العدد 4823 - الجمعة 20 نوفمبر 2015م الموافق 07 صفر 1437هـ

معالجة جذور الإرهاب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس الجمعة (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) انتقلت الأخبار من هجمات باريس (التي حدثت الجمعة الماضية) إلى باماكو، عاصمة مالي؛ إذ تبنّت جماعة «المرابطون» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الهجوم على فندق «راديسون بلو»، حيث قام الإرهابيون بالهُتاف «الله أكبر» قبل أن يبعثروا جثث أناس تصادَفَ وجودهم في المكان عند تنفيذ الهجوم.

مرة أخرى ستتركز الأخبار على وصف ما حدث، وكيف تمّ قتل الناس بعشوائية ووحشية، وستتابع الأخبار عدد الضحايا، وعدد الإرهابيين الذين قُتلوا أو انتحروا أو هربوا، وكيف دخلوا المكان، وكيف تمكنوا من فعل ما فعلوا. كما ستنقل لنا الأخبار المشاهد المؤثرة لمن نجا وكيف نجا، وسنتواصل في متابعة كل ذلك، إلى حين حدوث العمل الإرهابي التالي، ومن المحتمل أن يكون في يوم الجمعة المقبل، الذي من المفترض أن المسلمين يصلون ويتواصلون خلاله، بينما خصصته جماعات تحمل اسم الإسلام من أجل سفك الدماء.

مهما عرفنا عن هذه التفاصيل المؤلمة، ومهما كانت الإجراءات التي ستُتَّخَذ لمنع حدوث هذه الأعمال، فإنّ المشكلة لا تكمن في قتل من يقتل الآخرين ويقتل نفسه؛ لأنّ هناك من سيلتحق بنفس النهج، إذ إن هناك تكاثراً لمن يستلهم الفكر المتطرف الذي يتم الترويج له في كل مكان وتحت أعذار شتى. إن المصدر لكل ما يحدث ليست مباني يمكن السيطرة عليها، كما أنها ليست بشراً يمكن القضاء عليهم. إذ تم قتل العديد من قادة هذه الجماعات، وتم تدمير الكثير من مقراتهم، ولكن هناك عدد أكبر ممن يلتحقون بالإرهاب ويمارسون نشاطاً أكثر وحشية.

إنّ تفاصيل ما يحدث أمامنا ليست سوى أعراض لمشكلة أعمق تكمن في الثقافة وفي المناهج التعليمية وفي الخطب وفي الكتب وفي وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل التي تتبنى وتروج لفتاوى ومفاهيم تعيد إنتاج المتطرفين باستمرار.

إن من يعتقد بأنّ مثل هذا الطرح - الذي لا يعترف بالآخر - ينفع في شيء، أو يرضي الله سبحانه وتعالى، فإنه أكثر من مخطئ؛ فالبلاء يعمُّ الجميع، ويهدد أمن واستقرار مختلف المناطق والبلدان. إن قادة المسلمين من جميع المدارس الفقهية عليهم أن يأخذوا مواقف عملية، أكثر من الشعارات، تطرح لمن يتبعهم نهجاً يقبل التعايش السلمي فيما بينهم، وفيما بينهم وبين باقي البشرية... وهذا سيكون بداية الحل من الجذور.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4823 - الجمعة 20 نوفمبر 2015م الموافق 07 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • sabah.fardan | 10:51 ص

      من أسباب الفتن المهلكة ... ام محمود

      جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع
      عن الإمام الباقر ع قال: (خطب أمير المؤمنين ع الناس فقال: أيها الناس، إنما بَدْءُ وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع وأحكام تُبتدَع، يُخالَف فيها كتابُ الله يتولى فيها رجال رجالاً
      فلو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حِجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيُمزجان فيجيئان معاً فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى)

    • زائر 25 | 5:42 ص

      الارهاب له دين و مذهب واحد

      والكل عارف انهم صناعة بريطانية بإدارة امريكية لمصلحة اسرائيل ،،، و هذا هو القول الفصل

    • زائر 22 | 1:28 ص

      احم احم

      الارهاب ما يتعالج اللا اذا غيرت عقلية الانسان العربي ؟ الانسان العربي ايحب الفوضى والمعتقدات اللي تدفع بالشارع الى الفوضى
      وحتى لو حملت شعارات السلمية الارهاب متغلغل في عقول كل العرب وطبيعة الطقوس والنظرة المجمعية والعادات والدين هو المحرك للارهاب ؟
      لما اتغير المعتقدات راح يتغير هدا الانسان والمجتمع ؟ والله ويش معنى كل المعتقدات والديانات هم ناس محترمين واتشغل الراديو وتسمع المسلمين فجرو وقتلوا واغتصبو وسرقو ؟
      ويش معنى هدي الامة اللي ما منه فايدة بالتحديد هي اللي اتمارس الارهاب

    • زائر 26 زائر 22 | 8:22 ص

      هكذا يتم

      غسل الأدمغه

    • sabah.fardan | 1:28 ص

      بلجيكا و عاصمتها بروكسل رفعت حالة التأهب تتوقع حدوث ارهاب على أراضيها ... ام محمود

      رفعت بلجيكا مستوى التأهب لخطر الإرهاب في العاصمة بروكسل لأقصى درجاته، ما يعني أن المدينة ربما تواجه تهديدا إرهابية وشيكا.
      وقالت السلطات إن التهديد بالغ الجدية أيضا.
      غير أن التأهب في بقية أنحاء البلاد لا يزال عند مستوى أقل رغم تأكيد السلطات أن الوضع يبقى خطيرا.
      وقال مركز الأزمات الوطني في بيان رسمي إنه "بعد أحدث تقييم أجريناه، رفع المركز حالة التأهب لخطر الإرهاب إلى المستوى الرابع، ما يشير إلى تهديد بالغ الجدية بالنسبة لمنطقة بروكسل."

    • زائر 18 | 12:47 ص

      كيف نعرف أن داعش هي من يقف وراء كل هذه التفجيرات؟

      يعني مثلا لو أنا عملت لي حساب في تويتر و تبنيت تفجيرات باريس هل ستصدقونني؟
      هذه التفجيرات أعمال مخابراتية ... كل طرف ينتقم من الآخر بطريقته و الشماعة جاهزة، داعش .... ما هي داعش هذه التي تستطيع مراوغة و الهروب من أعتى أجهزة المخابرات الروسية و الغربية و الإيرانية و العربية و التركية.... أرجوكم كفاكم ترديدا للبروباغندا فلم يعد أحد يصدقها.
      فرنسا سترد بطريقتها على المحور الإيراني و داعش ستتبنى العملية كالمعتاد!

    • زائر 15 | 12:39 ص

      قال لينين ذات مرة: وظيفة الإرهاب أن يرهب. داعش هي وهم لا وجود له!

      من يتصور أن مجموعة من المراهقين المغاربة الذين هاجروا للغرب يستطيعون خداع 19 ألف جهاز مخابرات دولي و القيام بتفجيرات متزامنة في أماكن حساسة فهو واهم و مغسول دماغه كحال العامة ببروغاندا الإعلام الموجه.
      ما نشاهده اليوم من تفجيرات لطائرات و تجمعات في الغرب و الشرق هو الجيل الخامس من الحروب المخابراتية. كل جهاز مخابرات يكيد للآخر و الشماعة هي داعش ... أنا أفجرك لكي أرسل رسالة أو أنتقم منك و أرمي بالتهمة على داعش (أنت تعلم أنني من أقف وراء ذلك و ليس داعش) فتقوم بالرد علي و ترمي التهمة على داعش!

    • زائر 14 | 12:38 ص

      زرع الشرّ والشرور عملية سهلة ولكن اقتلاعه صعب كصعوبة قلع الشجرة عندما تتخذر في الارض

      زرع الشجرة واقتلاعها وهي صغير سهل وغير مكلف
      لكن حين تترك الشجرة تكبر وتتجذر يصعب اقتلاعها

    • زائر 11 | 12:25 ص

      ومن الذي تقترح عليه معالجة جذور الارهاب؟

      لا يوجد دولة في العالم أهل للثقة فمعظم بل كل دول العالم تسير وتسيّر وتجيّر كل الظواهر لصالحها بل بعضها تنشئ مذاهب فكرية معينة وترعاها لتخدمها وقت الضيق وهذا ما هو حاصل فعلا.
      داعش والقاعدة والنصرة والارهاب لم يظهر صدفة وفجأة بل هناك من خطّط وهناك من دفع

    • زائر 19 زائر 11 | 12:50 ص

      بما اننا نؤمن بأن الارهاب دولي

      فإننا نحتاج الى الى اراده دوليه لاقتلاعه والمصالح لا تسمح بإقتلاعه جدريا.

    • زائر 8 | 12:04 ص

      الإرهاب سلاح استخدمته وتستخدمه بعض الدول لأغراض معينة

      أكثر من مرّة اعترف مسؤولون أمريكان كبار بأنهم وراء إنشاء القاعدة بالتعاون المالي مع بعض دول الخليج أي أن الفكرة والترتيب أمريكي والتمويل عربي بترولي .
      لذلك لا نتوقع ان يقوموا بمحاربة الارهاب جديا وهو لا زال سلاحا فعّال
      وأما عن مسألة دماء الأبرياء فهذه ليس لها ادنى قيمة في السياسة الدولية فلتذهب الملايين من يسأل عنهم

    • زائر 20 زائر 8 | 12:52 ص

      و إيران أيضا استخدمت إرهاب القاعدة و حزب الله و الفصائل الفلسطينية!

      إذا قلت نصف الحقيقة فهذا يعني أنك كاذب ... إيران و المخابرات السورية كانتا تدعمان القاعدة و الزرقاوي لقتال القوات الامريكية في العراق ... و أمريكا كانت تعرف ذلك و اليوم هي تلعب اللعبة ذاتها مع الأسد و إيران و تذيقهم من الكأس الذي كانوا يسقونهم إياها.
      إيران أيضا استخدمت طالبان لضرب قوات الناتو في أفغانستان. الأمريكان لا ينسون و لا يغفرون يجب عليك تذكر ذلك دائما. أمريكا قررت القضاء على سياسة الفوضى الإيرانية بضرب إيران بها.

    • زائر 7 | 11:54 م

      الجذور لا تعالج بل تقلع .

      ويتم زراعة جديده . اللهم عجل لوليك الفرج .

    • زائر 17 زائر 7 | 12:41 ص

      متي

      من زمان ننتظر هل فرج المخفي

    • زائر 6 | 11:48 م

      صحيح

      يجب ات تجفف مستنقعات التحريض والكراهيه نعم هذه هي بداية حل المشكله .. الغريب في الموضوع انه يوجد مثقفين يؤيدون هؤلاء التكفيرين القتله الجبناء الذين يقتلون الانسان المدني الذي لا ناقه ولا جمل له في الموضوع ..والادهى والامر انهم يفجرون في الابرياء وهم يصرخون الله اكبر ههه شر البليه ما يضحك.

    • زائر 4 | 11:38 م

      مسلم

      لماذا لا نري اي هجمه لداعش في ايران رغم ان حدودها مع 19 دوله جميعهم لديهم مسامين منطرفين

    • زائر 9 زائر 4 | 12:11 ص

      لانها لا تدين بدين داعش

      ولا تتبناهم ولا تدعمهم وتبيدهم وهم بيوض قبل ان يفقسوا ويفرخوا.بينما جيران ايران مفرخة لهم.

    • زائر 10 زائر 4 | 12:16 ص

      ...

      الجواب بسيط لان اللي يفجر نفسه دائما من ا...... ! ............ مالهم وجود او فكر في ايران فقط في سنه على المذاهب الاربعه ام و...............وغيره غير مرحب بهم حتى من السنه الايرانين.

    • زائر 13 زائر 4 | 12:38 ص

      ايران

      لان ايران هي الدولة الراعية للتطرف و الطائفية

    • زائر 24 زائر 4 | 3:07 ص

      رد عاى مسلم

      عزيزي من قال لك أن إيران غير متأثرة بالفكر التكفيري فجنودها المرابطون مع حدود باكستان يقتلون بالعشرات سنويا من قبل التكفيريين الذين ينهلون من فكر إقصائي دموي تكفيري عفن تحتضنه دول خليجية رجعية متخلفة

    • زائر 3 | 10:25 م

      كلام جميل

      دكتور الإرهاب حول لبنان من ياريس الشرق الي مكب للنفايات من سنه 79 من وصول الحزب

    • زائر 2 | 10:06 م

      جذر الارهاب معروف بالأمس ربما حضره وزير وربما قاض وربما ضابط

      بالامس وفي الدقيقة الثامنة من حفل الكراهية الاسبوعي بث السعيدي في الدقيقة الثانية من خطبته الاولى و في الدقية الثامنة من من خطبته الثانية بث فيهما حقدا وكراهية تجاه المكو الشيعي وطالب اقصائيهم و حرمانهم من التوظيف و لاسيما في التعليم . بالطبع الخطبة وصلت لمسامع وزير العدل

    • زائر 5 زائر 2 | 11:43 م

      لن يتعلمو حتى يقع الفاس في الراس

      نعم

    • sabah.fardan | 9:14 م

      هجوم ارهابي رهيب مثل ما قال بان كي مون ... ام محمود

      ما يحدث في اكثر من بلد في العالم هو هجمات ارهابية و عنف و قتل متزايد بسبب دعم التنظيمات الارهابية .المتطرفين الذين دخلوا الفندق الراقي في مالي راديسون و المكون من 190 غرفة كانوا يملكون رشاشات و اسلحة متطورة و لقد ساعدت فرنسا باكثر من 40 ضابط لتحرير الرهائن و لكن داءما أثناء هذه العمليات العنيفة يسقط الكثير من المحتجزين قتلى و تشيع الفوضى في المكان .. القاعدة و داعش و بوكوحرام زاد الارهاب عندهم و الاسابيع القادمة ستكون الأسوأ الى نهاية العام وبداية 2016 هذه الشهور ستكون الأخطر

اقرأ ايضاً