العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ

لماذا يتحدث السفير الأميركي عن طريق مسدود؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

المقال الذي نشره السفير الأميركي الأسبق في البحرين رونالد نيومان على موقع (Middle East Policy Council)، الجمعة الماضي (18 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، تضمّن تشخيصه لحالة الجمود السياسي التي تعيشها البحرين منذ خمس سنوات.

نيومان عمل سفيراً في البحرين في بداية فترة الانفتاح الذهبية (2001 - 2004)، وعاد إليها بعد عشر سنوات، ليجد الأوضاع مختلفةً عن تلك الصورة.

من الناحية الفنية، المقال المنشور بالإنجليزية طويل الحجم، إذ يقع في 3390 كلمة، وما نُشر منه أقل من الثلث، على سبيل المختصر المفيد. وقد تضمن 7 عناوين جانبية جاءت بالترتيب التالي حرفياً: حزب الوفاق (601 كلمة)، السنة (291)، ليس لدى الحكومة رؤية للحل (396)، انقسامات لدى الأسرة (253)، إيران والسياق الإقليمي (536)، العلاقات الأميركية البحرينية (536)، والخاتمة (567)، التي استهلها بالعبارة التالية: «البحرين اليوم أمام طريق مسدود»، وهي الفكرة المحورية للمقال.

في ذيل المقال، هناك 4 هوامش، نذكرها لمزيد من التوضيح، حيث يهتم الغربيون بالتوثيق كثيراً، الأول هو مقال للسفير نفسه، نشره عن البحرين أيضاً في شتاء 2013 بعنوان «البحرين الجزيرة الصغيرة والمعقدة جداً»؛ والثاني إشارة إلى اختلاف الأرقام المعلنة عن نسبة المشاركة في انتخابات 2014، ويذكر النسبة التي أعلنتها وزارة العدل (52.6 في المئة) نقلاً عن وكالة أنباء البحرين (بنا). أما الهامش الثالث فينقله عن «صوت أميركا» بعنوان «الشيعة يتقدمون في انتخابات البحرين»، بتاريخ 2010/10/23؛ وأخيراً، ينقل في الهامش الرابع عن نتاشا باولر في مقالها «البحرين تسحب جنسيات أشخاص من أصول فارسية»، بتاريخ 2015/12/10.

يفترض نيومان أن ما تنقله وسائل الإعلام العالمية من تحليلات عن البحرين تتناول النضال من أجل الديمقراطية وحملات القمع، لا تذهب إلى عمق الموضوع، فهو أكثر تعقيداً. وهو يعتمد النظرة الرسمية الأميركية التقليدية في تفسير الشأن البحريني، من حيث تقسيم المجتمع إلى شيعة وسنة وحكم، وهو أمرٌ قد لا يقرّه الكثيرون، كما إنه يتكلّم عن «الوفاق» فقط، حيث يعتبرها «المعارضة»، ولا يوجد أي جمعيات أو تيارات سياسية أخرى معارضة، مقابل كتلتين أخريين. وهي نظرةٌ لا تذهب إلى العمق بكل تأكيد، خصوصاً أنه يتناقض مع ما ينقله عن طرف رسمي من تسليمٍ وقناعة، بأن البحرين تشهد حركات احتجاجية دورية منذ العشرينيات. وهو تحليلٌ سليمٌ ومهمٌ، لأنه ينظر إلى الجذور الاجتماعية والاقتصادية للتحركات السياسية.

الرجل يعترف بأن ما حققته الحكومة من نجاح في إجراء الانتخابات الأخيرة وإنهاء التحرك الواسع في الشارع، لم يعالج الشعور الطائفي العميق بالمرارة، أو حل جذور الانقسام الطائفي بين «السنة» و «الشيعة»، لعدم الاقتناع بوجود نوايا جادة. وهو أمرٌ يتعمّق بسبب زيادة توتر الأوضاع الإقليمية، والتهاب النزاعات في العراق وسورية واليمن التي تلقي بظلالها على الداخل البحريني.

عند حديث السفير عن المعارضة، فإنه يحصرها في «الوفاق» (الشيعية)، أما حين يأتي إلى الجانب «السني»، فيقول إن المخاوف تعمّقت، إلا أنه لم يمكنه التحقّق من صحة ذلك، مع إشارته لأكثر من مرة، لوجود ميول واتجاهات قوية ترفض تقديم أي تنازل للمعارضة. كما يشير إلى تزايد الجماعات ذات النزعات المتطرفة، مع التحاق أعداد من البحرينيين بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وفي الداخل، هناك تباعد اجتماعي عن الجمعيات (السنية) التي ملّ المجتمع من أدائها المتعب في البرلمان، إلى جانب الانقسام السياسي، كما في حالة «ائتلاف شباب الفاتح» عن «جمعية الوحدة الوطنية»، وهو ما دعاه إلى القول بأن ليست كل الأصوات السنية مجرد صدى لآراء ومواقف الحكومة.

في أحد استنتاجاته المهمة، يقول بأن المجتمع الشيعي يحتفظ بقدرته على توليد الغضب واستمرار الاحتجاج، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على شيء من وراء ذلك، في المقابل، أصبح لدى المجتمع السني هوامشه الراديكالية والخطرة أيضاً، وهو ما تأخذه الحكومة في الاعتبار، وخصوصاً من جهة ما تمثله «داعش» من تهديدات.

نيومان تحدّث عن موقف الولايات المتحدة الذي يفتقر إلى رؤية سياسية واضحة، ما يجعل كل الأطراف في الشرق الأوسط غير راضية عنه... وهو ما ينطبق ربّما على مقاله، الذي لم يرضِ الحكم ولا المعارضة في البحرين!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 12:02 ص

      الملكي

      في الاسلام حكومة واحدة، هي حكومة الله، وقانون واحد، هو قانون الله، وعلى الجميع ان يعملوا بذلك القانون.
      - امريكا هي العدو الاول للشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم.
      السيد الامام الخميني قدس سره

    • زائر 18 | 6:03 ص

      أمريكا احد سببين للطريق المسدود

      لاشك ان امريكا هي السبب الاول للطريق المسدود فهي تنظر لمصالحها ولا يهمها الديمقراطية ولا هم يحزنون.. اما المعوق الاخر هي...

    • زائر 17 | 3:08 ص

      العمل السياسي المشترك لاغيره هو مفتاح الحل

      أما التفرقة فتبعد الاستحقاق الديمقراطي وتساعد من لايريد الديمقراطية

    • زائر 16 | 2:28 ص

      كلام السفير نيو مان

      تحليلاته صحيحه ليته يوصلها حق رئيسه ليفهم الوضع الصحيح في البحرين بدل التقارير المغلوطه التي كانت ترسل له.

    • زائر 15 | 2:18 ص

      ما لنا شغل بالامريكان

      الأمريكان ما يتدخلون في السياسة الداخلية لأي بلد لا و يتدمر هذا البلد .....

    • زائر 14 | 1:52 ص

      بزنس از بزنس

      سيدنا ..في اعتقادي ان مقال السفير لايعدو اكثر من بالونة اختبار لرصد ردة فعل الشارع البحريني

    • زائر 13 | 1:48 ص

      هذا واقعنا مع الأسف والمواطنين يشعرون بهذا الجمود أكثر من الخارج

      ونتائج هذا يصب بمزيد من تردي أوضاع الوطن والحوار الوطني السابق لم يكسر هذا الجمود حتى لو استمر اكثر والأسباب معروفة ما يهمنا هنا هو الشعب لم نستغل في السياسه مع بعض

    • زائر 12 | 1:43 ص

      البعض يطالب امريكا ان تكف يدها عن التدخل

      منطق امريكا هو المنطق الفرعوني الذي يرى له الحق في التحكم في كل بلاد العالم. هذا ............... شيلوه وهذا خلوه حسب مصالحنا هذا شرعي وذلك غير شرعي يعارض مصالحنا

    • زائر 11 | 1:35 ص

      الشيطان

      أمريكا لو ترفع يدها عن التدخل في شؤون دول العالم لأصبح بخير .

    • زائر 9 | 12:49 ص

      هذه أمريكا رأس الإجرام العالمي ومن يتوقع منها خيرا فهو واهم

      نعم وجهة نظري عن أمريكا وبريطانيا معها خاصة في هذا الزمن ان هاتين الدولتين هما رأس الارهاب وقمة الاجرام العالمي.
      عتبت كثيرا على معارضتنا عتاب الحبيب على حبيبه بتوقع الخير من بؤرة الشرّ.
      ربما يقل احدهم انه لا يوجد شرّ مطلق ولا خير مطلق ولكني اقول من غلب شرّه على خيره فتوقع الخير منه سذاجة

    • زائر 8 | 12:42 ص

      رئيس شورى الوفاق

      سيد جميل كاظم: السيدنيومان تشخيصك وعلاجك للمشكل السياسي في البحرين خارج نطاق سنن التاريخ وقد عفى عليهما الدهر وشبع وشرب فشكراً لتنظيراتك

    • زائر 6 | 12:03 ص

      امريكا عدوة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ولكن ذلتها روسيا سحبت البساط منها

      وتحب السيطرة على الشعوب العربية التواقة للعدالة والديمقرتطية لانها ستحرم من ثرواتها فهي السيد الدول العربية

    • زائر 5 | 11:42 م

      وين الحكومة عن أتباع داعش فى البحرين

      بالامس القريب طل علينا فى اليو تيوب أحد أوغاد داعش وإفاد صراحة ان أحد المواطنين تبرع ب8000 دولار لصالح داعش فماذا أنتم فاعلون ياحكومة أو اللى يعلق صورة صدام حسين اللى ذبح إخواننا الكويتين على سيارتة ماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 11:15 م

      صورة الولايات الامريكي قد انكشفت للعالم بأنها تقف من الحرية والديمقراطية على حسب مصالحها

      لو ارادت امريكا اصلاح حقيقي في البحرين , قأن الاصلاح سيحدث قي دقيقة واحدة لكن امريكا لاتريد ذلك لان بعترض مصالحها ( تمريكا هي الحاكم هنا وهي تستطيع فعل ما تريد )

    • زائر 2 | 10:51 م

      الأخ قاسم

      الصراحه المرأء يواجه صعوبه بالتفاهم يوم مدحه وأخذ بشته ويوم السفير مايعرف شيء ارسوا علي بر حيرتوا الحليم الي صار حيران

اقرأ ايضاً