قال استشاري العلاج الطبيعي المتخصص في الفك، الدكتور مارك أوليفر، إن الممارسات اليومية الخاطئة قد تضر بمفصل الفك وتسبب آلاماً مزعجة، لافتاً إلى أن العلاج متوافر، وقد يكون مشتركاً بين أطباء الأسنان واختصاصيي العلاج الطبيعي.

وأوضح في محاضرة نظمتها جمعية العلاج الطبيعي البحرينية للتعريف بدور المعالج الطبيعي في علاج مشكلات الفكين، أن مفصل الفك معرض لكثير من الأمراض التي قد تكون أسبابها مجهولة أو غير متوقعة.

وأضاف أوليفر: «في الحقيقة هناك أمور عدة قد لا ترتبط بالفك مباشرة، إلا أنها تسبب آلاماً فيه من قبيل وضعيات الجلوس الخاطئة التي يكون فيها وضع الكتفين مسترخياً، أو خلل في وضعية الرقبة، أو آلام في الرأس».

وعرض مقطعاً مصوراً له مع مريضة تعاني من آلام في الفك قام بتعديل وضعية جلوسها لتصحيح وضعية الكتفين، وأبدت المريضة ارتياحاً من هذه الحركة.

وواصل: «تساهم وضعية الحوض الخاطئ التي تسببها أنماط غير صحية في الحركة كركوب الخيل، أو غيرها من الممارسات، على المدى الطويل، في إزعاج الفك. وقد يبحث المصاب عن علاج لآلام الفك فيعالج العرض ولا يفطن لعلاج المرض وهو اختلال وضعية الحوض».

ولفت أوليفر إلى أن وضعيات النوم الخاطئة تتسبب أيضاً في اختلالات مفصل الفك، إضافة إلى عوامل نفسية وخلقية.

ودعا إلى أهمية أنماط صحية تحافظ على قوام الجسم سليماً، خصوصاً في ظل الحياة العصرية التي تعتمد كثير من الأعمال فيها على أجهزة الكومبيوتر وانتشار الأجهزة الذكية التي يستخدمها كثيرون في وضعيات مختلفة تؤذي الجهازين العظمي والعضلي.

وبشّر بأنه على رغم وجود المرض، إلا أن هناك كثيراً من الحلول العلاجية له كالإبر الصينية، والعلاج بالتحريك اليدوي المفصلي (طريقة مولجن)، أو بالشريط الطبي، وتُجرى هذه العلاجات على يد اختصاصي العلاج الطبيعي.

وتطرق د. أوليفر في اليومين التاليين إلى مشكلات الحوض وكيفية تشخيصها تشخيصاً دقيقاً، وتحدث عن الآلام غير الظاهرة العرضية، والتي يكون مصدرها الحوض، وتطرق إلى طرق علاج وتأهيل الحوض بطريقة العلاج اليدوي.

من جهته، قال المنسق العام لجمعية العلاج الطبيعي البحرينية، الدكتور حسين ناصر، إن هذه المحاضرة، التي أقيمت على هامش ورشة عمل متخصصة «تأتي في سياق حرصنا على تزويد اختصاصيي العلاج الطبيعي بكل ما هو جديد في المجال».

وأضاف: «حرصنا أيضاً على دعوة أطباء الأسنان للمحاضرة ليتعرفوا على الدور الذي يلعبه المعالج الطبيعي في علاج مفاصل الفك».

وتوجه د. ناصر بالشكر الجزيل للمحاضر د. مارك أوليفر على ما قدمه في الورشة من معلومات قيمة وطرق علاجية مبتكرة لعلاج مشكلات الفك والحوض على حد سواء.

يذكر أن عدد المشاركين في الورشة، التي امتدت ثلاثة أيام، بلغ نحو 30 اختصاصياً من مجمع السلمانية الطبي، والمستشفيات الخاصة، ومن مستشفيات سعودية، منهم مشاركون من مستشفى أرامكو.