العدد 4882 - الإثنين 18 يناير 2016م الموافق 08 ربيع الثاني 1437هـ

البحَّارة والبنزين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قدم العشرات من البحَّارة البحرينيين شكوى لدى شئون الزراعة والثروة السمكية، بشأن تضررهم من القرار الحكومي برفع أسعار البنزين، والذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من يوم الثلثاء الماضي 12 يناير/ كانون الثاني 2016، ومع أنّ القرار سرى على الجميع، إلَّا أننا نلتمس للبحّارة العذر، ونؤيّد شكواهم، ونتمنى من الحكومة مراعاة وضعهم.

البحّارة لديهم عديد من المشكلات الشائكة التي كتبنا عنها أعمدة كثيرة، منها قضيّة النوخذة البحريني، وقضيّة حظر صيد الروبيان وصيد القباقب في أشهر معيّنة من السنة، نضيف إلى ذلك شح الثروة السمكية بعد عمليات الدفان التي هاجرت بسببها أنواع وأصناف من الأسماك.

هل تستطيع الحكومة استثناء البحّارة من رفع سعر البنزين؟! وفي حال قبلت الحكومة ونحن ننتظر قبولها، ما هي الآلية التي تستطيع من خلالها ضبط المسألة؟! وإن تمّ إرجاع سعر البنزين السابق للبحّارة، هل سنشهد عملية تخفيض في أسعار الأسماك؟!

نضيف إلى ذلك بأنّ البحّارة في البحرين لابد أن يكون لهم وضعهم الخاص، وأن نحتويهم قدر الإمكان، فبجانب عملية صيد وبيع السمك، هم يبقون على مهنة عظيمة كانت مصدر الرزق الأوّل للآباء والأجداد، ولا يخفى على أحد أهمية هذه المهنة بالذّات.

ولو كان باستطاعتنا، لقمنا باستثمار البحر عن طريق البحّارة، كجزء من السياحة، فيستطيع البحّار على سبيل المثال أخذ مجموعة من السيّاح الى البحر ومساعدتهم في عملية الصيد، حتى يستمتعوا ويتعلّموا كيفية صيد الأسماك كلّ على طريقته، وأخذهم في جولة إلى معالم البحرين، وكذلك استطاعة السيّاح الوصول إلى قطعة جرادة مع البحّار والاستمتاع بالسباحة وما إلى ذلك.

البحّار البحريني لديه موهبة نبتت في عروقه، ولا أحد يقبل أن يبتعد البحّار عن البحر، أو يقل اهتمامه، بل نريد تشجيع البحّارة على ما يقومون به، ومساندتهم في مهنتهم، التي كانت تدر عليهم ذهباً في يوم ما.

مشاريع كثيرة سياحية تستقطب السيّاح يستطيع البحّارة من خلالها الاستفادة بجانب صيد الأسماك، فهم لديهم الخبرة في بحر البحرين والجزر المحيطة، ويستطيعون تقديم خدمات كتلك التي يقدّمها البحّارة في العقبة وفي شرم الشيخ، وصدّقونا سيجنون والدولة ذهباً مرّة أخرى.

أتذكر في رحلة صيد مع أحد البحّارة في الأردن بمدينة العقبة، أخذنا البحّار إلى رؤية معالم البحر ومن ثمّ رؤية إحدى الدبّابات الغارقة في البحر، وأيضاً مساعدة البعض على الغوص واكتشاف الجمال الطبيعي داخل البحر.

لنهتم بالبحّارة، ويا ليت الحكومة تراعي وضعهم، ويا ليت يقومون بتطوير مهنتهم، فهم لديهم الخبرة كما قلنا آنفاً، ولديهم القدرة على التحدّث عن جمال بحر البحرين، المسألة مسألة مبدأ وأولوية نوليها لبحّارة البحرين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4882 - الإثنين 18 يناير 2016م الموافق 08 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:39 ص

      الاسد

      انا اعرض حصول البحاره على دعم .. والسبب .. الجشع اللي نشوفه في اسعار الاسماك .. وبيع الربيان والقباقب على الشركات للتصدير ورفع الاسعار في السوق المحلي .. شنو استفاد المواطن والسوق المحلي من دعم الصيادين غير رفع الاسعار ؟؟؟؟

    • زائر 1 | 11:30 م

      القطاع السمكي هو من ضمن القطاعات الصامدة والمتبقية ولكن من دون أي دعم يساعده على البقاء ومواصلة المشوار، الله يستر من القادم وماذا يتربص بالصيادين وغيرهم ممن يعمل في هذا القطاع

اقرأ ايضاً