العدد 4897 - الثلثاء 02 فبراير 2016م الموافق 23 ربيع الثاني 1437هـ

الولاءات وتشكيل الجماعات في سلك الضباط اللبنانيين

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

لايزال الجيش اللبناني، الذي شهد انشقاقات كبيرة عدّة خلال الحرب الأهلية الطويلة بين عامَي 1975-1990، يعكس الانقسامات المجتمعية والسياسية في المجتمع اللبناني الأوسع، بحسب ما قال مركز "كارنيغي" للأبحاث في تقرير نشره اليوم الأربعاء (3 فبراير/ شباط 2016).

ويبدو هذا واضحاً من أنماط تكوين الجماعات بين الضباط بعد العام 1990. ولكن في حين كانت هذه الانقسامات تُنسب في العادة إلى الديناميكيات الطائفية، فإنها تدين بالقدر نفسه إلى الانتماءات السياسية (التي غالباً ماتلوّنها الطائفة)، والروابط بين الأجيال، وهوية الجيش كهيئة مهنية.

قبل العام 1990، كان المحرّك الرئيس لتكوين الجماعات في سلك الضباط اللبناني يتمحور بشأن سياسات الهوية المسيحية-الإسلامية. بيد أن الحرب الأهلية التي انتهت بهزيمة وحدات الجيش اللبناني ذي الغالبية المسيحية على يد الجيش السوري في أكتوبر/ تشرين الأول 1990، أدّت إلى تغيير موازين القوى. وعلى مدى العقد التالي، خسر الضباط المسيحيون هيمنتهم السابقة.

وكان ذلك أكثر وضوحاً في ما يتعلق بالضباط الذين خدموا تحت قيادة قائد الجيش اللبناني العماد ميشال عون، بين عامَي 1984 و1990 ورئيس الوزراء المؤقّت الذي عيّنه الرئيس المنتهية ولايته أمين الجميل في العام 1988. قاد عون ما أسماه حرب التحرير ضد المواقع العسكرية السورية في لبنان بين عامَي 1989-1990، ولذلك عندما بدأت عملية إعادة البناء، اضطرّ الجيش اللبناني إلى التعامل مع الضباط العونيين الذين شاركوا في الحملة ضد القوات السورية.

هؤلاء الضباط، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم قلب الجيش اللبناني، اشتركوا في هوية جماعيّة مبنيّة على النضال، ومن ثم، في بعض الحالات، التهميش في القوات المسلحة.

العلاقات بين الأجيال والعلاقات المهنية أكثر أهمية للضباط مما يسلَّم به عموماً. يتم بناء هذه العلاقات أولاً في المدرسة الحربية، حيث يقضي ضباط المستقبل من مختلف الطوائف والتوجّهات السياسية سويّة تدريبات تستمر لمدة ثلاث سنوات. بالنسبة إلى الكثير من خرّيجي المدرسة الحربية، "يغيّر الزي العسكري الشخص. والتدريب العسكري هو تدريب في الوطنية"، كما أوضح عميد متقاعد، وبالتالي فإن المقصود هو أن يكون ولاؤهم قصراً على المؤسّسة فقط. وبالتالي فإن التطوير المهني المشترك للضباط، إلى جانب الخبرة اللاحقة المكتسبة أثناء الخدمة في الجيش، جعل الولاء للمؤسّسة العسكرية عاملاً قوياً ومهيمناً في كثير من الأحيان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً