العدد 4826 - الإثنين 23 نوفمبر 2015م الموافق 10 صفر 1437هـ

البنك الدولي: الكتب المصورة والأغاني تحسّن تعليم الصغار في بنغلاديش

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

قال "البنك الدولي" في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني إن الكتب التعليمية المصورة تساهم في تصغار في بنغلاديش.

وفي منزل متواضع في جنوب بنغلاديش، تروي "مينا" البالغة من العمر 19 عاماً قصصاً لابنها موسى الذي لم يكمل بعد عامه الثالث. تُعلّم مينا ابنها الأغاني والأناشيد. ويقوم الاثنان معاً بقراءة الكتب المصورة. ويحدق الطفل باهتمام في الصفحات، وفمه مفتوح من شدة الإثارة والتاثر.

تقول مينا بفخر "إنه يعرف الكتب بشكل جيد جداً. إذا أريته صورة ورقة شجر فإنه يقول لي: إنها من الشجرة". كما أنها تطرح أسئلة وهي تشير إلى صورة في الكتاب. وتضيف "عندما أسأل موسى: هل تستطيع أن تقول لي كم عدد ثمار البصل هناك؟... ويجيبني بشكل صحيح".

لم يكن موسى شديد الاهتمام دائماً. ولكن مينا تعلّق عليه اليوم آمال كبيرة. وتقول "الآن أرى الطاقة تدب في طفلي. أحلم بأن يكون الأول في فصله... وعندما يصبح طبيبا، سأكون فخورة جدا".

يعلم برنامج تحفيز وتشجيع الأطفال الصغار منخفض التكلفة، التابع لمؤسسة أنقذوا الأطفال، الأمهات وغيرهن من مقدمي الرعاية في العائلات بالغة الفقر كيفية التفاعل واللعب مع الأطفال تحت سن 3 سنوات. كما يعلمهن البرنامج التجريبي أيضاً كيفية الاستجابة بشكل مناسب للاحتياجات العاطفية والجسدية للأطفال.

وتقول مارجوري تشينين، وهي باحثة أولى بمعهد البحوث الأميركي وعضو فريق الدعم التابع للبنك الدولي الذي يقيّم تأثير البرنامج على نمو الأطفال "تلك السنوات القليلة الأولى يمكن أن تكون فترة الفرص العظيمة إذا تم تحفيز الطفل بشكل صحيح. أو يمكن أن تكون فترة ضعف شديد إذا تعرض الطفل للعنف أو التوتر والضغوط".

وتضيف تشينين "هذا هو السبب في الأهمية الشديدة لتثقيف الآباء والأمهات بشأن أهمية تحفيز الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة".

أصبحت مساندة تنمية الطفولة المبكرة الآن جزءاً من أجندة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك تقديراً لتأثيرها طويل الأمد على قدرة الأطفال على التعلم ولاحقاً على كسب الدخل وعلى الإنتاجية.

ويجري بالفعل تقديم البرنامج التجريبي التابع لمؤسسة انقذوا الأطفال من خلال برنامج التغذية القائم لدائرة التغذية الوطنية في بنغلاديش والذي تجري إدارته من خلال عيادات بالمجتمعات المحلية وزيارات منزلية. وفي إطار البرنامج التجريبي، يوفر مقدمو خدمات الرعاية الصحية المجتمعية وتنظيم الأسرة كل أسرة المشورة بشأن ممارسات التحفيز والتشجيع في مرحلة الطفولة المبكرة. ويستخدمون في ذلك الاجتماعات المباشرة في البيوت أو في العيادات المجتمعية خلال زيارات الرضع. وتحصل كل أسرة في البرنامج أيضاً على بطاقة لتنمية الطفل واثنين من الكتب المصورة، بالإضافة إلى إرشادات حول كيفية استخدام البطاقة والكتب.

كما يساند البنك الدولي وشركاء التنمية الآخرين بنغلاديش وهي تحاول إدراج تنمية الطفولة المبكرة في صلب التعليم العام من خلال برنامجها الكبير للتعليم الابتدائي. وفي الأماكن التي تكون فيها القدرات العامة لتقديم التعليم ما قبل الابتدائي غير متوفرة بعد، يسعى البرنامج إلى العمل مع المنظمات غير الحكومية التي تخدم الأطفال، وخاصة في المناطق النائية.

من جانبها مدير أول التعليم بالبنك الدولي، قالت كلوديا كوستين "يمثل العمل مع الآباء لمساعدتهم على زيادة الارتباط بأطفالهم من خلال تحفيز عقولهم بالكتب والقصص وسيلة فعالة جداً لضمان التنمية الصحية والاستعداد للتعلم في المدرسة".

يعاني 61 مليون طفل في بنغلاديش من سوء التغذية ومشاكل تنموية أخرى. ومعظم الأطفال ينقصهم التحفيز المناسب وفرص التعلم المبكر. وهناك بعض الأدلة على أن برامج مثل برنامج أنقذوا الأطفال يمكن أن يحسن تنمية الأطفال الصغار. ولم يتوفر حتى الآن سوى قدر ضئيل من المعرفة عن كيفية تقديم هذه البرامج بطرق فعالة من حيث التكلفة في البيئات ذات الدخل المنخفض.

وتحقيقا لهذا الهدف، يقوم صندوق تقييم الأثر الاستراتيجي التابع للبنك الدولي بتمويل تقييم متعمق لبرنامج انقذوا الأطفال. وهو يعتمد على ضوابط تجريبية عشوائية مجمعة لتحليل الأثر في مناطق ساتكانيا ومولادى وكولاورا في بنغلاديش.

وفي إطار عملية التقييم، تم تحديد 78 عيادة مجتمعية بشكل عشوائي للمشاركة - أو عدم المشاركة - في البرنامج. ويقوم الباحثون بجمع بيانات لقياس تقدم تنمية الأطفال معرفيا ولغويا، فضلا عن جمع أدلة بشأن جهود أفراد الأسرة في مجال تحفيز الأطفال الصغار.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً