العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ

التفكير الإبداعي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ان أكبر عائق أمام التعلم والتطوير والتغيير هو انتشار التفكير النمطي، وهو التفكير الذي يحث على الجمود والاعتماد على القوالب الجاهزة والمكررة واتباع التقاليد والموروثات والعادات التي تبرر بقاء الأمور على ما هي عليها. وكما أشار كلٌّ من محمد خضر عبد المختار وإنجي صلاح فريد عدوي في كتابهما «التفكير النمطي والإبداعي» الصادر في 2011، فإن التفكير النمطي هو تفكير أحادي الرؤيا، مكرر وروتيني، محدد بقوانين وقواعد، يمكن التنبؤ بنتائجه ومجراه، يتسم بالجمود، لا يخرج عما هو متعارف عليه، ويرفض الأفكار الجديدة.

في مقابل ذلك، فإن التفكير الإبداعي يتطلب تغييراً شاملاً في نمط التفكير، بعيداً عن الحفظ والتلقين. أنه تفكير متشعب، يتصف بالأصالة، لا يتحدد بالقواعد المنطقية، لا يمكن التنبؤ بنتائجه، يتسم بالمرونة، يخرج عن المألوف، ينتج عنه شيء جديد، ويقبل الأفكار الجديدة.

التفكير الإبداعي يعني القدرة على تحويل المعرفة الجديدة إلى ذكاء عملي وواقع ملموس، وإدراك العالم بطرق جديدة، وذلك عبر ربط ظواهر تبدو غير ذات صلة، ومن ثم توليد الحلول العملية التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع. هذا النوع من التفكير يتطلب الحماس والعاطفة الجياشة والالتزام نحو تحقيق منتج أو خدمة أو وسيلة جديدة أو مطوّرة بما يخلق قيمة مضافة.

وفي فترة التحول الرقمي التي نمر بها في عصرنا الحالي، يصبح «التفكير الإبداعي» حاجة ضرورية لرؤية الطريق والتحرك نحو بيئة العمل الجديدة. وهذا ينطبق على الأشخاص والشركات والمجتمعات والحكومات.

سنغافورة، مثلاً، من الدول التي سارعت إلى الخروج من الأزمات التي واجهت منطقتها من خلال بث ثقافة الإبداع في مناهجها التعليمية، وفي سوق العمل، وتحشيد روح المبادرة والحماس من أجل التغيير، وتشجيع شركاتها ومواطنيها على المخاطرة في الأعمال والتسامح مع الفشل أثناء القيام بالتغييرات المطلوبة. وفي الوقت ذاته، فإن بنيتها التحتية وخدماتها، جميعها توجّهت من أجل تسهيل التحول الرقمي، والتأكد من وجود قاعدة عريضة من المعرفة والابتكار والبحث والتطوير، والتأكد من تطابق المهارات بين احتياجات اقتصادها القائم على المعرفة ونوع الخريجين من المؤسسات التعليمية.

لقد أصبحت مهارات التفكير الإبداعي وحل المشاكل والتسويق وخدمة الزبائن واتقان استخدامات التكنولوجيا الرقمية، من صلب المنهج التعليمي السنغافوري، وجزءًا لا يتجزأ من برامج التدريب المستمرة في الشركات، والتي لا يمكن للتحول الرقمي حدوثه من دونها. وهذا ما شرحه الخبير العالمي في خدمة الزبائن رون كوفمان Ron Kaufman خلال لقاء معه في البحرين بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وإذا كان الدور الحكومي محورياً في إنجاح التحول الرقمي، فإن دور المؤسسات في القطاع الخاص لا يقل أهمية، وهو أمر لا يمكن إيكاله للاستشاريين وكأنه سيحدث بعد صرف المال على دراسات الجدوى، وانما يتطلب فهماً واضحاً للمهارات وللتقنيات والأسواق، وطبيعة المنتجات والخدمات والخبرات المطلوبة للاستجابة إلى التحديات بصورة واقعية.

ان التفكير الإبداعي يتطلب من المؤسسات تدريب العاملين على القدرة على التفكير بشكل خلاق، أو «خارج الصندوق»، وذلك عبر استخدام الإلهام والخيال في حل المشكلات، ذلك لأن التفكير الإبداعي يتطلب النظر إلى المشكلات من زوايا غير متوقعة، ويشمل التفكير الجانبي والعصف الذهني وغيرها من الأساليب التي يحتاجها عمال المعرفة.

أن التفكير الإبداعي يعني القدرة على التفكير بشكل خلاق، أو «خارج الصندوق»، وذلك عبر استخدام الإلهام والخيال في حل المشكلات، وعدم الركون إلى الأفكار المسبقة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:35 ص

      التفكير الإبداعي يأتي من التربية على الاستقلالية والاعتماد على النفس منذ الصغر وهذا ما يفتقده مجتمعنا بل العكس نعلمه على الاتكالية في كل شئ حتى يكبر ويصبح أخذ القرار المستقل صعب جدا بالنسبه اليه

    • زائر 3 | 11:57 م

      الابداع منهجية تدرس

      كما قرأت مؤخرا بأن الابداع والابتكار منهجية تدرس للطلبة الصغار وانها عبارة عن مفاهيم وخبرات تراكمية يجب ان تستقر في ذهنية المجتمع. وصحيح ان بعض البشر يأتون خارقين للعادة ولكن هؤلاء قلة ... ما نحتاجه هو اجيال من المبدعين والمخترعين والمفكرين وهذا لا يأتي الا عبر مناهج ورؤى واليات للوصول الى هذا المستوى المتقدم

    • زائر 2 | 11:54 م

      sunnybahrain
      السلام عليكم ،،وكما عودتنا هذه الجريده دوما ،،وبانامل اعضائها ومنتسبيها ،،ب نشر المواضيع الهادفه والتي تصب في صالح الفرد والمجتمع ،،ف نشكر لكم هذا التفتح في الرؤيا والعزم على رسم مستقبل منير ،،تقبلوا منا جزيل الشكر والامتنان ،،السلام عليكم .

    • زائر 1 | 11:42 م

      الف شكر وتحيه

      دكتور نا الغالي الف شكر على طرح أمثال هذه المواضيع القيمة التي تبني العقول وتغذيها بالمرتكزات التي تجعلها عقول فاعلة في الحياة

اقرأ ايضاً