العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ

روسيا وواشنطن تُشكّكان في نجاح «الهدنة»... والجيش التركي يقصف أهدافاً في سورية

قال مصدر حكومي تركي لوكالة «رويترز» إن الجيش قصف أهدافاً لمسلحين أكراد بالقرب من بلدة اعزاز في شمال سورية أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2016) بعد ساعات من تحذير رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأنّ أنقرة ستتحرك إذا واجهت تهديداً عبر الحدود. وكان أعلن أوغلو أمس أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية.

في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الهدنة التي اتفقت عليها القوى العالمية ستفشل على الأرجح، وذلك فيما تكثف بلاده ضرباتها الجوية دعماً للرئيس بشار الأسد.

من جانبه، حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من فشل اتفاق الهدنة في سورية الذي تم إبرامه أمس الأول.


روسيا وواشنطن تُشكّكان في نجاح الهدنة... والقوات النظامية تقترب من معقل «داعش»

الجيش التركي يقصف أهدافاً في سورية... والسعودية ترسل مقاتلات إلى تركيا

عواصم - وكالات

قال مصدر حكومي تركي لوكالة «رويترز» إن الجيش قصف أهدافاً لمسلحين أكراد بالقرب من بلدة أعزاز في شمال سورية أمس السبت (13 فبراير/ شباط 2015) بعد ساعات من تحذير رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأن أنقرة ستتحرك إذا واجهت تهديداً عبر الحدود. يأتي ذلك فيما قالت موسكو إن الهدنة التي اتفقت عليها القوى العالمية ستفشل على الأرجح، وذلك بينما تكثف ضرباتها الجوية دعماً للرئيس بشار الأسد.

ولم يتضح على الفور سبب القصف الذي وقع بعد نجاح المقاتلين الأكراد مدعومين بغارات جوية روسية في طرد المعارضة السورية من قاعدة جوية سابقة قرب الحدود التركية. وأضاف المصدر «أطلقت القوات المسلحة التركية قذائف على مواقع للأكراد في منطقة أعزاز». في إشارة لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف استهدف القاعدة الجوية وقرية انتزعتهما وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وأكد مسئول كردي قصف قاعدة منغ وقال إن من سيطر عليها هو «جيش الثوار» حليف الأكراد وليس وحدات «حماية الشعب الكردية». والفصيلان يعملان في إطار «تحالف قوات سورية الديمقراطية».

ووقع القصف وسط غضب تركيا المتزايد من دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في قتاله ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».

وفي وقت سابق أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية.

ونقلت صحيفتا «يني شفق» و «خبر ترك» عن جاويش أوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ «إذا كانت هناك إستراتيجية (ضد «داعش») فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية». وتابع الوزير «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة داعش لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة».

وأضاف أن السعودية «ترسل طائرات إلى تركيا (قاعدة انجرليك). وصل (مسئولون سعوديون) للاطلاع على القاعدة. وحتى الآن ليس واضحاً كم عدد الطائرات التي ستصل». وأضاف «إنهم (السعوديون) قالوا: إذا لزم الأمر يمكننا أيضاً إرسال قوات»، مضيفاً أن «السعودية تظهر تصميماً كبيراً في مكافحة الإرهاب في سورية».

في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء اجتماع لمسئولي وخبراء السياسة الخارجية والدفاع في مدينة ميونيخ الألمانية إن الهدنة التي اتفقت عليها القوى العالمية ستفشل على الأرجح، وذلك فيما تكثف بلاده ضرباتها الجوية دعماً للرئيس بشار الأسد.

وقال لافروف أثناء كلمته في مؤتمر ميونيخ الأمني أمس إن هناك فرصة «بنسبة 49 في المئة» لنجاح الهدنة المؤقتة بين قوات النظام والمعارضة السورية. ومن المقرر أن يدخل «التوقف» في القتال الذي وافقت عليه جماعة الدعم الدولي لسورية يوم الجمعة، حيز التنفيذ الأسبوع المقبل لإتاحة الوقت للتفاوض بشأن وقف أكثر استدامة لإطلاق النار.

وكان وزير الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق أن التنسيق بين عسكريين روس وأميركيين يشكل أساساً لحل مشكلات إنسانية في سورية وشرطاً لا بد منه لتحقيق هدنة في البلاد.

وأشار لافروف على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن أمس إلى أهمية ضمان التعاون والتنسيق المستمر بين عسكريي موسكو وواشنطن التي تقود تحالفاً دولياً «مع الأخذ بعين الاعتبار أن العسكريين الروس يعملون في سورية تلبية لطلب من دمشق»، وفقاً لما ذكره موقع قناة «روسيا اليوم». وقال لافروف إن طرح شروط مسبقة للحوار بشأن سورية، مثل الحل الكامل للمسائل الإنسانية «يعد استفزازاً».

ودعا إلى عدم «شيطنة» دور الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في سورية، وحمل ما وصفهم بـ «الإرهابيين « المسئولية عنها. وأضاف أن المسائل الإنسانية يمكن حلها فقط عن طريق التعاون، أما الحديث عن ضرورة حلها قبل وقف العنف فيقود إلى طريق مسدود.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من فشل اتفاق الهدنة في سورية الذي تم إبرامه أمس الأول. وقال كيري خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ: «إن القرارات التي ستتخذ خلال الأيام والأسابيع والأشهر القليلة المقبلة يمكن أن توقف الحرب في سورية».

وأضاف كيري «ومن الممكن أيضاً أن تؤدي هذه القرارات إلى وضعنا أمام بدائل أخرى شديدة الصعوبة في المستقبل».

ولم يشر كيري إلى ما يعنيه بذلك هل هو تحديد منطقة حظر للطيران في سورية أو نقل قوات برية إلى هناك. وأكد قائلاً: «إننا الآن عند مفترق طرق».

وطالب كيري روسيا بقصر هجماتها الجوية على الجماعات الإرهابية في سورية، مشيراً إلى أن الغالبية الكبرى من الهجمات الروسية تنصب على مواقع المعارضة الشرعية لنظام الأسد.

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن الحكومة السورية تستعد للتقدم صوب الرقة معقل تنظيم «داعش» في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الروسية المتحالفة مع النظام السوري قصف بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة شمالي حلب.

إنسانياً، دخلت قافلة مساعدات طبية إلى مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، وفق ما أفاد الهلال الأحمر السوري والإعلام الرسمي أمس. وأوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قامت أمس بإدخال قافلة مساعدات طبية إلى مدينة دوما بريف دمشق».

العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً