العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ

الحوار السياسي الشامل كفيل بإنقاذ الشعب السوري

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد لـ«دعم سورية والمنطقة» في لندن بتاريخ 4 فبراير/ شباط 2016) دولة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فخامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، دولة رئيسة الوزراء إرنا سولبرغ، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملكي، أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، أصحاب المعالي الوزراء، أصحاب السعادة، السيدات والسادة، شكرا لتواجدكم هنا معنا.

هذه هي المرة الرابعة التي نجتمع فيها معاً لإظهار تضامننا مع شعب سورية والمنطقة. أشكر صاحب السمو أمير الكويت وشعب وحكومة دولة الكويت لاستضافة المؤتمرات الثلاثة السابقة، التي أسفرت عن جمع تمويل بالغ الأهمية من أجل الشعب السوري. وأشكر المشاركين في الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع، وعلى وجه الخصوص رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاستضافة الاجتماع.

توشك الأزمة في سورية على دخول عامها السادس. ويتحمل المجتمع الدولي مسئولية كبيرة عن الفشل في وضع حد لها.

ويحدونا جميعاً الأمل في أن تسفر الجهود التي يقودها مبعوثي الخاص ستيفان دي ميستورا عن إحراز تقدم. ولكن التوقف المؤقت في المحادثات يُظهر مدى عمق الانقسامات.

ومن المقلق جدا أن تتقوض الخطوات الأولى من المحادثات؛ بسبب عدم استمرار وصول المساعدات الإنسانية الكافية، والزيادة المفاجئة في القصف الجوي والنشاطات العسكرية داخل سورية. كما أن التركيز على قضية الشعب السوري يضيع وسط مسائل إجرائية غير مهمة.

إنني أتفق تماما مع مبعوثي الخاص، على أنه لا ينبغي أن تكون لدينا محادثات لمجرد إجراء المحادثات. وينبغي أن نسخر الأيام المقبلة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، وليس لضمان تحقيق المزيد من المكاسب على أرض المعركة.

إنني أحث مجلس الأمن وأعضاء فريق الدعم الدولي لسورية للضغط على الأطراف المعنية كي تنخرط بجدية مع بعضها بعضا لصالح مستقبل سورية.

لقد ضاعفت التطورات السياسية الأخيرة الإلحاح الذي تتسم به جهودنا هنا اليوم من أجل تخفيف معاناة الملايين من السوريين رجالاً ونساء وأطفالاً.

نحن هنا اليوم من أجل 3 أهداف.

أولا، تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، البالغ قيمتها 7 بلايين دولار أميركي لهذا العام وحده، وهو ضعف مبلغ العام الماضي. ورغم سخاء بعض الجهات المانحة، أخفق المجتمع الدولي في مواكبة نسق هذه الاحتياجات.

ثانيا، وضع أسس للدعم الدولي على المدى الطويل. حتى وإن انتهى الصراع غدا بفضل معجزة ما فسوف يستمر وجود احتياجات إنسانية وإنمائية ضخمة لسنوات، بل ولعقود. والأمم المتحدة جاهزة لقيادة وتنسيق هذا الجهد.

إن اللاجئين السوريين وغيرهم في حاجة إلى فرصة للعمل وإعالة أسرهم. لذلك دعونا اليوم نلتزم بتوفير التعليم لجميع الأطفال السوريين، خلال أشهر وليس سنوات. إن توفير الأمل هو أفضل وسيلة للحد من الهجرة الكثيفة للسوريين المتعلمين ومنع وقوع جيل ضائع في براثن التطرف.

ثالثا، نحن هنا لإيجاد سبل تكفل حماية المدنيين. جميع الأطراف في هذا الصراع ترتكب انتهاكات بغيضة ومروعة لحقوق الإنسان. واللاجئون الفلسطينيون، الذين هم في الأصل ضعفاء، يتم حرمانهم مرة أخرى وقد باتوا في وضع بائس. يجب أن نضع حدا لعمليات الحصار وأن نجلب الطعام لمن يتضورون جوعاً.

أصحاب السعادة، السيدات والسادة، لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع. ولا يمكننا أن نستمر على هذا المنوال. لا يوجد حل عسكري. والحوار السياسي الشامل للجميع هو وحده الكفيل بإنقاذ الشعب السوري من معاناته التي لا تُطاق.

أريد أن أختتم بتوجيه التحية إلى الشجعان العاملين في الإغاثة من الهلال الأحمر العربي السوري، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، وغيرهم ممن يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى الأشخاص المحتاجين. دعونا اليوم نغير المشهد. ودعونا من خلال تضامننا وكرمنا نعطي الأمل الحقيقي لشعب سورية والمنطقة.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:57 ص

      خطاب إيفشّل

      هدا الخطاب يصلح يكون موضوع إنشاء للصف الأوّل إعدادي... قمّه في السطحيه واللا معني .

    • زائر 3 | 1:18 ص

      حجي كي مون موظف يعمل بما يؤمر وهو ليس رجل مبدا كباقي القاده التارخيين الذين يفرضون مايعتقدون به ويستعملون صلاحياتهم ولو في قول كلمة الحق وهذا الرجل قلق على وظيفته وهو يشبه حلول الجمعه لايضر ولاينفع

    • زائر 4 زائر 3 | 1:43 ص

      عجبتني

      عجبني كلامك

    • زائر 2 | 1:14 ص

      حوار مع من ؟!

      من يتحاور مع من ؟ المشردون واللاجؤون والجوعي والثكالا يتحاورون مع جلادهم وقتلة أبنائهم وإخوانهم أم يتحاورون مع القوي العضمي التي تقصفهم بالبراميل المتفجره والصواريخ والقنابل العنقوديه والقنابل الفراغيه التي تهدم عليهم بيوتهم وتدفنهم وأطفالهم أشلاء تحت أنقاضها ؟!!! وكيف يتم هذا الحوار وما هي النتائج التي ترجوها من هكذا حوار يا مستر مووون ؟

    • زائر 1 | 11:24 م

      جيت متأخر يا حجي كي مون بعد هلاك اكثر من مائتي ألف من الشعب السوري وتدمير سوريا بأكملها ، الآن الكل يدعو للحوار !!! ولماذا لم تكن كل هذه الدعوات من قبل؟

اقرأ ايضاً