العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ

«الإصلاح» تؤكد وطنية مسارها ووسطية منهجها باختتام مؤتمرها السابع

حضور لافت من كوادر وأعضاء ومريدي جمعية «الإصلاح» أمس - تصوير عقيل الفردان
حضور لافت من كوادر وأعضاء ومريدي جمعية «الإصلاح» أمس - تصوير عقيل الفردان

اختتمت جمعية الإصلاح مؤتمرها السابع يوم أمس السبت (23 يناير/ كانون الثاني 2016)، تحت شعار (جمعية الإصلاح.. فِكْرٌ وَسَطِيٌّ ومسيرةٌ وطنية) بقاعة المؤتمرات بفندق كراون بلازا في المنامة، وبمشاركة مجموعة من المتحدثين من داخل مملكة البحرين وخارجها، وسط حضور لافت من كوادرها وأعضائها ومريديها.

وناقش عصر يوم أمس، ستة منتدين، أوراقا تمحورت حول دور جمعية الإصلاح الوطني، ودورها الوسطي في المجتمع البحريني، فيما خصصت الفترة الصباحية لحلقة نقاشية خاصة بالنساء جاءت تحت عنوان «دور المرأة العاملة للإسلام في إحداث التغيير الحضاري والنهوض بالمجتمعات المسلمة»، قادها رئيس قسم الصيرفة الإسلامية في جامعة البحرين فريد محمد هادي.

وفي ورقته، التي كان عنوانها «الإصلاح والإصلاح السياسي، تماشي الضرورة مع الواقع (الإصلاح نظرة من الخارج)»، وصف الباحث غسان الشهابي جانباً من مسيرة جمعية الإصلاح والتيار المنبثق عنها في تعاطيها مع الشأن السياسي العام منذ بدء تحرك آليات التحديث السياسي (مشروع الإصلاح السياسي) الذي أتى مع تسنّم صاحب الجلالة الملك لمقاليد السلطة في البلاد منذ مارس/ آذار 1999».

وتناولت ورقة الشهابي استعراضا أفقيا لبعض من المحطات الأساسية من تاريخ «تيار الإصلاح» في البحرين يتوقف عند المساهمة في وضع ميثاق العمل الوطني (2000-2001) والدخول في معترك البرلمان المحلي، وصولاً إلى الوضع الراهن، وبعضاً من المواقف التي وقفها التيار خلال هذه المرحلة، وخصوصاً في المراحل المفصلية التي مرّت بها البلاد.

وتلاه استعراض رأسي في محاولة للقراءة من وجهة نظر مراقبة لبعض المواقف، وكيف استقبلت من الأطياف أو الشركاء الآخرين في الوطن سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية، وانتهت الورقة بمحاولة، أو اجتهاد لقراءة الواقع وما يمكن أن يذهب إليه المستقبل بالنسبة للتيار نفسه للمضي في المشاركة السياسية الفاعلة في البحرين.

أما رئيسة إدارة العمل النسائي في جمعية الإصلاح سنية شعيب الصالحي، فقدمت ورقة بعنوان «العمل النسائي بجمعية الإصلاح، الواقع والطموح)، وذكرت فيها أنه «منذ تأسيس الجمعية في الأربعينات من القرن الماضي والمرأة تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل من خلال قطاعات العمل النسائي بالجمعية في تحقيق رسالة وأهداف الجمعية والتي يأتي على رأسها الالتزام بالإسلام كمرجعية عليا ومنهاج شامل للحياة».

وأضافت الصالحي «استمر تطور وتقدم العمل النسائي حتى بات مرتبطاً بهموم واحتياجات المجتمع البحريني ومشاركاً في معظم مؤسساته».

وتابعت «وما بين انطلاقة العمل قبل عشرات السنين وبين صورته الحالية التي بات عليها؛ تراكمت وتكاتفت جهود جبارة للعديد من العضوات المخلصات، وقد أثمرت عن عمل مؤسسي كبير يُشار له بالبنان في شتى مناحي الحياة والمجتمع.

وعرضت ورقة الصالحي بشكل مختصر صوراً من تلك الجهود وبعضاً من ثمارها وأثرها في المجتمع البحريني، وتتطرق للتحديات الرئيسية التي تشكل عقبات في وجه مسيرة العمل النسائي، كما تتلمس السبل التي من شأنها النهوض بالعمل النسائي والارتقاء به إلى مصاف المؤسسات الرائدة عالمياً في العمل التطوعي الدعوي والتنموي ذات الأثر البناء، وذلك من خلال المحاور التالية: المحور الأول: نبذة تاريخية مختصرة حول انطلاقة العمل النسائي بجمعية الإصلاح ومراحل تطوره، والمحور الثاني: دور العمل النسائي في تربية الأجيال وإرساء القيم، والمحور الثالث: الدور الخيري للعمل النسائي، أما المحور الرابع، فكان عن دور العمل النسائي في قضايا الأسرة والمرأة والوطن، وتناولت في الصالحي إنشاء مركز إصلاح للإرشاد الأسري، والعضوية بالمجلس الأعلى للمرأة، والدور البارز في المجتمع إبان أزمة 2011، فيما ناقش المحور الخامس التحديات التي تواجه العمل النسائي، الصعوبات والفرص في سبيل تطويره لخدمة مجتمعه وأمته.

فيما ناقش هشام ساتر، في ورقته «دور العمل الخيري بجمعية الإصلاح في تحقيق وسطية المنهج ووطنية المسار»، وقال فيها «لعل أحد أهم صفات وميزات جمعية الإصلاح التي بنيت عليها وعرفت بها هو منهجها الوسطي ومسارها الوطني في التعامل في كل شؤونها، وعلى هذا الأساس توضع البرامج والخطط وتنفذ المشاريع، بل وتصاغ الرؤى والأهداف والوسائل. والعمل الخيري في جمعية الإصلاح ليس استثناء عن هذا المنهج».

وأضاف ساتر «فمنذ نشأته، سواء على شكل فرق عمل في المواسم والمناسبات في بداية انطلاق الجمعية في نادي الطلبة، أو عندما تم إنشاء اللجنة الاجتماعية بنادي الإصلاح، أو عندما تحول العمل الإنساني إلى العمل المؤسسي المحترف مع إطلاق لجنة الأعمال الخيرية بجمعية الإصلاح، ظل المنهج الوسطي هو المعتمد في مجالات عمل اللجنة المختلفة، وعلى كل الأصعدة، سواء كان فقهيا، أو عمليا، أو تنفيذيا: على صعيد الاستفادة من تبرعات الأشخاص أو الجهات، أو صعيد المستفيدين من المحتاجين أو الجمعيات المتعاونة».

وأردف «أما على الصعيد الوطني فقد وضعت اللجنة لنفسها هدف رفع اسم البحرين في البلاد التي تعمل بها والمحافل التي تشارك واتخذت مبدأ التعاون مع الجهات والهيئات الرسمية والأهلية كخيار أساسي سواء في داخل البحرين أو خارجها».

أما الأكاديمي عضو جمعية الإصلاح هشام محمد العمال، فكان عنوان ورقته «تيار الإصلاح في مضمار العمل الوطني»، وقد استهدفت الورقة استعراض تفاعل تيار جمعية الإصلاح مع الأحداث الوطنية والدولية الكبرى التي مرت بها البحرين سواء تاريخيا منذ إنشاء نادي الإصلاح في الأربعينيات والخمسينيات ومن ثم في فترة استقلال البحرين وصولا إلى جهود الجمعية وتيارها في التحولات السياسية التي مرت بها البلاد أثناء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وعودة الحياة الدستورية والنيابية، وامتدادا إلى إنشاء جمعية المنبر الوطني الإسلامي ومشاركتها الفعالة في الحياة النيابية والسياسية في المملكة.

وسردت ورقة العمال بعض النماذج للمواقف الرئيسية في مضمار العمل الوطني لهذا التيار الإصلاحي سعياً لاستنتاج أبرز الملامح التي يمتاز بها هذا التيار وأبرز إسهاماته في هذا المجال، كما حللت بعض الملاحظات على أداء التيار وتفاعله مع التيارات الأخرى في العمل الوطني وتستعرض بعض المبادئ والمسلمات التي التزم بها.

وأخيرا، تحدث رئيس تحرير مجلة المجتمع محمد سالم الراشد في ورقته عن «الإسلام والمستقبل، التحديات الراهنة واستراتيجيات مواجهتها»، وسلط هذه الورقة الضوء على حاضر العالم الإسلامي وما يملكه من مقومات تؤهله للريادة وتؤكد فاعليته في أن يقوم بدور حضاري على المستوى الإنساني والعالمي بما يملكه من موقع جيواستراتيجي فريد، وتاريخ عريق، وتراث ذاخر، وثروات طبيعية وطاقات بشرية وفكرية لا تنضب، وفي الوقت نفسه تشير إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تعوق استئناف المسيرة الحضارية للإسلام والإفادة المثلي من هذه المقومات والإمكانات».

وكان أبرز ما تطرقت عليه هذه ورقة الراشد رصد التحديات التي تواجه الإسلام، تشويه الصورة الذهنية عن الإسلام في الغرب بفعل الإرهاب والتطرف، وظاهرة الاسلاموفوبيا، كما تشير إلى تحديات أكبر منها؛ الاستبداد والعولمة، وفوق ذلك كله أن افتقاد القيادة التي تحسن عرض مشروع الإسلام الحضاري وتعيد طرحه بما يتناسب ومستجدات العصر في عالم يموج بالتطورات المتلاحقة وفي نفس الوقت يشكو من الفوضى والاحتراب واختلال موازين العدالة الدولية.

كما طرحت الورقة رؤية لما يمكن القيام به من استراتيجيات لمواجهة هذه التحديات، سواء على مستوى الحواضن السنية أو تيار الإسلام السياسي أو الدول الإسلامية.

العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً