبدت الشعوب وسرقت خيرات الدول، وقتلت الملايين من المناضلين من أجل التحرر الوطني، وكمثال على ذلك يكفي أن نذكر أن ليبيا قدمت مليون شهيد من أجل التحرر من الاستعمار الإيطالي.

وحتى بعد فترة الاستعمار وقفت هذه الدول مسانداً وداعماً للحكام المتسلطين في جميع أنحاء العالم ضد شعوبهم، وبدل أن تدعم وتساهم في نشر مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان تآمرت مع الدكتاتوريين لخنق جميع الأصوات المنادية بالحرية، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية، فقامت في بعض الأحيان بشنِّ حروب مباشرة كما حدث في العدوان الثلاثي على مصر (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) حين قام الرئيس الخالد جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، كما تآمرت وكالة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع وكالة الاستخبارات البريطانية للإطاحة بحكومة رئيس وزراء إيران محمد مصدق في العام 1953 بعد أن اتخذ مصدق قراراً بتأميم شركات النفط، وساهمت المخابرات الأميركية في اغتيال المناضل الأممي تشي جيفارا الذي كان يناضل من أجل تحرير أميركا اللاتينية من تسلط الدكتاتوريين في تلك القارة، وهناك تآمر الولايات المتحدة لإسقاط رئيس تشيلي الوطني سلفادور إليندي، وليس آخراً رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد الاستقلال باتريس لوممبا الذي اغتالته القوات البلجيكية في العام 1961 بعد أن شكل خطراً على المصالح البلجيكية في الكونغو... والقائمة تطول.

في فترات لاحقة ساهمت الدول الغربية وبشكل مباشر في بروز التيارات الإسلامية التكفيرية من خلال تقديم الدعم بجميع أنواعه من مال وأسلحة وعتاد للمجاهدين الأفغان الذين كانوا البذرة الأساسية لجميع حركات التطرف في العالم والتي أفرخت «طالبان» و«القاعدة» و«بوكوحرام»، و«داعش» و«جبهة النصرة» وغيرها.

لقد غذت الدول الغربية بذور التطرف في كل مكان بدل أن تسقي بذور الديمقراطية والحرية ومفاهيم حقوق الإنسان للحفاظ على مصالحها، ولعدم إقتناعها بأن للشعوب وحتى وإن كانت متخلفة عنها بأشواط أحلاماً وأماني بأن تحيا وفق ما تقتضيه الطبيعة الإنساية بحرية وكرامة... وحتى وإن أرادت في الوقت الراهن التكفير عما اقترفته في السابق فإن ذلك قد يكون متأخراً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 10:40 ص

      هذه بضاعتكم رُدت اليكم

      فرنسا و غيرها من الدول الغربية هم الذين جهزوا داعش بالسلاح المتطور ، و عليهم ان يحصدوا زرعهم

    • زائر 18 | 10:03 ص

      رد على زائر 4

      تركت كل الطغات الامريكان والغرب الذين دمرو البلدان وسفكو الدماء على ايدى عرب كفروا بالله وسفك الدماء وقطعو رؤووس الاطفال والنساء والرجال والشباب لاجل الاموال واتهمت المراجع العظام الذين يبثون السلام فى انحاء العالم
      لماذا كل مايحصل شر فى العالم تتهمون ايران لولا ايران لستولى الغرب على الشرق الاوسط انصحك ان تقرا جيدا التاريخ وتغسل كبده من الاظغان

    • زائر 17 | 9:57 ص

      كره العرب المسلمين

      هادى لعبة اتخدتها السلطات الكافره الاجانب والغرب والعرب لكى يغطو على انفسهم والعالم كله يعرف انه هادى السلطات التى لاتخاف الله هم الارهاب والشعوب بريئه عنهم معدا العرب الذين يتبعون الدواعش التكفيريين اعداء الله اما جميع الشعوب الطيبه بريئه عن الارهاب والله يهلك الارهابيين

    • زائر 15 | 4:08 ص

      السبب بسيط

      كل ماقلته عن الغرب صحيح لأنهم كانو وما يزالون يعملون من اجل مصالحهم وازدهار دولهم ورفاهية شعوبهم . هل تستطيع انت او انا او غيرنا ان يلومهم ؟ ادا كانت الفلول ولا اسميها الشعوب العربيه نائمه وتعيش مثل البهائم لم تتمكن من استيعاب ما كان وما زال يجري حولهم فهدا ليس خطأ الدول الغربيه . انا عربي مسلم ولكني اخجل حينما اري واسمع عن سلوكيات وتفكير ابناء افقر قريه هنديه او ماليزيه لأنه لا يوجد مجال للمقارنه لأننا اصحاب فشخرات وافشار وانحطاط واحتقار بعضنا لبعض وهده ايضا احدي نجاحات الغرب لتفريغ جماجمنا .

    • زائر 14 | 3:20 ص

      نحن المسلمين نكره الغرب

      نحن المسلمين نكره الغرب وأذنابهم لأنهم هم من صنع الإرهاب والإسلام التكفيري المجرم وهم من يخطط أقصد الغرب لتقسيم بلاد المسلمين وهم من يمول الإرهابيين كداعش والنصره والقاعده و و و .
      تتطنزون علينا يعني .. الغرب وأعرابها هم سبب ما نحن فيه و نقطه.

    • زائر 16 زائر 14 | 8:54 ص

      الاشرار يتحكمون في العالم

      Iوالله ياستاذ أقول لك شي ان مجموعة من الاشرار من كافة أنحاء العالم هي المسيطرة على مصائر شعوب وملايين من البشر وهؤلاء منهم من هو من الغرب ومنهم من هو من الشرق وفيهم امريكان وإنجليز ويهود وأوروبيين وعرب تجمعهم جميعا الانتهازية وخلو الضمير كل مايجري هو يَصْب لمصالحهم الشخصية والضحية هم البسطاء من كل الشعوب

    • زائر 13 | 1:22 ص

      ح.... كان يفجر المدنيين و السفارات و يختطف الطائرات في الثمانينيات و التسعينات

      لا تقول ............ة هي فقط من استخدمت التنظيمات الإرهابية لتصفية حساباتها. ايران ايضا استخدمت تنظيم القاعدة في العراق و افغانستان لضرب القوات الأمريكية و الضليعين في مثل هذه الأمور يعرفون ذلك جيدا.

    • زائر 12 | 1:07 ص

      لأننا مسلمين بلا اسلام لذلك يحقّ لهم

      لو كنا مسلمين حقّا وحاملين لرسالة السلام ودين المحبة ومتمم الاخلاق لما حصل لنا ما حصل.
      لكننا نحمل دين اكثر من يستهين بالدماء ويجعلها عرضة للتصفية لمجرد الاختلاف في الفكر

    • زائر 11 | 1:00 ص

      ليبيا او الجزائر او تداخل في المعلومات !

      نعرف ان الحزائر التي قدمت مليون شهيد وتسمى بلد المليون شهيد

    • زائر 10 | 12:58 ص

      لا يمكن التعميم

      صحيح نحن لا نلوم الدول الغربيه اذا كرهة المسلمين والاسلام ولكن ان يعمم كل المسلمين فهذا خطأ هناك فئه تكفيريه تحسب نفسها على الاسلام ولكن الاسلام بريء منهم ومن افعالهم

    • زائر 9 | 12:48 ص

      الرسالة السمحاء جعلوها منبع الارهاب

      رسالة السماء السمحاء التي جاءت لتتمم مكارم الاخلاق جعلها بعض اتباعها منبعا للارهاب وسفك الدماء من غير وجه حق.
      ما عليك الا ان تدخل تويتر وتكتب بعض الكلمات لترى كيف انتشر الارهاب في العالم العربي

    • زائر 8 | 11:57 م

      الامبريالية المتوحشة

      نعم لقد غذى الغرب بذور التطرف في كل مكان بدل ان يسقى بذور الديمقراطية وحقوق الانسان وقد آثر مصالحة على آمال وتطلعات الشعوب، وكان الناتج داعش وماعز واخواتهما

    • زائر 7 | 11:54 م

      اكرر

      نعم كل الذين يتصلون و يتعاملون و يعملون مع العرب يحملون معهم الضغينة و الكراهية للعرب. بسبب ازدواجيتها في المعايير و ظلمهم للطبقات الفقيرة و المحتاجة التي تأتي للعمل في بلدانهم و عدم تطبيقهم للاتفاقيات الالتحامية و غيرها التي توقع معهم. يكفي ان تجلس مع الغربيين الذين يعيشون بيننا لتكتشف حقيقة شعورهم نحونا.

    • زائر 5 | 11:52 م

      الحق علينا

      يجب علينا تعرية الفكر الضال ومحاربته...فئة من المسلمين ذات الفكر الملتوي هي السبب في هذه الأعمال البربرية...يجب علينا قبل التفكير فيما إذا كان الأخرون سيكرهوننا أم لا أن نبادر إلى محاربة هذا الفكر المنحرف..عملنا في هذا المجال لن يعطي لهم ذريعة لكراهيتنا...
      نقطة أخرى...بلد المليون شهيد هي الجزائر وليس ليبيا...

    • زائر 4 | 11:10 م

      الوحشية

      الوحشية و الاٍرهاب لم نعرفها في المشرق العربي بعد وصول النظام ا...........للحكم في ايران فهي ام المصائب و التطرّف و الأفكار ...

    • زائر 3 | 9:54 م

      مسلم مقيم بالخارج

      مجرد تعليق بسيط لعنوانك : نعم محق ، وليس الغرب فقط أن يكره المسلمين ، بل حتى الشرق ووووو ، أعمال بربريه مثل التي تحصل الآن ومثل التي تحصل في أماكن أخرى وبلدان مسلمه كباكستان وأفغانستان، أعمال بربريه في كل مكان ولناس يدعون الإسلام، بالطبع يكرهون الإسلام ويكونوا منبوذين في بقاع الأرض .

    • زائر 2 | 9:54 م

      مسلم مقيم بالخارج

      مجرد تعليق بسيط لعنوانك : نعم محق ، وليس الغرب فقط أن يكره المسلمين ، بل حتى الشرق ووووو ، أعمال بربريه مثل التي تحصل الآن ومثل التي تحصل في أماكن أخرى وبلدان مسلمه كباكستان وأفغانستان، أعمال بربريه في كل مكان ولناس يدعون الإسلام، بالطبع يكرهون الإسلام ويكونوا منبوذ

    • زائر 1 | 9:52 م

      الحكومات الغربية شريكة مع بعض الانظمة

      وكما قالها بوتن ان بعض الدول الحاضرة في مؤتمر العشرين هي مصدر الارهاب وداعمته اتمنى لو ان شجاعة بوتن كانت كافية ليشير باصبعه لهذه الدول بالاسم

اقرأ ايضاً